اللقاءان الأهم مع بري وعون والمحور هو الرئاسة
زيارة ولش لبيروت... الخلفيات وما الذي جرى

الياس يوسف من بيروت: طغى الحديث عن الزيارة التي انتهت اليوم لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش إلى بيروت، على كل ما عداه في لبنان، خصوصًا أن الرجل هو المكلف بوضع السياسة الأميركية حيال لبنان. ويمكن اختصار نتيجة لقاءاته مع المسؤولين والسياسيين بأنه حمل رسالة سياسية واحدة ومحددة في ثلاثة عناوين أساسية هي: أولاً تأكيد استمرار الدعم الأميركي للبنان وحكومته وعدم وجود أي توجه إلى مساومة أو صفقة على حسابه في أي حوار تجريه واشنطن مع إيران وسوريا. ثانيًا تأكيد اقتراب موعد قيام المحكمة الدولية في شكل نهائي، وأن المسألة باتت مسألة وقت، والسؤال بالتالي لم يعد هل تشكل المحكمة، إنما متى وكيف؟ وثالثًا تأكيد ضرورة وأهمية حصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها ووفق الأصول الدستورية وبعيدًا عن أي تدخل خارجي ، مع التشديد على أن هذه الإنتخابات ستحصل في موعدها ومن دون إجراءات إستثنائية .

إقرأ أيضا
لبنان

مجلس الامن: توزيع مشروع قرار لانشاء المحكمة الدولية

تقرير سري: أحد الجنود الإسرائيليين لدى حزب الله مَيتٌ

اللقاءان الأهم مع بري وعون والمحور هو الرئاسة
زيارة ولش لبيروت... الخلفيات وما الذي جرى

الشرع إستقبل سليم الحص في دمشق

رافقه ظرف تاريخي صعب في لبنان
اتفاق 17 ايار ولد ميتًا منذ 24 عامًا

النائب مجدلاني: المعارضة تدفع فواتير النظام السوري

سجال- شتائم بين لحود والحريري

فرنجية: مرشحنا ميشال عون أو... لا رئيس!

مشروع القرار حول المحكمة الدولية الخاصة بالحريري يطرح قريبا

بان: الوقت حان للتصرف حيال تاسيس محكمة الحريري

توجه إلى استبعاد الفصل 7 في تنفيذ الأحكام
إقرار المحكمة الدولية في نيويورك مسألة أيام

المحكمة الدولية: رسالة السنيورة إلى بان كي- مون

مشروع قرار المحكمة الدولية الخاصة بالحريري سيعرض قريبا

السنيورة لمجلس الامن: جعل المحكمة واقعا

قروض بنكية لعمليات التجميل في لبنان
اللبنانيون يتهافتون على الشكل الحسن

أما اللقاءان اللذان شكلا مجال افادة وارتياح للمسؤول الأميركي فكانا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني نصرالله صفير. وقد خرج ولش من الاجتماعين معهما بانطباع أن كلاً منهما يمتلك حس المسؤولية ومدرك لأهمية الاستحقاق الرئاسي وعواقب عدم حصوله، وأن كلاً منهما مستعد من موقعه وفي شكل منسق لأداء دور ايجابي ومحوري في اتمام هذا الاستحقاق ، بمعنى أن يتولى البطريرك الماروني تنسيق مواقف المسيحيين، والرئيس بري ادارة الاستحقاق وإخراجه سياسيًا ودستوريًا.

ولش والجنرال عون
وكان اللقاء الأكثر إثارة للإهتمام والجدل هو الذي جمع ولش في مقر السفارة الأميركية مع النائب الجنرال ميشال عون لأنه جاء بعد أسابيع من سجال اعلامي ثنائي حاد بينهما لم يخل من انتقادات لاذعة للجنرال من الجانب الأميركي. وما تسرّب من هذا اللقاء الذي جهد quot;حزب اللهquot; في معرفة تفاصيله أفاد بوجود هوة بين الموقف الاميرآي وقراءة الجنرال عون السياسية للأزمة وسبل الخروج منها. وفي حين تصرف الأميركيون من خلفية السعي الى فك الإرتباط بين عون وquot;حزب اللهquot; جاعلين هذا الأمر شرطًا أولاً للبحث في مسألة ترشيح عون للرئاسة، عبّر الجنرال عن رأي مختلف ، مبديًا إرتياحه إلى اللقاء وواصفًا إياه بأنه quot;إيجابيquot;. وقد أوضح عون في اللقاء أنه يرى مصلحة لواشنطن في ان يكون هو قريبًا من quot;حزب اللهquot; وليس في ابعاده عنه، وانه يترشح الى رئاسة الجمهورية على أساس انه يستطيع أن يكون الرئيس الضامن للحل والقادر على أداء دور ايجابي ومساعد في معالجة مسألة سلاح quot;حزب اللهquot;.

وفي حين كان ولش واضحًا عند تحديد مواصفات الرئيس العتيد في اشتراط quot;عدم تحالفه مع فريق داخلي يتوسل العنفquot;، كان الجنرال عون واضحًا أثناء اللقاء في الإشارة إلى أن تفاهمه مع quot;حزب اللهquot; ليس هو المشكلة، وإن الأزمة تكمن ، حسب رأيه، في السياسة والمقاربة الخاطئة للحكومة والأكثرية، شارحًا وجهة نظره فيالأسباب التي أدت الى الأزمة السياسية الحالية ورؤيته إلى الحلول وطرق بناء دولة قوية قادرة وعادلة تكون الضمان للجميع . وشدد على أنه يملك مبادرة سياسية متكاملة في صدد طرحها قريبًا.

أما ولش فحرص على تجاوز التوترات السابقة بينه وبين الجنرال عون الذي حرص في المقابل على عدم تقديم أي إلتزامات مستقبلية، مكتفيًا بالإجابة عن أسئلة ولش الكثيرة التي امتدت من المحكمة ذات الطابع الدولي الى موضوع انتخابات الرئاسة وتلويح quot;حزب اللهquot; بالحؤول دون اكتمال نصاب جلسة الإنتخاب، وصولاً إلى سلاح quot;حزب اللهquot; والعلاقة بإيران وسوريا.

وبدا من خلال محادثات ولش أن الدافع المباشر لزيارته هو مزيج من تطورات إقليمية طارئة، مثل الحوار مع ايران وما يطرح هذا الحوار من تساؤلات، ومن تطورات لبنانية تتعلق خصوصًا بموضوع المحكمة الدولية والمرحلة التي تلي اقرارها في مجلس الأمن... أما الاهتمام والهدف المحوري للزيارة فتعلق بالإستحقاق الرئاسي.وفي هذا الموضوع سجل خروج ولش متأثرًا بوجهة نظرقوى 14 آذار/ مارس ومخاوفها حيال وجود توجه إلى تعطيل الانتخابات تقف وراءه سوريا، وتنخرط فيه المعارضة من باب quot;تطيير النصابquot;.

كذلك خرج ولش متأثرًا بوجهة نظر الرئيس نبيه بري في ما خص موضوع quot;نصاب الثلثينquot; لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وان مسألة النصاب هي شرط ومدخل الى التوافق على رئاسة الجمهورية. ولفت في الوقت نفسه أن ولش لم يدخل لا تصريحًا ولا تلميحًا في quot;لعبة الأسماءquot;، ولم يشر الى أي مرشح مفضل عند واشنطن، مكتفيًا في هذا المجال بذكر مواصفات عامة تفيد بوجود موقف سلبي من ترشيح الجنرال عون للرئاسة ما دام. متحالفاً مع quot;حزب اللهquot; . لكن الدبلوماسي الأميركي لم يقل مرة انه يؤيد ويدعم فكرة أن يكون الرئيس المقبل من فريق ١٤ آذار/ مارس ، ومن المشكوك فيه وغير المؤكد أن يكون قد طلب من هذا الفريق الاتفاق على مرشح واحد من صفوفه. وهناك من يعتقد جازمًا أن ولش غادر لبنان أكثر اقتناعًا بنظرية quot;الرئيس التوافقيquot; الذي لا يكون منتميا الى أي من طرفي الصراع، وبأن ثمة أخطارًا محدقة بالاستحقاق الرئاسي، اذا لم يجرِ على الأساس التوافقي. وهو صرح أكثر من مرة بأن على الرئيس المقبل ان يتمتع بثلاثة أمور على الأقل: أن يملك رؤية إلى لبنان نحو المستقبل وليس للعودة به إلى الوراء، وان يكون مستقلاً عن أي فريق خارجي اقليمي او دولي وحتى عن أي فريق داخلي يعتمد العنف او يتوسله من أجل تحقيق أهدافه، وان يحظى بالإرادة للحصول على أكبر دعم من اللبنانيين.

وعكس ولش رغبة إدارته في الربط بين الاستحقاق الرئاسي وروحية القرار ١٥٥٩ الذي نص على اجراء انتخابات حرة نزيهة ووفق أحكام الدستور وبعيدًا عن أي تدخل خارجي، أما عكس الصلة الوثيقة بين الرئيس المقبل والتزامه بالقرارات الدولية ذات الصلة بلبنان من القرار ١٥٥٩ حتى القرار ١٧٠١.

وعكس ولش في لقاءاته تشددًا وحذرًا إزاء سورية ان لجهة التشديد على عدم وجود دور لها في انتخابات الرئاسة، او لجهة دعوتها الى التصرف بمسؤولية حيال موضوع المحكمة الدولية وتحذيرها من أخطار كبيرة في العمل ضد ارادة المجتمع الدولي، أو بإشارته الى انه ليس هناك بعد قرار اميركي باستكمال الحوار الذي بدأ في شرم الشيخ مع السوريين.

لافتة اليرزة للقاء قائد الجيش العماد ميشال سليمان كقائد عسكري وليس إلى ذلك كانت لافتة زيارة ولش لقائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان وتأكيد الدعم الأميركي للجيش ودوره في حماية المؤسسات والديمقراطية وفي حماية الاستحقاق وليس كمشروع سياسي يتعلق بالإستحقاق الرئاسي. في حين كان اللقاء بين ولش والرئيس فؤاد السنيورة لتأكيد وتجديد الدعم الاميركي القوي لحكومته ولإبلاغه أن المحكمة ستقر الأسبوع المقبل في مجلس الأمن، وأن لا عودة بلبنان الى الوراء ولا تفاوض مع سورية وايران على لبنان. وقد أضفى اتصال من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالسنيورة أثناء اجتماعه مع ولش مزيدًا من الدعم والتأييد على أجواء اللقاء.

تبقى ملاحظات هامشية وشكلية، إذ استثنى ولش من لقاءاته الرسمية الرئيس اميل لحود ومن لقاءاته السياسية مع القيادات والقوى الفاعلة quot;حزب اللهquot;. وهذا الاستثناء الطبيعي والمتوقع حد منه اللقاءان اللذان عقدهما ولش مع الرئيس نبيه بري بصفته المزدوجة الرسمية كرئيس للمجلس والسياسية كأحد قادة المعارضة، ومع الجنرال عون بصفته السياسية المزدوجة كأحد قادة المعارضة، وكخارج من صفوف ١٤ آذار/ مارس.

وفي الشكل أيضًا، وجد ولش سهولة في محادثة قيادات اسلامية محددة في الطائفة السنية ، وتحديدًا مع رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النيابية سعد الحريري، وكذلك الشيعية ممثلة بالرئيس بري، والدرزية ممثلة برئيس quot;اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ، بينما لاقى صعوبة صعوبة في لقاء قيادات وقوى عدة في الطائفة المارونية quot;المبعثرة سياسيًاquot; بين البطريرك صفير والرئيس أمين الجميل والجنرال عون ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع والمرشحين الموارنة من قوى ١٤ آذار/ مارس . وزار ولش المسؤولين والسياسيين المسلمين في مقراتهم ، في حين زاره السياسيون المسيحيون في مقره الموقت في السفارة ، باستثناء البطريرك والرئيس الجميل اللذين قام هو بزيارتهما .