التفجير كان متوقعاً بعد تهديدات quot;فتح الإسلامquot;
quot;مثلث القتلquot; استيقظ في الأشرفية

إيلي الحاج من بيروت: هز منطقة الأشرفية في بيروت انفجار قوي قبل منتصف الليل بنحو ربع ساعة، في هجوم كان كثيرون من المراقبين يتوقعونه ويتساءلون أين سيكون ومتى، بعدما هدد التنظيم الإسلامي المتطرف بأنه سيري من يناهضونه النيران وسيكون له رد لا يخطر ببال. هكذا قبل أن تخلد تلك المنطقة ذات الغالبية المسيحية إلى النوم بعد يوم طويل انصرف فيه أهلها على غرار بقية اللبنانيين إلى متابعة ما جرى من صدامات بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم quot;فتح الإسلامquot; شمال البلاد، عاودتهم مشاهد كانوا ظنوا أنها لن تتكرر .

قتيلة و10 جرحى في انفجار هز بيروت

40 قتيلا في المواجهات في شمال لبنان بينها 23 جنديا

quot;إيلافquot; التي توجهت إلى مكان الإنفجار على الفور سجلت أن الأهالي هناك تجاوزوا في سرعة الذعر الفوري التقليدي ، ربما لأنهم خبروا أو توقعوا الأمر ، وكانوا يتطلعون إلى معرفة أسماء الجرحى التي لم تنشر والذين بلغ عددهم نحو عشرة بينهم طفل ، وكان الناس يقولون والإذاعات أيضا أن جروحهم طفيفة ، ما عدا إمرأة في الثالثة والستين من آل مقبل لاقت حتفها بعدما انهار عليها جدار منزلها المجاور للمرأب الذي انفجرت العبوة تحت إحدى السيارات المركونة .

ويقع مكان الإنفجار تحديداً في طريق ضيق مقابل لكنيسة مار متر للروم الأرثوذكس ومدافنها، وكالعادة كانت قوى الجيش والأمن التي هرعت إلى المكان قد أقفلت الطريق عن بعد عشرات الأمتار من مكان الإنفجار ومنعت الصحافة والفضوليين من الإقتراب، فيما كانت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى تباعاً وزعيقها في صمت الليل يملاً الفضاء وهي متوجهة مستفيات أوتيل ديو أو القديس جاورجيوس أو مستشفى الجعيتاوي وكلها قريبة من مكان الإنفجار.

خاص بايلاف
وكان رجال الإطفاء ينهوزن إهماد حريق ضخم انلع في إحدى البنايات التي أصيب معظم سكانها بصدمة .

وقال كاهن الكنيسة ل quot;إيلافquot; أنه كان في داخلها وإن الإنفجار كان قوياً جدا ، لكن أحدا ممن كانوا فيها لم يصب بأذى. وكان متوجها إلى أحد المستشفيات لزيارة جرحى. وقال أحد المسؤولين عن الحرس في مجمع quot;أ ب ثquot; التجاري الضخم والذي وقع الإنفجار بقربه أن أياً من الزبائن من العاملين في المجمع لم يصب بأضرار، لكن بعض الواجهات في المجمع تحطمت.

وقد خرجت أبواب بعض المحلات على الطرق المجاورة من أمكنتها ، وكان الزجاج يملاً الأرصفة ، وتبعثرت قطع من حطام سيارة يبدو أن الإنفجار حطمها ورماها نتفاً صغيرة على بعد عشرات الأمتار.

مدخل مجمع quot;أ ب ثquot; التجاري.

وعلى مسافة دقائق مشياً من مكان الإنفجار ، شجرة زيتون زرعها أصدقاء الكاتب والمفكر والمناضل سمير قصير في المكان الذي قضى فيه بتفجير سيارته في 2 حزيران / يونيو 2005 . قصير كان حدد لطلابه في العلوم السياسية بجامعة القديس يوسف ( اليسوعية) مثلثاً قاتلا في منطقة الأشرفية لأن معظم الإغتيالات ومحاولات الإغتيال والتفجيرات حصلت خلال الحرب وبعدها من ضمنه . قصير نفسه قتل في ذاك المثلث ، وتفجير منتصف الليل كان فيه أيضاً. التحديد صحيح حتى الآن.

(خاص بايلاف - تصوير جو الحاج )