الياس توما من براغ : واصل المسؤولون التشيك إطلاق التحذيرات والتخويفات من تداعيات خطيرة يمكن أن تطال تشيكيا وأوروبا إذا لم تنخرط في الدرع الصاروخي الذي تريد الولايات المتحدة إقامته في تشيكيا وبولندا. فبعد أيام قليلة من إعلان نائب رئيس الحكومة للشؤون الأوربية الكسندر فوندرا أن عدم قبول تشيكيا بوضع الرادار سيشكل خرقا لالتزامات تشيكيا تجاه الحلفاء في الناتو وانه يمكن من جراء الرفض إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية أطلق رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك اليوم تحذيرا اكبر إذ زعم بان الحضارة الأوربية مهددة بالاندثار إذا لم تعبر الدول الأوربية عن إرادة حرة في الدفاع عنها .

ورأى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال إقامة نظام الدفاع الصاروخي المضاد في وسط أوروبا . واعتبر في كلمة ألقاها اليوم في مؤتمر يعقد في براغ حول مبادرة الدفاع الصاروخي الأمريكية بان العالم ليس الآن آمنا وانه من دون توفر إرادة الدفاع فان ذلك سيعني النهاية للحضارة الأوربية على حد قوله . وشدد على أن الرادار في تشيكيا والقاعدة الصاروخية الدفاعية في بولندا هما وسيلتان دفاعيتان وان على الناس أن يدركوا ضرورة ذلك وان الأمر لا يتعلق بنظام هجومي .

وأكد أن نظام الدرع الصاروخي الأمريكي ليس موجها ضد روسيا التي لديها تحفظات عليه مشددا على أن روسيا ليست مهددة عسكريا من جراء ذلك أما الموقف السلبي لموسكو من ذلك ففسره بالقول إن روسيا تشعر بان لديها فرصة الآن لتعزيز موقعها وإضعاف العلاقات التحالفية الأطلسية في حال نجاحها بمنع خلق هذا النظام ولكننا نحن أضاف لا تريد أن ننتمي من جديد إلى منطقة النفوذ الروسي .

واعتبر أن الدول الأوربية بدأت تشعر بعد انتهاء الحرب الباردة بالأمان مع انه ليس لديها الكثير من الأسباب لكي تشعر بذلك معتبرا انه حتى هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر وهجمات مدريد ولندن لم تجعل الأوربيين يستيقظون من حلمهم الوردي هذا . ورأى أن إقامة الرادار في تشيكيا سيكون بمثابة الاختبار الصغير للإرادة الأوربية في مسالة الدفاع عن السلام والحرية .

وتقول وكالة الأنباء التشيكية بان رئيس مكتب الأمن البولندي فلاديسلاف ستاسياك قد عبر عن موقف مشابه وانه أكد بان بلاده لن تقبل بالانخراط في أي مشروع لو عرفت بأنه سيهدد جيرانها .

من جهته انتقد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب التشيكي انتونين سيدا من الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان اقتصار المحادثات الخاصة بالرادار على مفاوضين تشيك وأمريكيين مشددا أن اعتبار أمر الرادار قضية ثنائية فقط بين تشيكيا والولايات المتحدة سيعكر التوافق بين دول الناتو وفي داخل الاتحاد الأوربي .