دعمه لبوش يلاحقه في منصبه الجديد
من رئاسة الحكومة إلى القدس: بلير مبعوثًا للرباعية
لندن- القدس: قالت صحيفة الغارديان في عددها الصادر اليوم إن رئيس الحكومة البريطانية المنصرف توني بلير سيتولى منصب المبعوث الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن بلير سيمارس عمله من مكتب في القدس، وربما مكتب آخر في الضفة الغربية وسيكون مسؤولاً عن إعداد الفلسطينيين للتفاوض مع إسرائيل. ونسبت الصحيفة إلى أصدقاء لبلير القول إنه سيجعل هدفه الرئيس استعادة الوحدة الفلسطينية بعد استيلاء حماس على قطاع غزة. يذكر أن اللجنة الرباعية تضم الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. بلير يعين مبعوثا للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط
وشكك مسؤولون من روسيا والإتحاد الأوروبي في قدرته على الحصول على دعم العرب بعد أنشكل دورًا قياديًا في حرب العراق مع بوش. ويعتقد كثير من العرب أن بوش منحاز لمصلحة إسرائيل. وقال سامي أبو زهري وهو مسؤول بحماس إن تجربة الشعب الفلسطيني مع بلير سيئة وإن تعيينه مبعوثًا للجنة الوساطة قد يزيد الأمور سوءًا.
ويترك بلير منصب رئيس الوزراء غدًا ويعمل المسؤولون على تحديد الدور الذي يمكن أن يلعبه كمبعوث للرباعي الدولي الذي يرعى عملية سلام الشرق الاوسط المؤلف من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا.
ومن المتوقع أن يهيمن موضوع تعيين بلير على جدول اعمال المباحثات التي ستجرى اليوم في القدس بين مسؤولين يمثلون وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومنسق السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقالت مصادر مطلعة على مداولات اللجنة إن من المرجح الإعلان عن تعيين بلير اليوم الثلاثاء على الرغم من انه قد لا يبدأ العمل على الفور.
وقال دبلوماسي أوروبي quot;تجرى مشاورات بين أعضاء الرباعي وبريطانيا بشأن تعيين توني بلير مبعوثًا عن الرباعي للفلسطينيين، ولا استطيع القول بما إذا كانت هناك نتيجة لكنني اتوقع التوصل إلى نتيجة ربما الثلاثاء عندما يجتمع مبعوثو الرباعي وربما ايضًا قبل هذا الموعدquot;.
وسبق أن دعا بلير وهو حليف وثيق للرئيس الاميركي جورج بوش واشنطن مرارًا وتكرارًا، إلى أن تقوم بدور أكثر حزمًا في الشرق الأوسط لكنه لم يحدد بشكل قاطع إن كان يريد منصب المبعوث. وقال دبلوماسيون مقربون من المفاوضات إن بلير الذي يترك منصبه بعد عشر سنوات في السلطة بدا مستعدًا لقبول المهمة وتجاوز بعض المقاومة داخل الرباعية. ويحاول المفاوضون الان الاتفاق على تفاصيل تفويض المبعوث.
وكانت إدارة بوش قد تركت في وقت سابق العام الجاري موضوع تعيين بلير كمبعوث للرباعية معلقًا، وذلك قبل فترة طويلة من استيلاء اسلاميي حماس على قطاع غزة منذ اكثر من اسبوع. ورد عباس على انقلاب غزة باقالة الحكومة التي ترأستها حماس وتشكيل حكومة طوارئ في الضفة الغربية دعمها الرباعي الدولي والدول العربية الحليفة الرئيسة.
وقسم هذا الإنقلاب الأراضي الفلسطينية إلى قطاعين احدهما تسيطر عليه حماس في غزة والآخر أكبر حيث تهيمن عليه فتح في الضفة الغربية. وتريد اسرائيل والولايات المتحدة عزل الاسلاميين في قطاع غزة كجزء من استراتيجية المواجهة مع حماس، بينما تدعم حكومة الطوارئ التي شكلها عباس. وتأمل ادارة بوش في تحفيز المفاوضات بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذين التقيا في مصر الاثنين كما تدعم مبادرة السلام العربية الارض مقابل السلام.
وقال مساعدون لاولمرت إنه يدعم تولي بلير دورًا ممتدًا في المنطقة بعد تركه منصب رئاسة الوزراء. وكان مبعوث الرباعي السابق الرئيس السابق جيمس ولفنسون قد ركز بشكل أكبر على الامور الاقتصادية واستقال بسبب في جانب كبير من عدم رغبة إسرائيل في الالتزام بالاتفاقات التي رعتها الولايات المتحدة.
من جهة ثانية تعقد اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بمتابعة سلام الشرق الأوسط، اجتماعا في القدس اليوم لتقييم الاوضاع في المنطقة وذلك للمرة الأولى منذ استيلاء حكومة حركة حماس على السلطة في قطاع غزة إثر صراعها مع حركة فتح المناوئة لها.
وسوف تناقش الرباعية، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، مسألة تعيين رئيس الوزراء البريطاني المنصرف توني بلير كمبعوث لها في المنطقة.
ويأتي الاجتماع في وقت أعلنت فيه حركة حماس استعدادها للدخول في حوار مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما يأتي بعد يوم واحد من القمة الرباعية التي عقدها زعماء مصر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في منتجع شرم الشيخ المصري، والتي كانت تهدف لإظهار الدعم لعباس الذي أقال حكومة حماس وعين بدلا منها حكومة طورائ.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال القمة أنه سيطلب من حكومته الإفراج عن 250 سجينا من عناصر فتح المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
ويقول المراسلون إن القمة كانت تهدف إلى تعزيز موقع أبو مازن وحركة فتح التي يقودها وعزل حركة حماس التي الإسلامية المنافسة بعد قرابة أسبوعين من سيطرتها على قطاع غزة.
وستتواصل جهود دعم عباس إقليميا في قمة سعودية- مصرية بين العاهل السعودي عبد الله بن العزيز والرئيس المصري حسني مبارك.
ويقول مراسل بي بي سي في القدس تيم فرانكس إن أعضاء الرباعية سيسعون للاتفاق على تعيين توني بلير كمبعوث لسلام الشرق الأوسط.
ويضيف مراسلنا إن المجتمعين سيسعون إلى تحديد مهام بلير وطبيعة عمله وكيف سيمارسه في المنطقة.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعربت عن رغبتها في قيام بلير بدور كبير في إطار هذه المهمة.
ويقول مراسلنا إن الجانب الروسي لم يبد حماسا كبيرا للفكرة، لكن الدوائر الدبلوماسية لا تتوقع رغم ذلك أن تعرقل روسيا تعيين بلير.
وكان بلير قد أعلن مرارا أنه ملتزم بالعمل على إحراز تقدمي في مسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم ذلك فإن كثيرين في الشرق الأوسط يرونه شخصا مثيرا للجدل.
ويشير مراسلنا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يظهرون حماسا لمكانة بلير وخبرته، بينما يبدي الفلسطينيون تشككا أكثر في قدرته على إحداث اختلاف دائم في الوضع الراهن.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية قد أعلن في وقت سابق إن حركة حماس مستعدة للحوار مع حركة فتح، وذلك بعد وقت قصير من الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري في كملته أمام قمة شرم الشيخ من أجل حوار بين جميع الفلسطينيين.
وقال متحدث باسم هنية في غزة إن حماس مستعدة للحوار فورا مع فتح. وكان مبارك قد دعا إلى quot;استئناف الحوار بين كل أبناء فلسطين، وصياغة موقف مشترك يتحدث باسم شعبه وقضيتهquot;.
من جانبه حث الرئيس الفلسطيني إسرائيل على quot;بدء مفاوضات سياسية جدية وفقا لجدول زمني متفق عليه وبهدف إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف عباس quot;يدي ممدودة إلى الشعب الاسرائيليquot;.
وقالت مراسلة بي بي سي لقمة شرم الشيخ هبه صالح إنه رغم تلقي عباس الكثير من الدعم الذي كان يسعى إليه، فإن ذلك ربما لن يحدث فرقا يذكر على الارض.
وتضيف أن حماس لا تزال تسيطر على قطاع غزة وهذا يقوض أي أفق جدي لمحادثات سلام.
التعليقات