بغداد: دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد في بغداد العراقيين الى ايجاد حل سياسي لوقف العنف في بلادهم مشددا على استبعاد اي حل عسكري. وقال كوشنير في مؤتمر صحافي عقده في ختام اليوم الاول من زيارة الى العراق تستغرق ثلاثة ايام quot;انها مسألة عراقية ولا بد ان يجد العراقيون حلا لها. ما اعتقده وما يعتقده (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي ان لا مجال للحل العسكري وهذا موقف ثابت لبلادناquot;.
وقال quot;لا تكونوا على عجلة من امركمquot;، معتبرا انه quot;ينبغي التريثquot;. واضاف quot;انها مجرد بداية نهاية الازمة، آمل ذلكquot;. ووصل كوشنير الاحد الى بغداد في زيارة مفاجئة هي اول زيارة يقوم بها وزير فرنسي الى العراق منذ ان عارضت باريس الحرب على هذا البلد عام 2003.
وتوجه كوشنير فور وصوله برفقة نظيره العراقي هوشيار زيباري الى نصب اقيم احياء لذكرى ممثل الامم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو و21 شخصا اخر قتلوا في اعتداء استهدف مقر المنظمة الدولية في بغداد في 19 اب/اغسطس 2003، ووضع امامه باقة زهر كتب عليها quot;الى جنود السلام، فرنسا ممتنةquot;.
وجرى الحفل امام مقر الامم المتحدة في قلب quot;المنطقة الخضراءquot; الخاضعة لحماية مشددة في بغداد وتضم مقرات المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الاميركيين ومقرات المؤسسات العراقية الرئيسية.
وقال كوشنير ردا على اسئلة فرانس برس حول تعزيز دور الامم المتحدة في العراق quot;آمل ذلك وهذا يتوقف الى حد بعيد على العراقيين اكثر مما يتوقف علينا. لو كان الامر يعود لفرنسا، لكانت الامم المتحدة لعبت دورا اكبر في العراقquot;.
وعبر عن رغبة باريس في لعب دور في العراق وقال quot;اننا مستعدون للعب دور مفيد لكن الحل بين ايدي العراقيين وليس بين ايدي الفرنسيين. اننا مستعدون فعلا، ولكن مع الشعب العراقيquot;. وتابع quot;ان الشعب العراقي بحاجة الى السيادة والى وحدة وسلامة اراضيه والى الديموقراطية من اجل وقف العنف ان شاء اللهquot;.
وقال quot;ما اعتقده وما يعتقده (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي ان لا مجال للحل العسكري وهذا موقف ثابت لبلادناquot;. وختم quot;ان منهجي يقوم على الانتظار. الاستماع الى الناس اولا. نحاول الاستماع اليكم، وانتم تستمعون الينا. علينا ان نلعب اوراقنا ودورنا ولكن ليس اليوم ولا غدا بل في احد الايامquot;.
وتشكل زيارة كوشنير منعطفا في مقاربة السلطات الفرنسية للمسألة العراقية بعد انتخاب نيكولا ساركوزي في ايار/مايو الماضي رئيسا لفرنسا خلفا لجاك شيراك. وكان ساركوزي التقى مؤخرا نظيره الاميركي جورج بوش في الولايات المتحدة وبحث معه الخلاف الذي نشب بين بلديهما اثر معارضة باريس شن الحرب على العراق في آذار/مارس 2003.
ويومها انتقد شيراك ووزير خارجيته آنذاك دومينيك دو فيلبان لجوء الولايات المتحدة الى القوة من دون الحصول على تفويض من مجلس الامن، ومذاك امتنعت فرنسا عن القيام باي دور في العراق. ووصل كوشنير الى العراق بعد ان شهد هذا البلد الثلاثاء اعنف اعتداء منذ 2003 اسفر عن مقتل اكثر من 400 شخص.ويعاني العراق من فوضى على الصعيد الامني وشلل على مستوى الحكومة التي انسحب منها او قاطعها 17 وزيرا من اصل وزرائها الاربعين على خلفية الخلاف بين السنة والشيعة.
التعليقات