الندية شرطًا لإصلاح ما خرب بين البلدين عبر 30 عامًا من التدخل
الشارع السوري وآفاق العلاقات مع لبنان

بهية مارديني من دمشق: ما أسهل تدمير العلاقات وما أصعب ترميمها وإصلاحها. هذا القول ينطبق على العلاقات بين الدول، حيث يرى المفكر السوري برهان غليون أن الوضع في لبنان وسورية لم يكن في أي فترة سابقة على الدرجة من الخطورة التي هو عليها اليوم ، وما لم تتحلَّ جميع الأطراف بأقصى درجات ضبط النفس، تلك التي تعتقد أنها في سبيلها إلى أن تحقق انتصارًا تاريخيًا على نظام الوصاية والقهر، وتلك التي تعتقد أنها تعيش حالة حصار غير محتملة وتتعرض لتهديدات لا حدود لها داخل سورية ولكن داخل لبنان أيضًا، في ردها على تحديات الأزمة الراهنة فلن يكون هناك مكسب عربي واحد لا في لبنان ولا في سورية.

ويعتبر الياس مراد رئيس تحرير جريدة حزب البعث، أن الشارع السوري ممتعض من تصريحات بعض الأطراف في لبنان ومن أجهزة الإعلام اللبنانية، ويشير الى إن الأحاديث التي تدور عبر أجهزة الإعلام وعبر بعض المسؤولين أساءت إلى لبنان وأساءت إلى سوريا...

ويؤكد المحلل السياسي فايز سارة لـ quot;إيلافquot; أن القصة واضحة وبسيطة في أن تكون العلاقات السورية اللبنانية مماثلة ككل العلاقات التي تربط سوريا أو لبنان مع غيرها من الدول العربية علاقات تقوم على الندية والتعاون لمصلحة الشعبين والبلدين .

وحول الخصوصية في العلاقة اشار الى انه يجب ان نراها في معناها الايجابي أي ان يكون هناك دعم متبادل للتوجهات والمصالح المتبادلة لا أن تكون الخصوصية قائمة على التدخلات كل في شؤون الاخر ..

وحول الحملات الاعلامية المتبادلة، قال سنحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد من أجل وقف الحملات السياسية وإلاعلامية بين لبنان وسوريا وسنحتاج إلى وقت وجهد من اجل اصلاح ما خرب في علاقات البلدين والشعبين طوال اكثر من 30 عامًا من التدخل السوري في الشان اللبناني ومن ممالئة النخبة اللبنانية وخضوعها التي رتبت علينا اقصد على الشعبين والبلدين الوصول الى ما نحن عليه من سوء وتردّ في العلاقات.

السوريون تحدثوا الى ايلاف وقالوا إن العلاقات السورية اللبنانية تحتاج إلى أن تتحسن الى عقود طويلة هذا ما اعتقده ميلاد (موجه تربوي): العلاقة يلزمها لتتحسن بين البلدين عقودًا طويلة أو ربما قرنًا بسبب ما هو مزروع لدى معظم اللبنانيين من كره تجاه الشعب السوري ويتناسون ما قدمه الشعب السوري من تضحيات ومن أرواح شهداء في سبيل إخماد الفتن التي أشعلتها وما زالت تشعلها مجموعة من اللبنانيين، فهم من أشعلوا الفتن الطائفية وقتلوا وأحرقوا ودمروا وساعدوا الإسرائيليين على الدخول ثم استنجدوا بالسوريين لفض النزاعات بعد أن رأوا أنهم مهددون والآن أول من يتبجح هم هؤلاء الذين لا يحق لهم التفوه بكلمات لا يعرفون معناها (الوطن ndash; الحرية ndash; الاستقلال)، وهم الذين يلهثون دائمًا ليكونوا تابعين لدولة تطعمهم الفتات، ولم يهمهم شعبهم وأبناءهم في الماضي حتى يهمهم الآن أبناءهم أو يهمهم الشعب السوري، وللأسف زرعوا في نفوس أتباعهم من شعبهم الحقد على السوريين مع أن الشعب اللبناني يلزمه مئات السنين ليصل إلى مستوى عزة وكرامة ووطنية الشعب السوري وهذه أقوالهم وليست أقوالنا والشعب السوري أيضًا لن ينسى بهذه السهولة ما سببه له اللبنانيون من إرباكات ومشاكل، ولم ينسوا مطالبة بعض قادتهم أميركا وإسرائيل بالهجوم على سوريا .

ولكن لظلال (موظفة) رأي آخر حيث قالت إن هناك فئة من الشعب اللبناني تكره السوريين ويحقدون عليهم لكن الغالبية يحبونهم ويقدرون مواقف سوريا، والدليل أحيانًا عندما يشكر السيد حسن نصر الله سوريا في خطاباته ترى الجماهير تصفق وتهتف، وبرأيي الشعب منقسم كما الحكومة منقسمة معارضة وموالاة وهذا الشيء طبيعي لأن لكلٍّ أتباعه يسيره على هواه ويزرع في أنفسهم ما يحب أن يزرعه وقد زرعوا فيهم روح الانتقام بعد أن روجوا وبأمر من إسرائيل وأميركا أن سوريا هي من قتلت الحريري، والآن لو كل محاكم الأرض برأت سوريا وحاكمت القاتل لن يقتنعوا، لأنهم ربطوا عن جهل وعن حقد أعمى في أدمغتهم، إسم سوريا بهذه الجريمة التي يقول المنطق وهم يعرفونه أن أميركا وراؤها لكن ينكرون فقد كذب بعضهم على أنفسهم كذبة وصدقوها ومع ذلك يريدون من الشعب السوري أن يفتح لهم أبوابه، وهذا غير طبيعي..

غالبية الشعب السوري لا ينسى ان لهم اقاربًا في لبنان، ويقول نهاد (مدرس لغة عربية) ان لبنان وسوريا لا يستطيعان مقاطعة بعضهما أبدًا والشعب في لبنان وسوريا تربطه علاقات أسرية واجتماعية وعلاقات زواج وقرابة لا يمكن للسياسة أن تقطع هذه الأواصر أيضًا، هناك فئة كبيرة من اللبنانيين معيشتها كلها من سوريا ويأتون أسبوعيًا أو يومياً للتسوق في أسواقنا والتداوي في مشافينا وعيادة أطبائنا وأيضاً عندنا عمال كثر يذهبون للعمل هناك لذلك، وإن تخاصمت الحكومات فإن الشعب لا يستطيع أن يتخاصم في البلدين، ومن اللبنانيين من هم على قدر كبير من الاحترام والذوق وليست بعض النماذج التي نشاهدها هو نموذج للشعب اللبناني..، هناك ممارسات كثيرة ترتكب بحق عمالنا هناك وسببها الاحتقانات والشحن الذي يقوم بها بعضهم وسببها أيضاً سكوت سوريا عن تجاوزات هؤلاء صحيح أن بعض السوريين مارسوا أخطاءً في لبنان كما قال الرئيس، لكن هم قليلون وهل سيدفع الشعب السوري بكامله ثمن هذه الأخطاء وثمناً غالياً جداً، مع أن الثمن دفعناه مرات عدة من أرواح أبنائنا ومن تضحياتهم.

اما رولا وهي (سورية مقيمة في لبنان) فقالت: السوري في بعض المناطق اللبنانية يكرهونه وفي مناطق أخرى يقدرونه ويحترمونه، أي حسب توجهات القائد السياسي للمنطقة، لكن بشكل عام هناك من يعتبر أن لسوريا فضلاً عليه ويحب السوريين وهم كثر ولا يرى أي أزمة بين البلدين ولا يصدق ما يحكى أن سوريا وراء هذه الأحداث وهناك من يسب ويشتم علنًا ويكره السوري أي حسب التيار الذي ينتمي إليه، واعتقد أن الخلاف فقط بين الحكومات أما الشعوب سيؤثر عليها لفترة محدودة ويعود الوضع كما كان أي أشقاء ودودين.

فادي (تاجر ألبسة) كان منزعجًا مما يسمعه في نشرات الاخبار يوميًا حول تصاعد حدة التوتر بين البلدين الجارين : لقد عانينا كثيرًا من اللبنانيين مؤخرًا، وحاولوا توريطنا بجرائم ومشكلات فالشعب السوري لن ينسى لهم هذا السباب والشتائم الذي يوجهونه لنا، وأيضًا لم يعد لديهم أي جهة يتهمونها سوى سوريا عند حدوث أي شيء، واستغرب كثيراً حين نجح مرشح عون مؤخرًا في الانتخابات وحتى قبل أن تبدأ، إتهم جعجع أن هناك باصات قادمة من أدلب سيشاركون تحت أسماء وهمية في الانتخابات لإنجاح مرشح عون وبعدها اتهموا سوريا أنها هي التي أوصلت المرشح إلى المجلس النيابي، فهل هذا معقول همهم الوحيد هو النيل من سوريا وهذا ليس قراراهم وحدهم بل وراءه أميركا التي تحرك بعضهم وهم لا عمل لهم سوى تكرار الجمل والعبارات التي تسلم لهم ليقولونها والأوامر التي تعطى لينفذونها.

من جانبها اكدت ميرنا (ممرضة) انها لا تستطيع أي دولة أن تقطع العلاقات بين الشعبين في لبنان وسوريا لأنهما مرتبطين برابطة دماء قبل أي شيء ماذا يفعل الولد الذي أمه سورية وأبوه لبناني أو بالعكس هل يعزل عن بلد أمه أو يعزل عن بلد أبيه، وإن عزل سيحن دمه لبلد والديه، لذلك الروابط أقوى من الجغرافيا، صحيح أن المشاهد على القنوات هو السباب والشتائم يمكن هذا ليس رأي اللبنانيين جميعًا، لماذا لا نشاهد المنار والzwj;NBN وغيرهما من المحطات التي تكن للشعب السوري والمسؤولين كل الاحترام، إنها أزمة موقتة وستمر على خير بعد أن يذهب بعضهم بعيدًا عن السياسة ويعود الباقون إلى رشدهم.