فيما اكد ان حق استبدال المالكي يعود للشعب وحده
بوش: درجة من خيبة الامل بالقيادة العراقية

مونتيبيلو: امتنع الرئيس الاميركي جورج بوش عن الاعراب عن التاييد لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي يواجه مشاكل متزايدة، وحذر من ان الناخبين العراقيين يمكن ان يقرروا استبداله. وصرح بوش على هامش قمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك quot;هناك درجة من خيبة الامل بالقيادة (العراقية) بشكل عامquot; التي ترأس حكومة منقسمة ومشلولة جراء مقاطعات بعض الأحزاب لها وحالات التشاحن والخصام، إلى جانب عمليات التفجير في أنحاء العراق، والتي تحصد القتلى بالجملة.وجاءت تصريحات بوش عقب تصريح اثنين من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين ان على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان يرحل اذا فشل في quot;فرصة اخيرةquot; لتحقيق مصالحة سياسية في العراق.

وردا على سؤال حول ما اذا كان المالكي قد خسر مصداقيته بسبب عدم قدرته على تحقيق الوحدة والمصالحة في العراق، قال بوش ان الشعب العراقي وليس الحكومة العراقية هو الذي يستحق الثناء على جهود المصالحة quot;الملحوظة والملموسة والحقيقيةquot;.

واضاف quot;ولكن السؤال الاساسي هو: هل ستستجيب الحكومة لمطالب الشعب؟ واذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب، فان الشعب سيغير الحكومة. واتخاذ هذا القرار يعود للعراقيين وليس للسياسيين الاميركيينquot;. واكد بوش على صعوبة الانتقال من الحكم الدكتاتوري في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى الديموقراطية، وقال quot;ليس من السهل التحول من مجتمع استبدادي حيث قام المستبد بمعاملة شعبه بوحشية وخلق شكوكا عميقة، الى مجتمع يكون فيه الناس مستعدين للعمل معاquot;.

الا انه لم يكرر تاكيداته السابقة على ثقته برئيس الوزراء العراقي. وتاتي تصريحات بوش كذلك بعد ان وصف السفير الاميركي في العراق ريان كروكر التقدم السياسي في العراق بانه quot;مخيب جدا للامالquot;، وحذر من ان الدعم الاميركي لحكومة المالكي quot;ليس مفتوحاquot;.

وقال quot;ان الامر لا يتعلق فقط برئيس الوزراء، بل بالحكومة باكملها التي عليها ان تكون فاعلةquot;، مضيفا ان واشنطن تتوقع quot;جهودا جادة لتحقيق المصالحة الوطنيةquot;. وياتي هذا التصريح قبل اسبوع واحد من التقرير المزمع ان يقدمه كروكر وقائد القوات الاميركية ديفيد بترايوس الى الكونغرس لتقييم الوضع في العراق.

ودعا المالكي الى عقد قمة سياسية في محاولة لانقاذ حكومة الوحدة الوطنية المتعثرة التي شهدت انسحاب كتل سياسية من بينها جبهة التوافق العراقية السنية. كما تاتي تصريحات بوش بعد يوم من تصريحات للسناتور الديموقراطي كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والسناتور الجمهوري جون وورنر اثر زيارة استمرت يومين للعراق اعربا فيها عن تفاؤلهما بفرص التسوية.

واكد ليفين وارنر في بيان مشترك quot;نعتقد ان الاجتماعات الاخيرة على مستوى عال بين القادة السياسيين العراقيين قد تكون الفرصة الاخيرة لحكومته (المالكي) لتسوية الازمة السياسية العراقيةquot;.واضاف انه quot;اذا فشل الامر، فعلى مجلس النواب والشعب العراقي عندها تقييم اداء الحكومة العراقية وتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها -بما يتلاءم مع الدستور العراقي- من اجل تشكيل حكومة وحدة حقيقية تتحمل مسؤولياتهاquot;.

واضاف quot;لذلك آمل ان يصوت البرلمان العراقي في وقت مناسب في الاسابيع المقبلة على اقصاء حكومة المالكي ويكون على درجة من الحكمة لتعيين رئيس وزراء وحكومة يتسمان بطابع اقل طائفية واكثر ميلا الى التوحيد، بدلا منهاquot;.

واكد بوش ان خطته بزيادة عديد القوات الاميركية في العراق مطلع العام والحملة الامنية في العراق جعل من الممكن تحقيق مصالحة عراقية يكون محركها الشعب العراقي وليس القادة السياسيون.

وقال quot;من الملحوظ والملموس والحقيقي ان الناس على مستوى القاعدة سئموا وتعبوا من العنف والتطرف، ويريدون حياة افضلquot;. واضاف quot;يتم تحقيق بعض التقدم (...) ومن الواضح انه يتعين على الحكومة العراقية القيام بالمزيد من خلال برلمانها للمساعدة على التئام الجروح التي خلفها العيش لسنوات تحت حكم مستبدquot;. ويتعرض رئيس الحكومة العراقية إلى ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة التي تشعر باستياء من وتيرة التقدم السياسي فيما تشن القوات الاميركية عمليات عسكرية بهدف قمع العنف الطائفي.

ولم تحرز حكومة المالكي الضعيفة المنقسمة تقدماً يذكر في إصدار قوانين تعزز المصالحة الوطنية حيث أن التكتلات السياسية مترددة في المصالحة، فيما استقال نحو نصف أعضاء الحكومة أو يقاطعون اجتماعاتها.يشار أن قادة العراق كانوا قد اجتمعوا، خلال الأسبوع الحالي، للمرة الأولى منذ شهرين في محاولة لإحياء جهود المصالحة الوطنية وإصلاح حكومة الوحدة الوطنية التي اعتراها الانقسام.

فقد اجتمعت قيادات التحالف الشيعي - الكردي الجديد مع نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي السبت لمناقشة أجندة القمة العراقية المقبلة، في خطوة تعزز الآمال في انفراجة سياسية لوقف العنف الطائفي الذي يطحن العراق، وأوضح مكتب الهاشمي أن القادة الذين يمثلون الأغلبية الشيعية والعرب السنة والأكراد اجتمعوا لعدة ساعات.وجمع اللقاء المالكي والرئيس الكردي جلال الطالباني ونائبيه السني طارق الهاشمي والشيعي عادل عبد المهدي، إلى جانب مسعود البرزاني، رئيس منطقة كردستان التي تتمتع بشبه حكم ذاتي.