كنساس سيتي: أكد الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم الأربعاء، أنه لا يزال يدعم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وذلك بعد 24 ساعة على تصريحات امتنع فيها عن اعلان تأييده للمسؤول العراقي. وقال بوش في خطاب القاه في كنساس سيتي (ميسوري، وسط) امام محاربين قدامىإن المالكي quot;شخص جيد يقوم بعمل صعب وانني ادعمهquot;.
وبدا بوش الثلاثاء كأنه يسحب ثقته بالمالكي عبر امتناعه عن إبداء دعمه له تاركًا للعراقيين مهمة اتخاذ قرار حول رئيس وزرائهم، وذلك حين طلب منه صحافيون في كندا الرد على تصريحات برلماني اميركي بارز دعا الى استبعاد رئيس الوزراء العراقي.
وقال بوش الثلاثاء على هامش قمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في كيبيك quot;السؤال الاساسي هو: هل ستستجيب الحكومة لمطالب الشعب؟ واذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب، فان الشعب سيغير الحكومة. واتخاذ هذا القرار يعود للعراقيين وليس للسياسيين الأميركيينquot;.
وكان كارل ليفين احد أبرز شخصيات الكونغرس وعضو الغالبية البرلمانية الديموقراطية المعارضة لبوش اعلن الاثنين لدى عودته من زيارة للعراق ان على البرلمان العراقي سحب الثقة من المالكي.
لكن بوش سعى الاربعاء الى تبديد الانطباع الذي تركه أمس بخصوص المالكي، ودعا الى التحلي بالصبر حيال استراتيجيته في العراق التي لا تحظى بشعبية. وقال quot;كثيرون لديهم استياء من وتيرة التقدم في بغداد، ويمكنني تفهم ذلكquot;، متداركًا quot;لكن وجود عراق حر لن يكون امرًا مثاليًا. ان العراق الحر لن يتخذ قرارات بالسرعة التي كانت تقوم بها البلاد ابان الديكتاتوريةquot;.
وتابع بوش quot;لكن الامر لا يعود للسياسيين في واشنطن لكي يقولوا ما اذا كان (المالكي) سيبقى في منصبه، الامر يعود الى الشعب العراقي الذي يعيش الان في ظل ديمقراطية وليس ديكتاتوريةquot;. وفي دمشق حيث يقوم بزيارة، رفض المالكي قبل ساعات الانتقادات الاميركية، وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري ناجي العطري في ختام زيارة لسوريا استمرت ثلاثة ايام quot;لا احد يضع للحكومة العراقية جدولا زمنياquot;.
واضاف المالكي الذي تواجه حكومته ازمة داخلية خطيرة ان quot;الحكومة العراقية منتخبة من الشعب العراقي والذي يضع محددات وجداول زمنية هو الشعب العراقيquot;. وقال تعليقا على التصريحات الاميركية ان quot;الواقع الاميركي فيه تناقضات ادارية وفيه مخاضات تعبر عن نفسها بانتقادات وتصريحات احيانا من قبل مسؤولين او ربما حزبيين غير مسؤولة وخارجة عن اللياقات الدبلوماسية والسياسيةquot;.
وبعد تصريحاته حول المالكي، واصل بوش خطابه مجريا مقارنة بين الحرب العالمية الثانية وquot;الحرب العالمية ضد الارهابquot;. ولم يتردد في مقارنة قيام اليابان بقصف بيرل هاربور في اربعينات القرن الماضي بهجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، مقرًا في الوقت نفسه بوجود quot;فوارقquot; بين الحرب التي تمت ضد اليابان ثم كوريا الشمالية وفيتنام.
لكنه اشار الى وجود quot;شبه كبيرquot; بين الحرب في المحيط الهادئ والحرب الكورية وحرب فيتنام وquot;الحرب ضد الارهابquot; قائلا انها quot;كلها حروب عقائديةquot;. وقال بوش ان quot;العسكريين في اليابان والشيوعيين في كوريا وفيتنام كانت تدفعهم رؤية من دون رحمة للانسانية. كانوا يقتلون الاميركيين لاننا وقفنا في دربهم اثر محاولتهم فرض عقيدتهم على الاخرين. والان تغيرت الاسماء والاماكن لكن الطابع الجوهري للقتال لم يتغيرquot;.
وطلب من الاميركيين الذين يعارضون بغالبيتهم التدخل العسكري الاميركي في العراق استخلاص العبر من حرب فيتنام. وقال بوش ان احد الدروس الذي يمكن استخلاصه من فيتنام هو ان quot;ملايين الابرياء دفعوا ثمن انسحاب اميركاquot;.
التعليقات