واعتبر جون كيري عضو مجلس الشيوخ -والمرشح الديمقراطي الذي نافس الرئيس بوش خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة- أن الخطاب الرئاسي ينم عن الجهل ويفتقر إلى الحس بالمسؤولية. وطالب كلا البرلمانيين الديمقراطيين الرئيس الأميركي بتغيير سياسته في العراق. وجاء الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش أمام قدماء المحاربين في ولاية ميزوري، قبل أسابيع من موعد صدور تقرير مرتقب سيتناول فيه الجنرال ديفيد بيتريوس كبير القادة العسكريين الأميركيين في العراق، مسألة التعزيزات العسكرية الأخيرة في العراق ومدى ما حققته من أجل وقف دوامة العنف في العراق.
وذكر الرئيس الأميركي في خطابه، بما حدث بعد الانسحاب من فيتنام، فقال: quot;إن من أدى ثمن الانسحاب الأميركي، هم الملايين من المواطنين الأبرياء.quot; وأشار الرئيس بوش في هذا الصدد إلى عمليات الانتقام التي تعرض لها أنصار الأميركيين من المواطنين الفيتناميين، وإلى نزوح عدد من السكان، وإلى عمليات التقتيل في كمبوديا المجاورة، إبان حكم بول بوت ونظام الخمير الحمر.
وقال الرئيس الأميركي كذلك إن درس حرب الفيتنام لقن الولايات المتحدة ضرورة التحلي بالصبر في ما يتعلق بالولايات المتحدة. وقارن بوش من يطالبون اليوم بالانسحاب من العراق، بأولئك الذين شنوا حملة ضغط على الإدارة الأميركية في نهاية حرب فيتنام عام 1975. وحذر قائلا إن الانسحاب من العراق سيكون أيضا بمثابة تسليم بانتصار القاعدة، قد يقوي من عزيمة زعمائها، وقد يحمل لها مزيدا من المتطوعين.
ورد رئيس مجلس الشيوخ بالقول: quot; إن جنودنا رهائن حرب أهلية، ولم تفلح خطة الرئيس حتى الآن في إيجاد حل سياسي ضروري لاستقرار العراق.quot; وقال أيضا: quot; إن تغيير الاتجاه قد حان موعده منذ مدة، وسيواصل الكونغرس المعركة خلال الأسابيع المقبلة من أجل هذا التغيير. واعتبر السيناتور كيري - أحد قدامى المحاربين في الفيتنام- من جهته عن أسفه للتبسيط المخل الذي وقع فيه الرئيس الأميركي، عندما قارن بين الحربين في الفيتنام والعراق.
وأضاف قائلا: quot; إذا أراد الرئيس أن يستفيد من دروس فيتنام، فعليه أن يغير المسار، والآن.quot; ويقول محرر الشؤون الدولية في بي بي سي نيك تشايلدز إن خطاب بوش سيؤجج الجدل القائم حول ما إذا كان الرئيس الأميركي قد استخلص العبر من التاريخ أم لا.
التعليقات