بكين، رانغون: أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الآسيوية كريستوفر هيل الخميس في بكين، أن على الصين أن quot;تستعمل نفوذهاquot; حول بورما لوقف عمليات القمع هناك. وردًا على سؤال حول دور بكين الحليف الرئيس لرانغون في حل الازمة البورمية، قال هيل quot;يجب ان تستعمل كل الدول النفوذ الذي تتمتع به. اعتقد ان كل بلد يتمتع بنفوذ ما والصين هي بالتأكيد احدى هذه الدولquot;. واضاف هيل الذي يزور بكين لاستئناف المحادثات حول الملف النووي لكوريا الشمالية quot;يجب ان نجري مشاورات وثيقة حول هذه المسألة ويجب ان نتفق على انه يتوجب على الحكومة البورمية ان تكف عن التفكير بان كل هذه الامور يمكن ان تحل مع الشرطة والعسكريينquot;.
وكان سفير الصين لدى الامم المتحدة وانغ غوانغيا، قد إعتبر الاربعاء ان فرض عقوبات على بورما لن يكون مجديًا في وقت اسفرت فيه اعمال القمع في هذا البلد عن سقوط اربعة قتلى. وقال وانغ اثر اجتماع خاص عقده مجلس الامن الدولي حول بورما quot;نعتقد ان فرض عقوبات لن يكون مجديًاquot;. واعتبر هيل من ناحيته انه يتوجب على الحكومة البورمية ان quot;تبدأ بالتفكير بضرورة اجراء حوار حقيقي ومصالحة مع مجمل الناشطين السياسيين في هذا البلدquot;. واضاف ان quot;الشعب (البورمي) بعث برسالة واضحة جدًا إلى النظام حول ضرورة اطلاق عملية حوار حقيقيquot; مضيفًا ان quot;استعمال القوة لن يحل شيئًا، المشكلة تحل باتفاق سياسيquot;.
عشرة آلاف متظاهرفي مواجهة القوى الامنية
عشرة الاف متظاهر غالبيتهم من الشباب 12:30 بالتوقيت المحلي (الساعة السادسة ت.غ.) الخميس في مواجهة عناصر من الشرطة والجيش قرب معبد سولي في وسط رانغون متحدين قرار بحظر التجمعات، على ما افاد شهود. وقبل ذلك انشد المتظاهرون النشيد الوطني البورمي. وهتف المتظاهرون وهم في مواجهة شرطة مكافحة الشغب التي سدت كل الطرقات المؤدية الى المعبد quot;ليجنبنا الله المخاطر والفقر ولتعيش قلوبنا ونفوسنا بسلامquot;.
وقد قالت الأمم المتحدة إنها سترسل مبعوثا خاصا إلى المنطقة للتباحث حول الوضع في بورما، ودعت النظام الحاكم إلى ضبط النفس. كما تشير الانباء إلى وجود غارات لرجال الامن على معابد في شمال شرقي بورما. وترى روسيا والصين بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن أن الوضع في بورما هو مسألة داخلية بحتة.
ويقول جوناثان هيد، مراسل بي بي سي لمنطقة جنوب شرق آسيا، إن المواجهات في بورما تحولت إلى صراع إرادات بين المؤسستين القويتين في بورما وهما الجيش والرهبان البوذيون. وقد اجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في بورما بعد أن استخدم الجيش والشرطة القوة لتفريق المظاهرات التي يقودها الرهبان البوذيون ضد النظام العسكري الحاكم.
كما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي انه سيدعو لاجتماع عاجل للاتحاد الأوربي لبحث سبل وقف العنف في بورما. وقال برودي في بيان إنه سيتحدث إلى رئيس وزراء البرتغال التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد لبحث اقتراح عقد الاجتماع.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها تجاه الإجراءات التي اتخذها النظام العسكري في بورما. ودعا البيت الأبيض السلطات البورمية إلى تغيير سلمي نحو الديمقراطية. ويخشى مراقبون من تكرار سيناريو قمع الجيش لانتفاضة الطلبة عام 1988 في عملية سقط فيها نحو ثلاثة آلاف قتيل.
من جهتها، أوقفت القوى الأمنية البورمية ليل الاربعاء الخميس في رانغون مسؤولين كبيرين في حزب المعارضة اونغ سان سو تشي، بحسب ما افاد مسؤولون في الحزب، بينما اعلنت منظمة العفو الدولية توقيف حوالى 300 شخص الثلاثاء والاربعاء. واوضح مسؤولون في حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية ان هلا بي وميينت ثين اوقفا في منزليهما. وميين ثين هو متحدث باسم الحزب. ولا تزال المعارضة البورمية سو تشي، حائزة جائزة نوبل للسلام، قيد الاقامة الجبرية منذ سنوات عدة.
وقال شهود ان عمليات التوقيف استمرت ليل الاربعاء الخميس في رانغون حيث نفذت القوى الامنية عمليتي دهم في ديرين للرهبان على الاقل. وتم في احدى العمليتين (شرق رانغون) توقيف حوالى مئة راهب بوذي. بينما لم تعرف نتيجة الدهم في دير آخر قريب. وقال الشهود انهم شاهدوا صباح الخميس زجاجًا مكسورًا على الارض في دير نغويكياريان، وان صورة للمسؤول عن الدير كانت مرمية ارضًا. وكان جيران الدير يبكون لدى رؤية الاضرار.
وعاد عدد من الرهبان الذين تمكنوا من الفرار في وقت سابق الى الدير فجرا، وبعضهم مصاب بجروح واضحة في الراس خصوصا. وقال بعضهم انهم تمكنوا من الافلات من التوقيفات عبر الاختباء في الاشجار، مضيفين ان المال والمجوهرات التي يقدمها المؤمنون الى الدير قد اختفت. وكانت شوارع رانغون، اكبر مدينة في بورما وحيث يسري منع التجول ليلا، هادئة بشكل غير عادي صباح الخميس.
ولم يخرج السكان من منازلهم، بينما كانت الطرق المحيطة بمعبد شويداغون المعروف مقفلة بالاسلاك الشائكة. وقمعت القوى الامنية في هذا الحي الاربعاء الاف المدنيين والرهبان خلال تظاهرهم ضد الحكم العسكري في بورما، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل، مدني وثلاثة رهبان، واصابة حوالى مئة آخرين بجروح، بحسب مسؤولين بورميين وشهود.
التعليقات