القدس: عندما يطل الرئيس الأميركي جورج بوش من غرفته بفندق الملك داوود الفخم الذي يستضيفه في القدس هذا الأسبوع فان الصراع الذي أربك أجيالا من السياسيين سيكون ماثلا أمامه. ويطل الجناح الذي سيقيم به بوش والذي تبلغ تكاليفه في الليلة الواحدة 2600 دولار قبل الخصم الخاص بالدبلوماسيين على المدينة القديمة بالقدس ومواقعها التي يبجلها المسلمون والمسيحيون واليهود والتي تقع في قلب الصراع بالشرق الاوسط.
أما اذا نظر الى ابعد من حوائط المدينة القديمة فسيشاهد الرئيس الأميركي الجدار الاسرائيلي الذي يمر عبر اراضي الضفة الغربية الذي يرى الفلسطينيون أن الهدف منه هو الاستيلاء على أراضيهم ويعتبرونه رمزا بغيضا للاحتلال بينما تعتبره اسرائيل عازلا حيويا لمنع وصول المفجرين الانتحاريين اليها.
وبعدما نأى بنفسه عن عملية السلام بالشرق الاوسط طوال أغلب فترتي رئاسته سيقوم بوش بأول زيارة رئاسية للقدس هذا الاسبوع لمحاولة تعزيز الجهود الرامية للتوصل الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية قبل أن يغادر البيت الابيض.
ويظهر المنظر الذي يشاهده من غرفته العقبات التي يواجهها. ويقول مشككون ان نهج بوش السابق القائم على الابتعاد عن مساعي السلام بالشرق الاوسط فضلا عن حقيقة أن كلا من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ضعيف سياسيا في الداخل لن يساعد الجهود الجديدة.
ونشر مسؤولو مدينة القدس آلاف الأعلام الأميركية والاسرائيلية على طول شوارعها الرئيسية وسيتم منع الطائرات من التحليق بمطار بن جوريون الاسرائيلي لدى وصول بوش.وتم تخصيص نحو 10500 شرطي يمثلون أكثر من ثلث اجمالي قوة الشرطة في اسرائيل لتأمين شوارع القدس بينهم قناصة الى جانب الكلاب المدربة على اكتشاف المفرقعات. وخلال الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام ستهيمن حاشية بوش على فندق الملك داوود بالقدس والذي اشتهر عندما فجره متشددون يهود معارضون للحكم البريطاني في فلسطين عام 1946.
وقال شيلدون ريتز المسؤول بالفندق quot;من المناسب القول بأن الفندق والمنطقة المحيطة به سيكونان مثل فورت نوكسquot; في اشارة الى الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب بالولايات المتحدة والتي تحيطها حراسة مشددة للغاية. واضاف أن مسؤولين أمنيين قضوا بالفعل اسابيع في تأمين المنطقة بل وأرسلوا أجهزة انسان الي لفحص البالوعات. وحث متشدد أمريكي تابع لتنظيم القاعدة المتشددين الاسلاميين على استقبال بوش بالقنابل لكن ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية قال انه لا يوجد تحذير أمني محدد فيما يخص الزيارة.
وزار بوش اسرائيل أول مرة في عام 1998 عندما كان حاكما لولاية تكساس حيث قام بجولة بطائرة هليكوبتر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت وهي الجولة التي اعتقد الكثيرون أنها عززت الروابط بينهما. ويتوقع أن يلتقي بوش هذه المرة مع اولمرت وعباس رغم أن خططه لا تزال غير معروفة.
لكن البعض لم يرحب بزيارة بوش. ويعتزم نشطاء يمينيون تنظيم احتجاجات رافضة للتخلي عن أراضي الضفة الغربية المحتلة التي يعتقدون أنها الحق التاريخي والديني لليهود بينما رفضت حماس الزيارة ووصفتها بأنها quot;حفلة وداعية لالتقاط الصور التذكارية خاصة وأن بوش على وشك مغادرة البيت الابيضquot;.
التعليقات