المواجهات كادت ترتدي طابعاً مذهبياً لكن الجيش ضبطها
هدوء نسبي بعد7 قتلى و20 جريحاً في ضاحية بيروت
إيلي الحاج من بيروت: توسعت المواجهات وأعمال الشغب في بيروت وضواحيها مساء اليوم قبل أن تهدأ إلى حد بعيد قرابة الثامنة إلا الربع رغم أن انفجارا قوياً دوى في هذا الوقت ، وارتدت في بعض المناطق صبغة مذهبية، كما بين الشياح ذات الغالبية الشيعية وعين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، وفي شارع مار الياس في قلب بيروت الذي وصلت إليه مجموعة من حي اللجا ذات الغالبية الشيعية وحاولت قطع الطرق بالإطارات ومستوعبات النفايات المشتعلة، فمنعها الجيش اللبناني وسيطر على الموقف. لكن التوتر ظل مخيماً على المنطقة . واتسعت الأحداث إلى الجنوب والبقاع حيث أقدمت مجموعة من الشبان على قطع طريق السكسكية ndash; الصرفند بين صيدا وصور ، وطريق الدوير ndash; النبطية، وكذلك طريق بعلبك . ونشطت الإتصالات لفتح الطرق وضبط الوضع ونجحت قي ذلك قبل الثامنة مساء .
وارتفع عدد الضحايا إلىسبعة على الأقل هم المسؤول المحلي في حركة quot;أملquot; علي حسن حمزة ، نقل الى quot;مستشفى بهمنquot;. وتردد أن عدد الجرحى تجاوز العشرين بينهم رقيب أول في الجيش، وشوهدت تجمعات مسلحة في الشياح، وسجلت طلقات قنص بين وقت وآخر قبل أن يهدأ الوضع في منطقة مار مخايل قرابة السابعة والنصف مساء. وطلب الجيش من مراسلي وسائل الإعلام الإبتعاد عن المنطقة.
وبدا الخط الفاصل بين الشياح ndash; عين الرمانة منطقة شديدة الإلتهاب مع ظهور مسلحين قيل أنهم من أنصار حزب quot;القوات اللبنانيةquot; إثر إقدام مجموعات من الشبان على إحراق سيارات وتدمير ممتلكات على أطراف عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية . ولكن هذه الظاهرة سرعان ما اختفت مع تكثيف الجيش وحداته في عين الرمانه وضبطه الطرق بينها وبين الشياح.
وفتح الجيش طريق المطار الرئيسية التي حاولت مجموعات من الشبان قطعها عند مستديرة السفارة الكويتية، بعدما كانت مقفلة تماما قرب جامع الرسول الأعظم. وكانت وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة من المسلحين عند تقاطع مارمخايل ndash; الشياح ، قرابة الرابعة إلا الربع بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بعدما حاول عدد من الشبان الذين يسكنون الضاحية الجنوبية لبيروت قطع تلك الطريق الحيوية بالإطارات المشتعلة بذريعة انقطاع التيار الكهربائي.
وكان جنود الجيش يرفعون الإطارات عندما انهالت عليهم وعلى آلياتهم فجأة زخات من الرصاص، مما أوقع بينهم إصابات وفق معلومات أولية. ورد الجنود على مطلقي النار. وأفيد أن قوة أكبر من الجيش طوّقت المنطقة على الأثر لحصر المسلحين وضبط الموقف. وكانت ضواحي بيروت شهدت في الأيام الماضية بعض أعمال قطع الطرق والتظاهرات الصغيرة المتفرقة وأعمال الشغب، بخلفية معلنة هي الإحتجاج على مسائل معيشية، لكن دوافعها السياسية لا تخفى ، خصوصاً أن قوى المعارضة ما فتئت تلوح بتحريك الشارع لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تدعمها قوى الغالبية.
وتعتبر منطقة الشياح من ضمن منطقة الضاحية التي يسيطر عليها quot;حزب اللهquot; ولحليفته حركة quot;أملquot; التي يترأسها رئيس مجلسي النواب نبيه بري نفوذ فيها. وفي كنيسة مار مخايل التي وقع الحادث قربها أعلن الأمين العام لquot;حزب الله quot; السيد حسن نصرالله والنائب الجنرال ميشال عون زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; وثيقة التفاهم التي تحولت تحالفاً بينهما لاحقاً.
مواقف وبيانات
وناشد عضو كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; ( quot;حزب اللهquot;) النائب حسن فضل الله باسم حركة quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; المواطنين الإنسحاب من الشارع، معتبراً في اتصال بمحطة quot;الجديدquot; التلفزيونية ان quot;التظاهرة عفوية وليست تظاهرة للمعارضة، فالمواطنون خرجوا للشارع تحت عنوانين حياتية ومطلبية ومن جراء فقدان مقومات الحياة. وأن لجانا مشتركة من quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; تعمل على مع القوى الأمنية على ضبط الأوضاع وإخراج المواطنين من الشارعquot;.
وحمل فضل الله الحكومة المسؤولية عما حصل quot;بسبب تجاهل مطالب المواطنينquot;، متمنيا أن يعيش سكان السرايا والقصور بضعة أيام بلا كهرباء ليشعروا مع المواطنينquot;.
من جهته، علق عضو قيادة قوى 14 آذار/ مارس النائب السابق فارس سعيد على أعمال الشغب، معتبراً أنّ quot;قوى التحالف السوري-الايراني اختارت منطقة حساسة جداً في ذاكرة اللبنانيين للقيام بفتنةquot;، معرباً عن اعتقاده أنّ quot;قوى الجيش منعت الفتنةquot;. ورأى أنها quot;محاولة مكشوفة من هذه القوى للانقلاب على حكومة فؤاد السنيورة وعلى الشرعية لافتاً إلى أنّ quot;هذا الموضوع مدبّر ضمن مخطط لتسريع وتيرة إسقاط الشرعية اللبنانية وإرهاب الشرعية العربية والدوليةquot;.
وقال عضو الهيئة التنفيذية لحزب quot;القوات اللبنانيةquot; إدي أبي اللمع إن ما يحصل هو محاولة لزعزعة الإستقرار وخلق جو إنقلابي. وراى ان هذه الحركة الإحتجاجية منظمة من القوى التي توجه ضرباتها لهز الكيان اللبناني، والهدف من هذه الأحداث قطع الطريق على المبادرات العربية.
وعرض مصدر في quot;قوى 14 آذار/ مارسquot; رؤيتها إلى ما يجري بالقول : quot;بدأ التحرك ميدانيا ،بعد الظهر تحججا بانقطاع التيار الكهربائي. وبدأت حركة quot;أملquot; تطالب الجيش اللبناني بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات حول مقتل المسؤول الميداني فيها الذي كان محاطا بمسلحين .وهذه خطوة جديدة في رحلة quot;إحراقquot; ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان. ويأتي هذا التطور غداة اغتيال الرائد في فرع معلومات قوى الأمن وسام عيد، ويُعتقد ان خطورة العملية التخريبية الميدانية ستقلب صفحة الإهتمام بعيد ،بعدما فشلت قوى 8 آذارم مارس في quot;إبعاد الشبهة عنها، لكن الثابت أن الجيش اللبناني مصر على ضبط الوضع ، وهو يسيطر على الوضع حتى الآنquot;.
التعليقات