quot;داحس والغبراءquot; مستمرة واللوبيات تتزايد
فشل استقلال الثقافة عن الإعلام بالبحرين
مهند سليمان من المنامة: لم ينجح quot; الجناح العسكري quot; لوكيل الثقافة والتراث البحريني - كما يطلق عليه عدد من المثقفين- في إنجاح مخطط التحشيد لفصل قطاع الثقافة عن وزارة الإعلام بعد ان قاطع غالبية مثقفي البحرين الندوة التي نظمتها جمعية المنتدى لدعم مقترح يتقدم به عضو مجلس الشورى جمال فخرو من اجل الفصل الامر الذي اعتبروه مثقفون بانه تسييس للندوة لصالح اهداف خاصة. المسارح الأهليّة كانت رفضت بالغالبية دعوة جمعية المنتدى للمشاركة في الندوة ، واعلنت كبرى المسارح البحرينية quot; الصواري، أوال، الجزيرة، الريف quot; عدم المشاركة بعد اجتماع مطول عقدته لعدم توافق وجهات النظر حول المشاركة بين الجمعية وبين المؤسسات الثقافية الأهلية، وسبق المسارح رفض أسرة الأدباء والملتقى الأهلي وعدد من المثقفين للمشاركة ايضا ، وكان السبب من وجهة نظرهم quot; لأسباب تتعلق بتسييسها أو تجييرها لصالح المقترح الذي تقدّم به النائب الاول لرئيس مجلس الشورى لإنشاء هيئة الثقافة والتراث quot; .
ندوة الامس شهدت تباينات في الاراء رغم ان معظم المشاركين من المؤيدين للفصل ، ودعا المشاركين إلى لعقد اجتماع او ورشة عمل مع المقاطعين لإعادة لم شمل المثقفين وتدارس امر الفصل باكثر موضوعية والوصول إلى توافق جماعي لا إلى انقسام، كما اعاد بعض المشاركين طرح فكرة تفكيك الإعلام. الأمين العام لجمعية المنتدى إبراهيم علي قال في كلمته ان الهدف الرئيسي من هذه الندوة كان الحوار ، مجددا نفيه أن إدارة جمعيته لم تصلها اي رسالة بالاعتذار عن الحضور، واختتم اعمال الندوة من دون رفع توصيات أو خلاصات.
عضو جمعية المنتدى عبدالواحد أحمد بدأ مداخلته باستفسار quot; هل الهدف من هذه الندوة هو دعم فكرة أو شخص؟ أعتقد أن موضوع الندوة عمق الانقسام بشأن موضوع هيئة مستقلة، فالمقاطعون لديهم وجهة نظر يجب الالتفات إليها تماماً، وفي الوقت الذي نتساءل فيه لماذا تغيب الحكومة عن معالجة مشكلة إدارية مثل هذه ما يسبب تعطيل العمل الثقافي برمتهquot;.
واكد quot; أجد أن هذه الندوة أصبحت وكأنها مكرسة للدفاع عن الشيخة مي- الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث بوزارة الإعلام- وهذا ما لا يجب أن يكون، فهي ليست بحاجة للدفاع عنها، كما أن الإشكال الثقافي كبير وعميق وليس محصوراً في تأسيس هيئة مستقلةquot;. واقترح عبدالواحد quot; أن تقوم جمعية المنتدى بتنظيم ورشة عمل مفتوحة يدعى لها كل الأطياف لتدارس الإشكاليات التي يعاني منها الشأن الثقافي في البحرين... من الضروري أن لا نستبعد الطرف الآخر المعارض للرأي في قيام هيئة ثقافةquot;.
المشاركون في الندوة دافعوا عن مقترح الفصل وقال الدكتور عبدالله المدني في مشاركة ساخنة quot; عملت طويلاً في مجال الثقافة، ولا تهمني الأسماء التي ترأس هذا القطاع، ولكنني أقول إن الشيخة مي استطاعت أن تحرك قطاع الثقافة مثلما لم يتحرك من قبل... إن لم ندعم فصل هذا القطاع فما البديل؟ من يضمن أن لا يتم تجيير قطاع الثقافة لخدمة جمعية سياسية معينة، سواء كانوا قوميين أو إسلامويين. ومن يضمن أن يكون على رأس هذا القطاع مثقف من النوع الذي لا يرضى بأنصاف الحلول. من يضمن أن لا يكون على رأس الجهاز ثلة من المثقفين الذين لم يحركوا ساكناً من أجل المشهد الثقافي في البحرينquot;.
واضاف quot; المشكلة ليست في ندرة المثقفين، ولكن في استغراق بعضهم في السياسة. تمسك بعض الأفراد بمقاطعة هذه الندوة تعني رغبتهم في quot;فركشةquot; أي تحرك جاد لتطوير الوضع الثقافي، علينا أن نتصدى للدجالين والجبناء الذين يتخفون بتصريحات مذيلة بأسماء quot;مصدر مسئول في أسرة الأدباء والكتابquot; ، فنحن نحترم قيادة الأسرة وتاريخها، ولكنها تحتوي فئة تتصف بالحسد والحقد... أعلن هنا أن كتابي عن ربيع الثقافة لم يصدر إلا برغبة خاصة مني، وبدعم من جمعية المنتدى ومساعدة من الشيخة ميquot;
حسن كمال ممثل مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث التي ترأسه الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث بوزارة الإعلام قال quot; أنا لا أفضل أن تكون أية هيئة للثقافة تحت أي مسمى تابعة لوزارة الإعلام، وذلك نابع من استيعابي التام لما يحصل في هذا القطاعquot; ، واضاف quot; ليس من العدل أن تتهم الشيخة مي بأنها تطالب بالانفصال، فقد طالبنا كلنا بذلك قبلها، وقد طالبت بالشيء نفسه عندما كنت موظفاً في الإعلامquot;. وشهدت الايام القليلة التي سبقت الندوة إلى تحرك عدد كبير من الاوساط الداعمة لمشروع الفصل عبر تشكيل لوبيات تدعم توجهات الوكيل المساعد للثقافة.
خلفيات الازمة
quot; داحس والغبراءquot; حرب جديدة ولكن بنسخة بحرينية تعصف بقطاع الثقافة والتراث البحريني ابطالها من الرجال وزراء ومسئولين ومثقفين وادباء ومن النساء إمرأة واحدة انقسم الشارع الثقافي بسببها، ورغم ان داحس استمرت لأربعين عاما إلا ان quot;النسخة البحرينيةquot; مستمرة منذ اكثر من 6 سنوات ونيراها مشتعلة لاكثر 64 شهراً وعاصرها 3 وزراء إعلام.
الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث بوزارة الإعلام بطلة هذه الازمة امرأة تسعى لإيجاد هيئة مستقلة لقطاع الثقافة رغم رفض وزيرها لذلك مما جعلها تتحرك لوحدها متجاهلة اي مسئول يقف امامها الامر الذي اعتبره كثيرون بمثابة الصراع المتجدد داخل الوزارة والذي يحتاج إلى حل من quot;علية القومquot;.
وزير الاعلام جهاد بوكمال خرج عن صمته علنيا قبل ايام في اول موقف رسمي له وابدى استغرابه من اجتماع الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث بوزارة الإعلام الشيخة مي آل خليفة مع النواب دون علمه وقال ان الاجتماع غير قانوني.
وبالرجوع إلى السنوات القليلة الماضية ومنذ العام 2002 لم تجد الوكيل المساعد لشئون الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام امامها سوى العودة إلى المنزل لاكثر من عام ونصف بعد ان تحفظ وزير الاعلام في ذلك الوقت نبيل بن يعقوب الحمر الذي يشغل منصب مستشار الملك الإعلامي حاليا، على اسلوبها في العمل وسعيها للعمل منفردة بعيدا عن الجهة الرسمية التي تتبعها وهي وزارة الإعلام دون الرجوع إلى الوزارة في اي خطوة تتخذها ، فما كان منها إلى ان تتوقف وتلزم المنزل حتى جاء الوزير الجديد الذي خلف الحمر وهو الدكتور محمد بن عبدالغفار.
الوزير عبدالغفار تجنب الصدام معها وظلت تعمل لوحدها لدرجة انها قامت بحذف شعار الوزارة واسمها من جميع المطبوعات، كما ان الوزير لم تكن لديه الصلاحية حتى لتوجيه الدعوات في احدى الاحتفاليات. الوزير الجديد جهاد بوكمال كما يقول مثقفون ومراقبون لخطواته منذ ان تولى منصبه الجديد وضع في اجندته اولوية حل هذه الاشكالية وانهائها إلى الأبد ، وكما يقول المراقبون ان الوزير ما زال ينتظر الحل لدى اصحاب القرار في السلطة العليا بعد ان نقل الشكوى لهم رسميا.
التعليقات