تسليم وثائق عن الانتهاكات الأمنية ضد الصدريين لممثلي المالكي
الصدر: نقارع الاحتلال ونتحمل طعنات أخوة المذهب بالظهر
أسامة مهدي من لندن: قال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن التيار الذي يقوده في الوقت الذي يقارع فيه الاحتلال الاميركي يتحمل الطعنات في الظهر من أخوة المذهب في اشارة الى المجلس الاعلى الاسلامي بينما سلم مسؤولون في التيار الى ممثلين عن رئيس الوزراء نوري المالكي وثائق وأدلة عن انتهاكات الأجهزة الأمنية ضد عناصر التيار ومؤيديه .. في وقت حذر أحد كبار مساعدي الصدر الولايات المتحدة والحكومة العراقية من أن جيش المهدي سيستأنف نشاطاته المجمدة منذ ستة أشهر ما لم يتخذ المالكي خطوات لوقف الهجمات التي يتعرض لها أتباعه. وقال بيان صادر عن التيار الصدري اليوم إن وفدا من مكتب المالكي قد التقى مسؤولين في مكتب الصدر في مدينة الديوانية ( 180 كم جنوب بغداد ) للاطلاع على الأدلة التي تثبت انتهاكات الأجهزة الأمنية ضد عناصر التيار الصدري ومناصريه . واشار الى أن مدير مكتب الصدر اسامة الموسوي واعضاء المكتب قد زودوا ممثلي المالكي الذين لم يذكر اسماءهم بأقراص مدمجة وأفلام فيديو ووثائق عن هذه الانتهاكات وتهجير عوائل الصدريين.
واضاف الصدر في بيانه أن دعوته إصلاحية quot;هدفها إصلاح البشرية من كل اعوجاج يصيبها نتيجة النفس الأمّارة بالسوء التي طالما تشطح بصاحبها نحو الانحدار والهاويةquot; . وأشار الى أن دعوات الإصلاح هذه تصطدم بخط الطاغوت الذي يدعو إلى الفردية والأنا و التفرد بالسلطة والتسلط على رقاب الناسquot; . وأضاف الصدر أن خطه الإصلاحي يواجه quot;من قبل خط الفساد والإفساد من قتل وتهجير للمصلحين وأتباعهم هذا من بعد استنفاد وسائل الترهيب والترغيب من أسلحة معنويةquot; . وقال quot;لكن صدق الدعوة و قوة حجتها وإخلاص قائدها و عدالة أهدافها وعالميتها أدت إلى رسوخها في ضمائر الناس و اتساعها في الأوساط الفقيرة المستضعفة و بالتالي يتجه الخط الثاني إلى سلاحه العاجز وهو سلاح القتل الذي باعتقادهم يؤدي إلى التضييق على القيادة و بالتالي رضوخها والتضييق على القاعدة و تهجيرها و بالتالي جبرها على التراجع عما آمنت به ومحاولة تسقيط العقيدة في الأوساط الشعبية الحاضنة لها و بالتالي تحجيم تأثيرها فيهم اضافة الى السعي لضمان السكوت وعدم المعارضةquot;.
وخاطب اعضاء وانصار التيار الصدري قائلا quot;إن تهجيركم عن دياركم ما هو إلا ضريبة صمودكم و مبدئيتكم على الحق و طاعتكم لقيادتكم الدينية التي فُتحت لها خزائن الأرض على ترك هذا الأمر ما تركته بل آثرت مصارع الكرام على طاعة اللئامquot;.
وشدد على انه في الوقت الذي يواصل فيه اعضاء التيار الليل بالنهار في مقارعة الاحتلال الأميركي فإنهم يتحملون الطعنات من الخلف من أخوة المذهب في إشارة الى المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم الذي دخل معه خلال الاعوام الثلاثة الماضية في صدامات مسلحة . وقال الصدر مخاطبا أنصاره من المهجرين في الختام quot; نحن نعلم معاناتكم في البرد و المطر و ظلم بعض إخوتكم و ضيق ذات اليد و معاناة عوائلكم إعلموا أن ما حصل لكم فهو بعين الله و بنظر إمامكم المهدي ولكم أسوة بأهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مهبط الوحي وأن النصر لقريبquot;.
وكان التيار الصدري وصف الحملة التي تشنها أجهزة الأمن الرسمية ضد عناصر ومؤيدي التيار بأنها إرهاب مقنع بسلطة الحكومة وطالب بإحالة محافظ الديوانية الجنوبية وأجهزة الامن فيها الى القضاء لما قال انها حملات دهم وتعذيب يمارسونها ضد السكان داعيا الامم المتحدة الى ارسال لجنة لتقصي الحقائق الى هناك ..
وقال التيار الصدري في بيان ألقي خلال جلسة لمجلس النواب الاسبوع الماضي ان الاجهزة الامنية تلاحق عناصر ومؤيدي التيار الصدري وتمارس ضدهم ابشع صور التعذيب النفسي والجسدي والتهجير السكاني . واضاف ان هذه الاجهزة تمارس انتهاكات لحقوق الانسان في محافظات جنوبية وخاصة في الديوانية (180 كم جنوب بغداد ) وهي انتهاكات اشارت الى ان المحافظ يشرف عليها ويوجهها . واضاف ان الممارسات القمعية لأجهزة الأمن الحكومية ضد أنصار التيار قد فاقت في وحشيتها ممارسات الاجهزة القمعية للنظام الصدامي (الرئيس السابق صدام حسين) وممارسات القوات المحتلة في اشارة الى القوات الاميركية.
واوضح التيار أن هذه الحملات الأمنية في الديوانية تشتمل علىعمليات دهمللبيوت وانتهاكات لحرمة العوائل والاعتداء على النساء وضربهن وشتمهن واعتقال ذوي المطلوبين في مخالفة لكل مبادئ وحقوق الانسان . واشار الى ان انصار التيار الصدري يتعرضون على ايدي الاجهزة الامنية الحكومية لأبشع صور التعذيب النفسي والجسدي من قبل هيئات التحقيق التي تتولى التحقيق مع المعتقلين . وقال إن الاجهزة الامنية وبدفع من المحافظ تقوم بتهجير العوائل من منازلها الى خارج المحافظة وتهديدها في حالة العودة اليها بالاعتقال والتعذيب متهما بهذا التهديد قائد الفرقة الثامنة المسؤولة عن أمن المحافظة . وأضاف ان حملات الاجهزة الامنية شملت كذلك سرقات أموال العائلات ومقتنياتها الثمينة . واوضح التيار أن هذه الممارسات تأتي لدعم اجندة حزبية لفصيل سياسي باشراف المحافظ .
ومنذ شهر اب (اغسطس) الماضي يتعرض أنصار التيار الصدري في محافظات جنوبية وخاصة كربلاء والنجف والديوانية الى حملات أمنية أميركية عراقية مكثفة إثر الأحداث الدامية التي شهدتها كربلاء خلال زيارة النصف من شعبان والتي تم توجيه الاتهام اثرها الى جيش المهدي التابع للتيار الصدري بالمسؤولية عنها .
وامر الصدر في اب (اغسطس) الماضي جيش المهدي الذي يقوده بتعليق كل نشاطاته المسلحة لمدة ستة اشهر بعد تورط عناصر منه في صدامات مع القوات الحكومية في مدينة كربلاء. وكان مقررا ان يستمر التعليق الى نهاية الشهر المقبل ولكن بيانا صدر عن مكتب الصدر أوضح أن التعليق لن يمدد بسبب quot;استمرار تسلل العناصر الإجرامية الى قوات الأمن الحكومية.quot;
واليوم حذّر أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر الولايات المتحدة والحكومة العراقية من أن جيش المهدي سيستأنف نشاطاته المجمدة منذ ستة أشهر ما لم يتخذ المالكي خطوات لوقف الهجمات التي يتعرض لها أتباعه. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الزعيم الصدر في مقابلة مع صحيفة الغارديان الصادرة في لندن اليوم quot;نعتقد أن قرار مقتدى الصدر تجميد نشاطات جيش المهدي كان صائباً وقدم منافع مهمة للشعب العراقي وسيستمر، غير أن هناك قلقاً بين أوساط أتباعنا من أن يؤدي التجميد الجديد إلى مضايقتهم وتكثيف الضغوط ضدهمquot;.
واضاف العبيدي quot;أن عصابات إجرامية مرتبطة بالحركات الدينية المنافسة للأخير اخترقت قوات الأمن العراقية وتستخدم عملية فرض الأمن كغطاء لمهاجمة المدنيين من أتباع الصدرquot; غير أنه رفض الكشف عن اسمها.
وقال العبيدي إن أتباع الصدر وعائلاتهم في المدن الجنوبية، الديوانية وكربلاء والسماوة quot;عانوا من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان ومن بينها القتل والتعذيب وكان التشرد مصير أكثر من 1000 عائلة منهمquot;. وشدد على أن العراق quot;يحتاج إلى فريق جديد في الحكومة بسبب الضغوط المتزايدة على رئيس الوزراء المالكي من قبل الناس والأحزاب المحيطة بهquot;.
التعليقات