بقلم بوب هربرت:
ويبدو أن حجج الواقعيين تظهر أكثر ما تظهر في الجلسات الخاصة وتركز حول موضوع قديم هو العرق. فهم يؤكدون أن البلاد قطعت شوطاً كبيراً جداً، إلا أنها غير مستعدة بعد لعبور خط النهاية وانتخاب رجل أسود ليحلّ في البيت الأبيض.
وفي الواقع، ثمة وجهات نظر متعددة حول هذا الموضوع، فالواقعيون (الذين ليسوا جميعاً مؤيدين لهيلاري كلينتون طبعاً) يشيرون إلى أنه ما زال في الولايات المتحدة قدر كبير من التمييز العرقي ولهذا السبب، نسبة مهمة من الناخبين البيض لن تصوّت لمرشح أسود مهما كانت الظروف.
ويضيفون أن السيناتور أوباما يكافح أيضاً من أجل نيل الأصوات اللاتينية.
علماً أن العديد من الديمقراطيين يؤكدون أن لا مانع لديهم من التصويت لمرشح أسود، لكنهم يخافون أن تذهب أصواتهم سداً هذا العام لأن قلة قليلة من البيض الآخرين أعربت عن استعدادها التصويت للسيناتور أوباما. وهم يشيرون إلى أنه لم يفز بأغلبية أصوات البيض في أي من المنافسات حتى الآن.
وسيقول هؤلاء الناخبون ان انتخابات هذا العام مهمة جداً إلى حد لا تجوز فيها هكذا مجازفة. وبنظرهم فإن استلام الجمهوريين سدة الرئاسة لأربعة أو ثمانية أعوام من شأنه بعد ثمانية أعوام من حكم جورج بوش الابن أن يخلّف عواقب وخيمة.
ويكمل الواقعيون أنه بالإضافة إلى هذه التحديات المحبطة، ثمة فئة من الناخبين لا تصدر عنها أحكام مسبقة لكنها ببساطة لا ترى في أوباما الخيار الأفضل للرئاسة. فإنجازاته ليست كثيرة وهو ليس بأفضل مناقش في العالم، وقد أثبتت هيلاري كلينتون أنها بلا شك ذكية وقوية وقادرة تماماً على تولي الرئاسة.
في هذا الصدد، أفاد أحد المحللين الديمقراطيين الذي طلب عدم ذكر اسمه: quot;عندما أنظر إلى الأرقام أرى أنه غير قادر على الفوز، لكن عندما أنظر إلى استطلاعات الرأي والحماس الذي يولّده، أراه يقترب من هيلاري أكثر فأكثر كل ساعةquot;.
ولعل الطريقة الأسهل لفهم ما يجري تكمن في ردم الهوة العمرية القائمة. فالواقعيون هم غالباً متقدمون في السن ويتمتعون بتجربة سياسية وعرقية يجهلها في معظم الأحيان أشد الداعمين لأوباما الذين هم في غالبيتهم صغاراً في السن.
و خلال سلسلة مقابلات أجريت في حرم جامعة ستانفورد، أعرب الطلاب عن اهتمام كبير بالانتخابات لكنهم بدوا غير معنيين بعوامل مثل عرق أوباما أو مدى قابليته للانتخاب.
وأفادت جوليا ليبنر، الطالبة في اختصاص علم الأحياء الإنساني: quot;الطلاب يحبونه لأنه وجه جديد، وشخصية لها أفكار جديدة. صحيح أن هيلاري قد تقوم بانجازات كثيرة للبلاد إذا ما انتخبت لكنني أظن الشباب يتجاوبون مع أوباما ورسالته الأكثر أملاً وفكرته بتقريب الناس من بعضهمquot;.
أما بن فرايد الذي كان يقود دراجته الهوائية تحت سماء تنذر بسيل من الأمطار في أي لحظة، فقال إنه شارك في العديد من الحوارات حول الانتخابات وأن العرق لم يكن عاملاً أساسياً في أي منها quot;فالشباب ببساطة يحبون أوباماquot;.
وقد أخبرتني أليزابيث كوريد، أستاذة شابة تدرس التخطيط المدني في جامعة جنوب كاليفورنيا، مؤخراً أن quot;هذا الجيل يعتنق حقاً التنوع والمساواةquot;.
وطبعاً، ليس بعض المقابلات في حرم جامعي باستطلاع رأي علمي، لكن الشباب المتعلمين هم صفوة مؤيدي أوباما، والحال ان الشباب في الولايات المتحدة قد سئم المرارة والانشقاق وعدم الفعالية التي تجعل الحكومة والمسائل السياسة تبدو في نظرهم غير مشجعة.
إنهم أكثر تفهماً ممن هم أكبر سناً منهم لمسألة العرق. وهم ليسوا بمعرض تحمل المسؤولية عن الاحتقار الذي دام سنوات وعقود. ولا بمعرض التفريق بدقة بين اقتراحات كلينتون وأوباما في القطاع الصحي أو الهوس بمعرفة من سيبلي بلاءً أفضل ضد جون ماك كاين.
إنهم ببساطة سئموا الوضع الراهن ويريدون تغييره. وقد وجدوا نجماً يجسد رغبتهم تلك. ولا شك في أن كفة هذا السباق لا تزال راجحة لمصلحة السيناتور كلينتون، فالواقعيون ليسوا مجانين على الإطلاق وليس الحالمون كذلك. لكن الرياح تتغير. فإذا ما كنت تسبح عكس التيار اليوم لعلّ الرياح تجري بما تشتهي سفنك غداً. ولا شيء تقريباً يفوق رياح التاريخ قوة.
***توزيع خدمة نيويورك تايمز
التعليقات