سفير البوسنة بالكويت: لن نعترف بإستقلال كوسوفو حاليا حكومة صربيا تتخذ اجراءات انتقامية ضد كوسوفو صرب كوسوفو يعتبرون مهمة الاتحاد الاوروبي احتلالا
|
الياس توما من براغ، وكالات: يتواجد سكان إقليم كوسوفو على بعد ساعات قليلة من إعلان استقلاله بعد أن كشف رئيس حكومة الإقليم هاشم تاجي اليوم بأن نهار الغد quot;سيكون يوم تنفيذ إرادة مواطني كوسوفو بالاستقلالquot;.
: يتواجد سكان إقليم كوسوفو على بعد ساعات قليلة من إعلان استقلاله بعد أن كشف رئيس حكومة الإقليم هاشم تاجي اليوم بأن نهار الغد quot;سيكون يوم تنفيذ إرادة مواطني كوسوفو بالاستقلالquot;.وقد سبق هذا الإعلان إقرار برلمان الإقليم تعديلات في نظامه الداخلي ستسمح له بإقرار القوانين الخاصة بإعلان الاستقلال وتنفيذ ما ورد في خطة مارتي اهتساري خلال 24 ساعة فيما نشرت صحف برشتينا اليوم سيناريو إعلان الاستقلال الذي يتحدث عن أن ذلك سيتم مساء من قبل البرلمان يعقد بعدها رئيس الإقليم فاتيمير سيديو ورئيس البرلمان يعقوب كراسنيكي ورئيس الحكومة هاشم تاجي مؤتمرًا صحافيًا، ثم يتحدث سيديو وتاجي إلى الشعب في كلمتين في العاشرة والنصف ليلاً بعدها يبدأ حفل ألعاب نارية.
وعلى الرغم من أن إعلان الاستقلال يحقق احد طموحات الألبان الرئيسة ويمثل تتويجًا للعملية الانفصالية التي أعلنوها في البداية بشكل سلمي بزعامة quot;غاندي البلقانquot; إبراهيم روغوفا في بدايات التسعينيات بعد إلغاء الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به الإقليم إلا أن هذا الاستقلال سيكون مشروطًا بمعنى انه سيكون تحت وصاية أوروبية، ولذلك قرر الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة منه إلى الإقليم للإشراف عليه عمليًا، من خلال توجيه النصح ومراقبة أداء المؤسسات فيه بالشكل الذي يجعلها تعمل وفق المعايير الأوروبية وتؤمن قيام مجتمع تعددي تسود فيه المساواة ودولة القانون ويتم فيه توفير الأمن والحماية للأقليات العرقية التي تعيش في الإقليم، ولا سيما للصرب الذين يتراوح عددهم بين 100ــ 150 ألف نسمة .
وعلى خلاف القبول الألباني بالبعثة الأوروبية وترحيبهم بها، فإن الخطوة الأوروبية وصفت بالمخزية صربيا فيما وصفها احد ابرز قادة صرب كوسوفو ميلان ايفانوفيتش بأنها ستكون quot;احتلالاًquot;.
وترى قيادات بلغراد ومعها روسيا أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لسيادة صربيا والقانون الدولي باعتبار أن قرار مجلس الأمن رقم 1244 لا يسمح للاتحاد الأوروبي بإرسال هذه البعثة، وبالتالي فإن الأمر يحتاج حسب رأي موسكو وبلغراد إلى تخويل من قبل مجلس الأمن فيما يرفض الاتحاد الأوروبي ومعه الناتو هذا التفسير ويصران على أن إرسال البعثة يتوافق والصلاحيات التي يتضمنها قرار مجلس الأمن .
وبغض النظر عن الإطار القانوني لهذه الخطوة الأوروبية فإنها تمثل عمليًا رسالة واضحة مضمونها أن الاتحاد يعترف باستقلال الإقليم وانه سيحاول عبر تواجده في الإقليم القيام بعملية احتواء اقتصادي وامني وسياسي له بالشكل الذي يجعل هذه الدولة الصغيرة والجديدة تنمو بشكل لا تهدد فيه أحدًا، ولا تصبح مصدر توتر، على أمل أن يسفر ذلك لاحقًا عن عودة الإقليم للالتقاء مع صربيا تحت سقف الاتحاد الأوروبي بعد توفر المعايير اللازمة لذلك فيهما كما جرى لتشيكيا وسلوفاكيا حيث تم الطلاق بينهما بشكل مخملي في اليوم الأخير من عام 1992 ثم عادتا للالتقاء تحت السقف الأوروبي المشترك في أيار مايو من عام 2004 .
وعلى خلاف الوضوح القائم الآن بشان موعد إعلان الاستقلال، فإن الصورة لا تزال ضبابية بشان ما سيعقب هذه الخطوة على المستويين الصربي والدولي فحكومة بلغراد أقرت خطة سرية للرد على الخطوة الألبانية، يقال إنها ستتضمن إجراءات اقتصادية وسياسية وربما قطع إمدادات الغاز والنفط والكهرباء والاتصالات الهاتفية، غير أن ذلك قد يضر أيضًا بصرب كوسوفو في حين أن مثل هذه الإجراءات قد تصعب حياة سكان الإقليم لكنها لن تمنع الألبانمن الاستمرار في إنجاز استقلالهم.
ويتم التوقع أن تعمد ألبانيا المجاورة إلى مساعدة كوسوفو في تلافي تداعيات الإجراءات الصربية الأمر الذي يمكن له أن يخفف من وقعها على الألبان الذين لم يعتاد اغلبهم بعد على الحياة المرفهة للأوروبيين ولا سيما بالنسبة إلى توفير مقومات الحياة الأساسية .
وعلى الرغم من تلويح بلغراد بإجراءات مضادة بحق الدول التي ستعترف بالاستقلال قد تصل إلى حد قطع العلاقات معها أو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي معها، إلا أن هذه الورقة لا تعتبر قوية أو مؤثرة، فصربيا لا تستطيع عزل نفسها عن العالم ولا سيما عن الدول الأوروبية الكبيرة والولايات المتحدة التي يتوقع أن تسارع بالإعلان عن اعترافها بالاستقلال. أماتلويح بلغراد بعدم التوقيع على اتفاق الشراكة والاستقرار مع الاتحاد الأوروبي فيضر بها أيضًا اقتصاديًا وسياسيًا، في حين أن مثل هذا الأمر قد يفجر خلافًا بين الرئيس بوريس تاديتش وبين حكومة فويسلاف كوشتونيتسا التي يشارك فيها حزب كوشتونيتسا.
وتبقى المخاوف قائمة من نوعية الخطوات التي سيقدم عليها صرب كوسوفو بدعم من قبل بلغراد ومن تداعيات إعلان استقلال كوسوفو على مناطق أخرى في البلقان تعاني من إشكالات في موضوع التعايش السياسي والقومي، ولا سيما في البوسنة والهرسك ومقدونيا وفي وادي بريشوفو في جنوب صربيا .
ويأخذ الصراع في كوسوفو منذ فترة شكل صراع بين حق السيادة وحق تقرير المصير ومن الواضح على ضوء التطورات المتسارعة الآن في الإقليم وخارجه بان حق تقرير المصير بدا يتغلب على حق السيادة.
تاجي يعلن انتهاء الاستعدادات لاعلان استقلال كوسوفو
واعلن رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي مساء السبت ان الاستعدادات لاعلان استقلال كوسوف سوف تنجز اليوم الاحد quot;بالتنسيق مع الشركاء الدوليينquot;.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي quot;ار تي كايquot;، قال تاجي quot;سوف التقي غدا صباحا (اليوم) الرئيس (فاتمير سيديو) ورئيس البرلمان (جاكوب كراسنيكي) وسوف نقرر تاريخ وساعة اعلان الاستقلالquot; مضيفا ان quot;اقليم كوسوفو انهى جميع الاستعدادات لاعلان الاستقلال. كل خطوة لاعلان استقلال كوسوفو ستكون منسقة مع شراكائنا الدوليينquot;.
وكان تاجي اكد السبت ان كوسوفو سيعلن استقلاله عن صربيا الاحد مؤكدا انه اليوم quot;الذي ستحقق فيه ارادة مواطني كوسوفوquot;.
وقال تاجي للصحافيين اثر لقاء في بريشتينا مع رجال دين quot;غدا سيكون يوم هدوء وتفاهم (متبادل) ويوم تعهد الدولة تنفيذ ارادة مواطني كوسوفوquot; مضيفا انه quot;يوم تاريخي (...) لكوسوفو سيد ومستقلquot;.
واوضح في مقابلته التلفزيونية مساء السبت ان quot;الشعب احيط علما وهم يعرفون متى سيتم ذلكquot;.
وقد نزل الاف الكوسوفيين الى شوارع بريشتينا وهم يرددون quot;الاستقلالquot; مطلقين العنان لابواق سياراتهم.
وقال تاجي ايضا ان quot;الدستور جاهز والشعارات جاهزةquot; مضيفا ان quot;جميع الرسائل تقول ان كوسوفو مستعد لاعلان الاستقلالquot;. وذكرت الصحف الكوسوفية ان البرلمان سيعقد جلسة استثنائية عن الساعة 00،14 من بعد ظهر الاحد للتصويت على الاستقلال.
ولما قال له مندوب التلفزيون ان جميع وسائل الاعلام مستعدة ليوم الاحد، اجاب تاجي quot;هذا يعني انكم انتم ايضا تعرفون التاريخquot;.
ورفض تاجي معارضة صربيا لاستقلال الاقليم. وقال ان quot;نفوذ بلغراد على كوسوفو قد انتهى الى الابدquot;. ووعد بالوقت نفسه بحماية الاقلية الصربية quot;في جميع الظروفquot;.
واوضح ايضا انه سيكون لاقليم كوسوفو بعد الاستقلال مباشرة وزير خارجية ووزير دفاع.
التعليقات