باريس: لم يستبعد خبيران فرنسيان في قضايا الشرق الأوسط وقوع حرب جديدة بين quot;حزب اللهquot; وإسرائيل بعد اغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية.
وفي ندوة عقدت بمركز الصحافة الأجنبية في العاصمة الفرنسية باريس رأى أن quot;بالرغم من إصدار إسرائيل تقريرا عرض تقييمها للحرب فإنها لم تجد حتى الآن الحلول التي تحول دون تكرار فشلها في حرب مقبلة على لبنان وعلى quot;حزب اللهquot;quot;.
من جهته اعتبر مدير الأبحاث في معهد الدراسات السياسية بباريس quot;آلان ديكوفquot; في الندوة عينها أنه عندما يطالع تقرير quot;فينوغرادquot; الإسرائيلي الذي ناقش الأداء السياسي والعسكري في حرب تموز 2006، ويقرأ كلمة نصر الله بعد اغتيال عماد مغنية لا بدّ من أن يرى أن الشرق الأوسط اليوم أمام حالة أصبحت فيها جميع الاحتمالات مفتوحة، quot;بما فيها دخول المنطقة في مواجهات جديدةquot;.
واتفق الخبيران على أن إسرائيل أصبحت تواجه مشكلة لا سابق لها بمواجهاتها لجماعات غير نظامية على غرار حركة quot;حماسquot; الفلسطينية، وquot;حزب اللهquot;، وهو ما أثبته تقرير quot;فينوغرادquot;.
وأكد quot;جريشquot; أن quot;الجيش الإسرائيلي -بعد التقرير المذكور- لم يعد كما كان في الأربعينيات والخمسينيات الذي واجه الجيوش العربية النظاميةquot;، موضحًا أن إسرائيل أصبحت في ورطة أمام جماعات غير مرئية ومتحركة على الدوامquot;.
ويستشهد quot;جريشquot; على تراجع مستوى الجيش الإسرائيلي بقول الصحفي الإسرائيلي quot;زئيف شيفquot; إن الصواريخ التي تنزل على سيديروت (مستوطنة مجاورة لقطاع غزة) وعجز الجيش الإسرائيلي عن إيجاد حل لوقفها هو quot;دليل على فشل إستراتيجي للجيشquot;.
وفي السياق ذاته قال ديكوف: quot;إن الجيش الإسرائيلي واجه الفشل كذلك أمام quot;حزب اللهquot; في جنوب لبنان، حيث عجز عن حماية مدن كاملة في شمال إسرائيل من الصواريخ، وهي سابقة في تاريخ الدولة العبرية، التي لم تشهد هذا القصف لمدنها طوال الحروب الطويلة التي خاضتها ضد الجيوش النظامية العربيةquot;.
ويرى ديكوف quot;إن تبعات تقرير quot;فينوغرادquot; في إسرائيل لم تتوقف منذ أن صدر إلى اليوم، على الرغم من حدوث تحولا ت كبيرة على المستوى الداخلي الإسرائيلي بعد صدوره، مثلما حدث بعد صدور تقارير إسرائيلية مماثلة مثل تقرير quot;كاهاناquot; سنة 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، والذي أدى إلى استقالة وزير الدفاع آنذاك آرييل شارون، أو تقرير لجنة quot;أجراناتquot; بعد حرب تشرين الأوّل 1973، والذي أدى إلى استقالة رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير من منصبها.
لكن ديكوف يرى أن تبعات تقرير quot;فينوغرادquot; quot;ستظهر على الأرض لو حدث نوع من التورط الإسرائيلي في قطاع غزة أو اللجوء إلى مواجهة جديدة غير مستبعدة مع حزب الله في الجنوب اللبنانيquot;.
ومن جهتها اهتمت الصحافة الفرنسية بالكلمة التي ألقاها السيّد نصر الله في تشييع جنازة مغنية، وتحت عنوان quot;إسرائيل تنتظر انتقام المنظمة الشيعيةquot; كتب مراسل صحيفة quot;لوفيغاروquot; في القدس: quot;إن إسرائيل أصبحت مقتنعة بعد كلمة الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; أن انتقام الحزب أصبح على الأبوابquot;.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشر على لسان أحد المسؤولين الإسرائيليين أن اغتيال عماد مغنية quot;فتح المجال بالنسبة للقادة الإسرائيليين لمرحلة جديدة أصبحت الحرب فيها مفتوحة، كما أطلق عليها ذلك الأمين العام لحزب الله نفسهquot;.
وفي كلمته الخميس الماضي أمام جثمان عماد مغنية توعد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بتوسيع الحرب على إسرائيل خارج ما اعتبره quot;الأرض الطبيعة للمعركةquot;، وهي جنوب لبنان، وقال نصر الله في كلمته أمام المشيعين القائد الميداني لحزب الله: quot;إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة.. فليسمع العالم.. فليكن هذا النوع من الحرب المفتوحةquot;.
التعليقات