إستفتاء (إيلاف) عن الدور السياسي للفن والرياضة:
إقحام السياسة بالفن والرياضة مرفوض

ايلاف من أبوظبي: تتباين النظرة إلى العلاقة بين الفن والرياضة من جهة، والسياسة من جهة ثانية، تبعًا للمكان الذي يقف فيه بعضهم. فمثل هذه العلاقة مقبولة عند من تخدم لهم هدفًا سياسيًا، وهي مرفوضة إذا كانت تخدم الهدف السياسي لخصمهم. فعلى سبيل المثال دخلت الرياضة القاموس السياسي كعامل إيجابي عندما كانت وسيلة لإذابة الجليد بين الخصوم السياسيين، فكانت دبلوماسية البينغ بونغ مثلاً واضحة على الطريقة التي وظفت بها الرياضة من أجل فتح باب العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الولايات المتحدة والصين. ومن باب الرياضة أيضًا فتحت ثغرة في جبل الخلافات بين الكوريتين وغيرها من الخلافات السياسية التي تطول قائمة تعدادها.

على أن العلاقة بين الفن والسياسة كانت أوضح. بل إن بعضهم لم يكن يعتبر بعض الأعمال الفنية سواء الأدبية أو التشكيلية ما لم يكن لها وظيفة تصل حد التبشير، كما رأينا ذلك مثلاً في شعر المقاومة أو في تفاعل الفنانين من المطربين والمطرباتمع الأحداث الكبرى، خاصة في فترة الستينات والسبعينات. لكن يبدو أن الأمور آخذة في التغير والأسباب عديدة: منها حالة الاحباط العامة التي تعيشها المنطقة العربية والتي لم تعد الاعمال الفنية قادرة على التعامل معها بشكل مؤثر وفعال. ومنها انكفاء المشروع القومي بكل ابعاده الحالمة لصالح المشروع القطري بكل ما فيه من اولويات ومصالح متباينة. فضلاً عن تحسن مستوى الوعي العام ومستوى الانفتاح على الاخرين وهو ما أثر على طريقة تقييم الاعمال الفنية والتفاعل معها .

وعلى الرغم من ان هناك اتجاهًا متزايدًا لإبعاد الفن والرياضة عن حلبة الصراعات السياسية، إلا أن العلاقة الجدلية بينهما لم تحسم بعد. فعندما قرر كل منفيروز ووديع الصافي الغناء في سوريا، وجد فريق من اللبنانيين الذين يحملون النظام السوري مسؤولية الازمات التي يعيشونها في غناء فيروز ووديع الصافي في دمشق توظيفًا سياسيًا سوريًا لرموز فنية لبنانية.

وتكرر المشهد مرة اخرى في ميدان الرياضة عندما رفع اللاعب المصري ابو تريكة شعارات مؤيدة لغزة في احدى مباريات المنتخب المصري في دوري كأس افريقيا وهو ما أثار جدلاً في الاوساط الرياضية التي انقسمت بين مؤيد لما قام به ابو تريكة وبين معارض لها، ليس فقط لأن فيها تجاوز على القواعد المنظمة للبطولة بل لأن فيها تجاوز على دور الرياضة ووظيفتها.

في ايلاف وضعنا هذه القضية كسؤال لاستفتاء الاسبوع الماضي، وسألنا quot;من ابو تريكة الى فيروز ووديع الصافي هل تؤيد اقحام الرياضة والفن بمعمة السياسة؟quot;وجاءت الإجابة من 4065 مصوتًا لتغلب الذين يعتقدون بضرورة إبعاد الرياضة والفن عن السياسة، حيث قال ما مجموعه 2545 شخصًا انهم يعارضون التداخل بين الرياضة والفن من جهة والسياسة من جهة ثانية . اما الذين أيدوا مثل هذه العلاقة فقد بلغ عددهم 1347 مصوتًا، فيما قالت قله بلغ عددها 173 مصوتًا انهم لا يهتمون. واذا كانت من نتيجة يمكن استخلاصها من الاستفتاء فهي ان ثمة تحول واضح في النظرة الى الفن والرياضة. وان محاولة توظيفهما توظيفًا سياسيًا، لا تجدي نفعًا مع جمهور لديه وسائل تأثير ومعرفة بديلة قد لا يكون الفن والرياضة من بينها.