هل يستطيع الشاب الفتحاوي أن يتزوج حمساوية!!؟
ظواهر إجتماعية تقض مضاجع الغزاويين بسبب خلافات السياسيين

نجلاء عبد ربه من غزة: من ضمن نتائج سيطرة حركة حماس على غزة دخول المجتمع الغزي في مشاكل إجتماعية عديدة، ضمنها عدم موافقة أولياء أمور الفتيات بزواج إبنتهم من شاب ينتمي لحركة فتح، في حال كانت ميول ولي الأمر نحو حركة حماس.. وكذا الأمر قد يرفض ولي أمر فتاة بزواج إبنته من شاب حمساوي إنتقاماً لما حصل في غزة. ومما لا شك أن إستفراد حماس بحكم غزة، أوقع العديد من الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة فتح، أمام تحدٍ واضح لعبت منابر المساجد المختلفة في قطاع غزة على تكرسيها، بحسب الدكتور في علم النفس مازن حمدونة الذي تحدث لـ إيلاف، مضيفاً quot;خطباء المساجد كفروا أبناء فتح، ومنهم من قال إنهم مرتدون، وبالتالي فإن نتيجة ذلك حتما، ستكون رفض أي مرتد أو كافر بالزواج من فتاة أهلها يتبعون لحركة حماس، لإعتقادتهم بأنهم هم المسلمون فقطquot;.

محسن، شاب من رفح، مؤهل ويملك شقة وعملاً جيدا، تقدم للزواج من فتاة بالطرق التقليدية السائدة في غزة، إلا أن والدها رفضه بسبب إنتماءه لحركة فتح. سليمان، شاب من غزة، أحب فتاة من منطقته كما يقول، quot;ولأنني أدخل البيوت من أبوابها، طلبت من والدتي وأختي الذهاب إلى أهلها وخطبتها بشكل رسمي، إلا أن والدها رفض تزويجي اياهاه لكوني فتحاويquot;. إيناس (25 عاماً) تقول لـ إيلاف quot;تعرفت على إنسان طيب القلب وخلوق جدا خلال عملي في إحدى المؤسسات، وإتفقنا أن نتزوج على أن يأتي برفقة والدته إلى بيتنا، إلا أن والدي رفض هذا الزواج، بل ومنعني من مواصلة عملي في تلك المؤسسةquot;.

حالة قد تطول بحسب الدكتور حمدونة، مما ينذر بعزوف العديد من الشباب في غزة عن الزواج من شريحة الفتيات، إلا أن الحل برأيه يمكن في quot;تعديل نهج الخطابة على منبر المساجد، وتهيئة الفرصة للإنخراط الإجتماعي كما في السابق، وإقناع مؤيدي حماس أن باقي الفصائل الفلسطينية هي مسلمة، وإن إختلفت في نهجها المقاوم مع حركة حماسquot;.

وإن كانت الحالة المعاكسة، أن يرفض فتحاوي زواج إبنته من حمساوي هي نادرة، خاصة وأن أبناء حماس لا يفكرون أصلا بالزواج من فتحاوية، فإن تخوفاً كبيراً قد تصل إلى ظاهرة عوانس غزة، كما تقول الباحثة الإجتماعية إبتسام قديح، مضيفةً quot; أن تلك الظاهرة السلبية ستؤثر بشكل مباشر على شريحة واسعة من الفتيات في قطاع غزةquot;. وتضيف إبتسام لـquot;إيلافquot; quot;العديد من الحالات واجهتني خلال عملي الميداني، إلا ان حلاً لتلك الأزمة، لن تكون في القريب العاجل، خاصة وأن عوامل عديدة تكرس الفكر المتشدد في شباب حركة حماس نحو مؤيدي حركة فتحquot;.

وتؤكد الباحثة الإجتماعية على وجوب التصدي لهذا الفكر عبر كافة الوسائل المختلفة، quot;فالحياة في غزة لن تكون على حسب مزاج حماس أو تفكيرها السطحي، فهناك فصائل مختلفة ليست أقل من حماس مقاومةً، حتى تستفرد بغزة وبسكانه، وتوزع صكوك الكفر والغفران ودخول الجنة بمزاجهاquot; وإن كانت تلك الظاهرة في إعتقاد حماس هي مجرد حالات فردية هنا أو هناك، فهي بالتأكيد ستؤثر سلباً على مشروعها الفكري، وستضُاعف من الإنقسام الحاصل بين غزة ورام الله من جهة، وبين الإخوة في البيت الواحد.

أحمد quot;29 عاماًquot;، أنهى تعليمة الجامعي، وعمل في أحد الوزارات منذ أربعة أعوام، هو الآن في حيرة من أمرة، حبسما يقول، خاصة وأن له خمسة أخوات جاهزين للزواج، بينما تتضاءل فرص زواجهن مع زيادة البطالة والفقر وقلة العمل في غزة. ويقول أحمد quot;ليس بالضرورة أن نتزوج فتاة حمساوية، فبنات فتح جميلات وذو خلق لا يقل عن بنات حماس، ولكن المشكلة تكمن في تكفير حركة حماس لنا ولغيرنا من الفصائل، فهم لا يرون أحداً سواهم، ويحاولون إزاحة تاريخ ونضال الآخر بكل الوسائل المختلفةquot;.

وترى الباحثة الإجتماعية قديح أن دور الإعلام لا بد أن يكون فعالاً، وأن يتناول الظاهرة من كافة جوانبهاquot;، مشيرة إلى أن إيلاف أول مؤسسة إعلامية تناولت تلك الظاهرة الإجتماعية الخطيرة على المجتمع الغزي. وطالبت قديح أن تحذو وسائل الإعلام الفلسطينية حذو إيلاف، في طرح ومعالجة الظاهرة.