الجزيرة (تركيا)، وكالات: قال متمردون من حزب العمال الكردستاني يوم الأحد أنهم أسقطوا طائرة هليكوبتر هجومية تركية من طراز كوبرا خلال إشتباكات في شمال العراق. وأضاف أحمد دنيس مسؤول العلاقات الخارجية بحزب العمال الكردستاني لرويترز في حديث هاتفي quot;الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) أمس أسقط مقاتلونا طائرة هليكوبتر من طراز كوبرا.quot; ولم يذكر أي تفاصيل عن الخسائر ولكنه أضاف أنه سيجرى اعلان المزيد من المعلومات في وقت لاحق.

وقال دنيس يوم السبت ان مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا 22 جنديا تركيا منذ أن بدأت تركيا هجوما عبر الحدود داخل اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بشكل كبير بحكم ذاتي مساء يوم الخميس. وذكرت هيئة الاركان العامة التركية في بيان على موقعها على الانترنت أن سبعة جنود أتراكا فقط قتلوا. والتأكد من المعلومات بخصوص القتلى والجرحى صعب اذ أن القتال يجرى في منطقة جبلية يصعب الوصول اليها.

التوغل التركي في العراق قد يواجه شقيقين ببعضيهما

وثمة سبب قوي يدعو كاموران يوروك للقلق من توغل الجيش التركي في شمال العراق وهو أن أحد أشقائه من المسلحين الأكراد والثاني يؤدي خدمته العسكرية مع الجيش التركي في المنطقة. وخلف الصراع الدائر منذ 24 عاما بين تركيا ومسلحي حزب العمال الكردستاني 40 ألف قتيل كما تزايد الفقر في جنوب شرق تركيا مع تضاؤل احتمالات التوصل الى سلام. وقال يوروك (31 عاما) والذي كان يتحدث في مقهى يملؤه الدخان في بلدة الجزيرة على الحدود quot;لا اعتقد أن هناك حلا. الدولة لن تقبل مطالب الاكراد ولن ينزل حزب العمال الكردستاني من الجبال.quot;

وعلى طول الحدود توغلت القوات التركية في العراق في واحدة من أكبر عملياتها عبر الحدود منذ عشر سنوات بهدف القضاء على خطر متمردي حزب العمال الذين يستخدمون شمال العراق كقاعدة لشن هجمات داخل تركيا. ويخوض حزب العمال الكردستاني حربا من أجل اقامة دولة مستقلة مما دفع عبد الرحمن (33 عاما) للانضمام للمتمردين في الجبال العراقية قبل 19 عاما. وفكر شقيقه كاموران في اللحاق به لكن عائلته ضغطت عليه ليتزوج مبكرا ويجد عملا. وقال كاموران quot;هذا (الصراع) ليس فقط من أجل الهوية أو الحرية انها بسبب الضغوط التي تمارسها الدولة. لم يعد في مقدور الناس تحملها بعد اليوم.quot;

وظل في الجزيرة ليعمل في مجال التشييد وهو أحد خيارات قليلة متاحة للوظائف الى جانب التجارة عبر الحدود مع العراق أو أن يكون واحدا من حوالي 50 ألفا من حراس القرى الاكراد الذين يتقاضون مرتبات من تركيا ويؤيدون الحرب التي تشنها ضد المتمردين. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. ويتركز القتال في الجبال القريبة لكنه امتد أحيانا في التسعينات الى شوارع الجزيرة.

وبعد القبض على عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني عام 1999 هدأت حدة القتال ونعمت بلدات مثل الجزيرة بالاستقرار. وتصاعد القتال مرة أخرى في العامين الماضيين وبدأت البلدة تشعر من جديد بالاهتزازات. ويخشى سكان البلدة أن يفاقم التوغل التركي الجديد في شمال العراق وضعا متوترا بالفعل في جنوب شرق تركيا ويقوض الاستقرار في شمال العراق الذي تربطه بالمنطقة صلات عرقية وعائلية وثيقة. قال نعيم دورموس (29 عاما) صاحب متجر quot;لي أقارب في شمال العراق وأشعر بقلق شديد من هذه العملية. لا نريد أن يهاجم الجيش مدنيين. كل ما نريده هو المساواة والاخوة في تركيا.quot;

غيتس: الهجوم التركي لن يحل المشكلة

الى ذلك قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يوم الأحد أن الهجوم العسكري التركي لن يحل مشكلة تركيا مع المتمردين الانفصاليين . ودعا غيتس انقرة الى اتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية لعزل هذه الجماعة. وحث ايضا غيتس الذي يزور استراليا في اطار جولة اسيوية اطول تركيا على احترام سيادة العراق وتحسين الاتصال مع بغداد بشأن كل من العملية الجارية والجهود الاخرى ضد حزب العمال الكردستاني . واردف قائلا للصحفيينquot;اعتقد ان من المهم بالنسبة للجميع ان يضعوا في ذهنهم اهمية سيادة العراق. quot;يوجد اتصال على مستوي عال بشأن هذا النشاط الموجود في شمال العراق الان.اعتقد انه يمكن ان يكون هناك دائما تحسن في الانضباط وفي عمق الحوار .لا يمكن ان يكون حدثا لمرة واحدة فقط .الامر يحتاج لان يكون حوارا مستمرا.quot;

وبدأت القوات التركية هجوما ضخما يوم الخميس ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون منذ عقود لانشاء وطن كردي في جنوب شرق تركيا. وقالت انقرة انها اضطرت لشن هذا الهجوم عبر الحدود بعد ان اخفقت السلطات العراقية في منع ما يقدر بنحو ثلاثة الاف من اعضاء حزب العمال الكردستاني من استخدام شمال العراق كقاعدة لشن هجمات قاتلة ضد الجنود والمدنيين داخل تركيا. وسئل غيتس عما اذا كان يمكن للهجوم العسكري ان يحل مشكلة تركيا مع متمردي حزب العمال الكردستاني فقالquot;لا.quot; واضافquot;اعتقد ان كل خبرتنا في العراق وافغانستان تثبت لنا ذلك وعلى الرغم من ان التعامل مع مشكلة ارهابية يتطلب عمليات امنية فهو يتطلب ايضا مبادرات اقتصادية وسياسية.

quot;نوعية الانشطة العسكرية التي يقومون بها لابد وان تستكمل بمبادرات لمحاولة معالجة بعض من المخاوف القابلة للتسوية بين الاكراد لكسب ولائهم لتركيا اذا كانوا يعيشون في تركيا ومحاولة ازالة اي قاعدة شعبية موجودة تدعم الانشطة الارهابية لحزب العمال الكردستاني.quot; وقال غيتس ان الحكومة الكردية المحلية التي تتهمها انقرة بدعم حزب العمال الكردستاني بدأت تبذل المزيد لمساعدة المسؤولين العراقيين والاتراك.

ولكنه حذر من ان مخاوف تركيا لن تحل الا بعد تراجع عدد هجمات حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية. وقالquot;اعتقد انه لن يتم تهدئة المخاوف التركية الا عندما يكون هناك تراجع ملموس في نشاط حزب العمال الكردستاني في تركيا.quot;