واشنطن، كوبنهاغن: أعلن البيت الابيض الخميس ان الرسالة الصوتية الجديدة المنسوبة الى اسامة بن لادن تعود فعلا الى زعيم تنظيم القاعدة، وذلك بعد تحليلها من جانب الاستخبارات الاميركية.من جهة ثانيةقررت اجهزة الاستخبارات الدنماركية عدم تشديد اجراءاتها الامنية اثر التحذير الذي وجهه اسامة بن لادن الاربعاء الى اوروبا بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.
واعلنت اجهزة استخبارات الشرطة الدنماركية في بيان الخميس انها quot;تعتبر ان التهديدات الاخيرة لا تستوجب في الوقت الراهن تغيير التقييمquot; المتعلق بامن المملكة.الا انها رات ان quot;حاليا، قد يتكثف خطر الناشطين المتطرفين في الخارج ضد الدنمارك والدنماركيين والمصالح الدنماركية في الخارجquot;.
واعتبرت ان quot;ذلك يشمل بالخصوص المناطق التي تنشط فيها مجموعات المتطرفين مثل شمال افريقيا والشرق الاوسط وباكستان وافغانستانquot;.لكن الحكومة ووسائل الاعلام الدنماركية لم ترد على تحذير زعيم القاعدة. واكتفى كلافس هولم مساعد وكيل وزارة الخارجية بالقول quot;ليس لدينا اي تعليقquot;.كذلك لم تفد الصحف الدنماركية بما فيها يلاند بوستن التي كانت اول من نشر الرسوم الكاريكاتورية عام 2005، اي خبر يتضمن رسالة بن لادن.
ودعا بن لادن في رسالة صوتية موجهة الى quot;العقلاءquot; في الاتحاد الاوروبي، الى quot;محاسبةquot; اوروبا على نشر الرسوم الكاريكاتورية في الصحف الدنماركية.وكانت 17 صحيفة دنماركية على الاقل نشرت مجددا في 13 شباط/فبراير رسما يمثل النبي محمد وعلى راسه عمامة في شكل قنبلة مشتعلة، مما اثار غضب العديد من الدول الاسلامية.واعتبرت اجهزة استخبارات الشرطة الدنماركية ان نشر ذلك الرسم كان يهدف الى التضامن مع الرسام الذي رسم الكاريكاتور وتلقى تهديدا بالقتل.
واعلن سورن اسبرسن النائب في حزب الشعب الدنماركي من اليمين المتطرف العضو في الائتلاف الحكومي على موقع من الانترنت لصحيفة برلينغسك تيدندي انه يرى في التحذير quot;خطرا كبيراquot; ودعا اجهزة الاستخبارات الى تشديد الاجراءات الامنية. من جانبه دعا الناطق باسم الاشتراكيين الديمقراطيين الدنماركيين هنريك ساس لارسن الى quot;اليقظةquot; مؤكدا ثقته في quot;اجهزة امن بلاده الفعالةquot;.واثار نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد استنكارا كبيرا ضد الدنمارك في الدول الاسلامية في شباط/فبراير 2006.
إبراهيم الزيات: خطاب بن لادن مرفوض ولا يخدم المسلمين
من جانبه رأى رئيس منظمة التجمع الإسلامي في ألمانيا، وعضو إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، إبراهيم الزيات، أن تهديدات أسامة بن لادن الموجهة خلال التسجيل الصوتي الجديد لأوروبا واتهاماته للفاتيكان بمساندة الرسوم المسيئة للنبي الإسلام quot;مرفوضة جملة وتفصيلاًquot;، مشيراً إلى أن quot;هذا الموقف يعارض الشريعة الإسلامية ولا يعبر عن موقف أي منظمة إسلامية في أوروباquot;، على حد وصفه.
ووصف الزيات، ألماني من أصل مصري، في مقابلة أجرتها مع (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، بـquot;العجيبquot; ما تضمنه خطاب بن لادن، مؤكداً quot;هو كلام ليس في مكانه تماماً ويهدد الأمن والسلام في المجتمعات الأوروبية، ونحن مسلمو أوروبا جزءاً منهاquot;، على حد تعبيره.
وتابع الزيات quot;إن المبررات التي ساقها بن لادن لدعم حديثه غير مقبولة بالمرةquot;، وquot;لا نرضى بأي شكل من الأشكال أن يكون هناك تهديدات لسلامة المجتمعات التي نعيش فيهاquot; هنا في أوروبا.
وحول ردود الفعل المتوقعة بعد التسجيل الصوتي الجديد لزعيم تنظيم القاعدة، رأى رئيس التجمع الإسلامي في ألمانيا، أن quot;مثل هذا الخطاب قد يستدعي ردود فعل من قبل الحكومات الأوروبية، وتابع quot;هذا أمر طبيعي لأنهم يعتبرون أنفسهم مهددينquot;، وquot;هذا واقع خطير له تأثيرات سلبية على العلاقة بين المسلمين في أوروبا والسلطاتquot; في القارة.
وأعرب عن خشيته من أن تؤدي مثل هذه التصريحات التي أدلى بها بن لادن حول وقوف الفاتيكان وراء الرسوم المسيئة للنبي محمد، إلى تعزيز قناعة quot;فئات قليلة من مسلمي أوروباquot; بتبرير أعمال العنف والإرهاب، وهذا بدوره، حسب كلام الزيات، quot;سيؤدي إلى إجراءات سلبية من قبل السلطات الأوروبية ومزيداً من التضييق على المنظمات الإسلامية العاملة على الساحة الأوروبيةquot;، وفق تعبيره.
وأشار الزيات إلى أن في ألمانيا، مثلاً، بدء نقاش حول حق التنصت على الأئمة، وquot;مع أننا نرفض هذا التوجه بشكل كامل، لكني أرى أن له مبرراته بالنسبة للسلطات الألمانيةquot;، على حد تعبيره.
وحول تأثير خطاب بن لادن على الحوار الإسلامي ndash; المسيحي، أكد إبراهيم الزيات أن quot;عقلاء المسلمين، وهم كثر، كما العقلاء من الجانب المسيحي سوف يتمسكون بالحوار المشترك بين المسلمين والمسيحيينquot;، وجدد quot;الرفض الكاملquot; من قبل المسلمين quot;لتحريضاتquot; زعيم تنظيم القاعدة.
وختم الزيات كلامه بالتشديد على تمسك الجانب الإسلامي بالحوار، بالرغم من المشاكل التي اعترضته، على المستويات المختلفة، فـquot;سيستمر الحوار الإسلامي المسيحي رغم أنف كل من يحاول أن يعرقل هذه المسيرةquot;. ويذكر أن إبراهيم الزيات كان يشارك في ندوة نظمها في بروكسل اليوم كل من المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان واللجنة العربية لحقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
التعليقات