مهند سليمان من المنامة، الكويت:تشيع الكويت صباح اليوم، اميرها الرابع عشر الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي انتقل الى رحمته تعالى مساء اليوم عن 78 عاما بعد صراع طويل مع المرض. والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (1930-2008)، كان الابن الأكبر لحاكم الكويت الحادي عشر الشيخ عبدالله السالم الصباح. تلقى تعليمه في المدرسة المباركية. وقد أصبح أميرا على الكويت في 15 يناير 2006 وذلك بعد وفاة الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، وقد تم عزله عن الحكم من البرلمان الكويتي بسبب ظروفه الصحية في 24 يناير 2006 في أقصر مدة للإمارة في تاريخ الكويت. وكانت الهند آخر محطة للامير الراحل في اطار رحلاته العلاجية من مرض الزهايمر. وقد نعى منذ بعض الوقت الديوان الاميري الامير الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، يشار الى ان تلفزيوني quot;الوطنquot; وquot;الرايquot; كان قد اوردا الخبر قبل ان تؤكده مصادر رسمية.

وفي ما يلي نعي الديوان الاميري للامير الوالد كما بثته وكالة الانباء الكويتية- كونا:
بسم الله الرحمن الرحيم ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. صدق الله العظيم بيان من الديوان الاميري ينعى الديوان الاميري ببالغ الحزن والاسى الى الشعب الكويتي الوفي الامير الوالد صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي انتقل الى رحمة الله تعالى مساء اليوم .ولقد تحمل رحمه الله مسؤولياته الوطنية منذ مطلع شبابه وحملها بكل امانة واخلاص وخدم وطنه واهله طوال حياته ..وضحى من اجلهما فكسب المحبة والوفاء في قلوب مواطنيه جميعا.

هذا وسوف يشيع جثمانه الثرى الكريم في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم غد الاربعاء. رحم الله صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الابرار والصديقين وحسن اولئك رفيقا ..وانا لله وانا اليه راجعون. وكان الشيخ سعد عاد إلى الكويت بعد أن قضى رحلة علاج في الهند للتعافي من مرض الزهايمر الذي يعانيه قبل مدة طويلة. إلا أن الشيخ رجع من هذه الرحلة العلاجية متعبا وواهناً.

مجلس الوزراء يعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام ابتداء من يومالاربعاء
واصدر مجلس الوزراء الكويتي بيانا يعلن فيه الحداد الرسمي وفيما يلي نصه..

بسم الله الرحمن الرحيم quot;يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتيquot; صدق الله العظيم فقدت الكويت مساء اليوم رمزا من رموزها الوطنية البارزة الحاكم الرابع عشر لدولة الكويت سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي وافته المنية عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد معاناة مريرة مع المرض وبعد رحلة طويلة من العطاء المخلص لوطنه وابناء شعبه الكريم.

ويستذكر مجلس الوزراء بكل الاعتزاز والتقدير الاعمال الجليلة والتضحيات الكبيرة المشهودة التي قدمها سموه طيلة حياته رحمه الله فقد كان لسموه دور ايجابي مميز في مداولات المجلس التأسيسي في صياغة دستور دولة الكويت كما كان لسموه دور لاينسى في تطوير المؤسسات الامنية بوزارتي الدفاع والداخلية ودعمهما بكافة الادوات للقيام بمهامها في الحفاظ على سيادة البلاد وتعزيز الامن والاستقرار فيها.

كما كان سمو الامير الوالد عنصرا قويا لاخيه سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح طيب الله ثراهما الطاهر في النهوض في البلاد في مختلف مجالات التنمية وميادينها اثناء تولي سموه رئاسة مجلس الوزراء على مايزيد عن 25 عاما بذل فيها اقصى الجهود والتضحيات من اجل خدمة الوطن والمواطنين.

وقد عبر مجلس الوزراء عن عظيم التقدير والعرفان للدور البطولي المميز الذي قام به سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله اثناء فترة الاحتلال العراقي البغيض لدولة الكويت حيث واصل سموه مع اخوانه المخلصين الليل بالنهار من اجل عودة الحق الكويتي واعلاء كلمة الكويت واستعادة حريتها وسيادتها وكرامة شعبها الابي الى جانب قيادة عملية اعادة بناء واعمار الكويت التي تمت في فترة قياسية كانت محل تقدير واعجاب العالم اجمع.
وقد كان سمو الامير الوالد رحمه الله رجل دولة قدم الكثير لوطنه ولشعبه ولامته وكان رمزا للشجاعة والوفاء والاخلاص والخلق الرفيع وكان رمزا للعطاء والتضحية احب شعبه فاحبه شعبه رحم الله الفقيد الكبير برحمته الواسعة.

وازاء هذا المصاب الجلل يتقدم مجلس الوزراء بخالص التعزية والمواساة للشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما ومن ال الصباح الكرام والشعب الكويتي الكريم سائلين المولى العلي القدير ان يتغمد فقيد الكويت الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح برحمته الواسعة ورضوانه مع الابرار والصالحين وان ينعم عليه بجناته وان يلهم اهل الكويت جميعا الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

وتقديرا لهذا المصاب الاليم وبناءا على امر حضرة صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه فقد تقرر اعلان الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة ايام تنكس فيها الاعلام وتعطل فيها جميع الوزارات والجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات والعامة اعتبارا من يوم الاربعاء 9 جمادي الاولى 1429 ه الموافق 14 مايو 2008 مquot;.

ويعتبر رحيل الشيخ سعد حدثاً حزيناُ على الكويتيين ،الذين ينظرون إليه بشكل أبوي، ويجمعهم معه عدد كبير من الذكريات السعيدة والحزينة، أشهرها مرحلة غزو الكويت وتحريرها بعد ذلك ، حيث كان الشيخ سعد وليا للعهد آنذاك.

ويتذكر الكويتيون خصالا كثيرة للشيخ سعد. منها طريقته البسيطة في الحديث والتعامل مع الناس وشخصيته الطيبة والمحبة ، أما أهم المواقف التي يتذكرونها عنه، فهو موقفه من الغزو الكويتي ، ونشاطاته السياسية المستمرة حتى تحرير الكويت.

ومن المعروف أن الشيخ سعد هو من أصر على أمير الكويت آنذاك الشيخ الراحل صباح الأحمد حتى يغادر من الكويت لأنه كان يرى أن وصول القوات العراقية إلى الأمير يعني انهيار الروح المعنوية للشعب الكويتي. وقام الشيخ سعد بعمل مهم جدافي المرحلة الصعبة التي تلت تحرير الكويت ، حيث كان يواجه كما هائلا من المشاكل التي يتركها بلد تعرض للاحتلال والتدمير.

ويحظى الشيخ سعد بشعبية كبيرة واحترام كبير من قبل الشعب الكويتي ،لذا فإن أقسى الموقف العاطفية المحزنة التي مرت بالكويت هي مسألة عزله من قبل البرلمان الكويتي بسبب ظروفه الصحية غير المناسبة. وتعرف العالم إلى الشيخ الراحل سعد من خلال أحاديثه البسيطة واستقبالاته ،ونظراته الشاخصة ، ولم يدل الشيخ سعد إلا بالقليل من الكثير يختزنه لوسائل الإعلام.

تلقى الشيخ سعد تعليمه في مدرسة المباركية ،وفي مشارف العشرينات من عمره عين مديراً لدائرة الشرطة ،وأوفد بعد ذلك إلى انكلترا للالتحاق بمدرسة هندون العكسرية وذلك في عام 1951.تدرج بعد ذلك الشيخ في المناصب ومن أشهرها كان وصوله إلى وزير الداخلية . وشهدت فترة ولايته للعهد العديد من الانجازات والأحداث أبرزها ولاية مجلس التعاون الخليجي الذي تعتبر الكويت أحد أعضائه.

ولكن مرض الشيخ سعد جعله يقضي الكثير من الوقت في العلاج وابتعد كثيرا عن الكويت ولم يمارس مهام عمله كولي للعهد . وقبل أشهر قام الشيخ سعد بزيارة الهند في رحلة علاجية أخيرة ، ويبدو أنها كانت بالفعل الأخيرة ،فلم يمض أكثر من أسبوعين وحتى فارق الحياة. رحيل الشيخ سعد سيحزن الكثيرين وسيجد الكويتيون صوراً كثيرة في ذاكرتهم عن الشيخ يتصفحونها وهم يودعونه الوداع الأخير. الوداع الأخير الذي يليق بزعيم ورجل دولة.

البحرين اول دولة خليجية تعلن الحداد على وفاة الشيخ سعد
الى ذلك نعى الديوان الملكي البحريني المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وامر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة باعلان الحداد الرسمي في البحرين لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من يوم غد الاربعاء الموافق 14 مايو الجاري ، كما تعطل جميع وزارات المملكة واداراتها ومؤسساتها الحكومية يوما واحدا.

وجاء في بيان من ديوان رئيس الوزراء انه quot; مشاركة من مملكة البحرين للاشقاء في دولة الكويت بمصابها الجلل بوفاة المغفور له باذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وبتوجيه من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى فقد اصدر الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء قرارا جاء فيه : انه حدادا على روح الفقيد الراحل صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يعلن الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام في مملكة البحرين لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من يوم غدا كما تعطل جميع وزارات المملكة واداراتها ومؤسساتها الحكومية يوم غد الاربعاء الموافق 14 من مايو الجاريquot; .

وفيما يلي نص بيان الديوان الملكي البحريني :

بنفس راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره ، وبقلوب خاشعة مفعمة بالإيمان والرضى بما كتبه الله عز وجل وقسمه ، ينعي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها 0 وساهم في تطوير علاقات بلاده الاخوية الحميمه مع مختلف الدول العربية والاسلامية و كرس حياته في خدمة شعبه وأمته ودينه وخدمة الإنسانية ، وإذ تؤكد مملكة البحرين وقوفها إلى جانب دولة الكويت الشقيقة والشعب الكويتي الشقيق في هذه الظروف الأليمة لتستذكر بالعرفان والتقدير بصمات الفقيد الراحل في نهضة دولة الكويت وتطورها في كافة الميادين وبدوره في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوطيد أركانها.

إن مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً التي آلمها هذا المصاب الجسيم لتعرب عن خالص تعازيها وصادق مواساتها إلى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت والى صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ولي العهد صاحب السمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وإلى أسرة آل صباح الكرام وحكومة وشعب الكويت الشقيق ، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم الأسرة الحاكمه في دولة الكويت والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان.