تعقيدات توحي بوجود قطب مخفية وراء معارك وخلافات
يربطون في لبنان بين عرس إبنة الرئيس والحكومة
إيلي الحاج من بيروت: ربط بعض متابعي عملية ولادة الحكومة الجديدة في لبنان موعد إبصارها النور بعد تذليل العقبات الطارئة بموعد حفل زفاف إبنة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد ظهر الجمعة في المقر البطريركي في بكركي، والذي يليه حفل خاص في أحد منتجعات كسروان مساء. وبما أن سليمان يغادر لبنان إلى فرنسا صباح السبت للمشاركة في أعمال القمة الأورو المتوسطية إستنتجوا أن الحكومة يجب أن تعلن في الساعات المقبلة، كي يشارك لبنان في القمة من موقع طبيعي، فلا يكون رئيسه مفتقدًا حكومة في البلاد على الرغم من مرور أكثر من خمسة أسابيع على إنتخابه.
ورجح هؤلاء المتابعون أن يتراجع رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة عن موقفه الرافض لتوزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الإجتماعي علي قانصو الذي يصر عليه quot;حزب اللهquot; ويربط مشاركته في الحكومة به. إلا أن أوساطًا قيادية في quot;تيار المستقبلquot; استبعدت هذا الإحتمال، وتحدثت عن شريط فيديو لأحد مؤتمرات قانصو الصحافية عندما كان رئيساً للحزب السوري القومي، هدّد فيه رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري بالتصفية الجسدية على غرار ما حصل لوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهذا أمر لا يمكن تجاوزهquot;. وذكرت بدور الحزب المذكور في quot;الإعتداءات على أهالي بيروت في حوادث أيار/مايو الماضي، واضطلاعه بدور إحراق محطة تلفزيون quot;المستقبلquot; ونزع صور الرئيس الحريري في شوارع بيروت وإلصاق صور الرئيس السوري بشار الأسد بدلاً منها، وفسرت توزيره بأنه رغبة في إنزال إذلال بجمهور quot;المستقبلquot;.
وفي الموازاة يتراجع رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع، وفق المتابعين المتفائلين، عن اعتراضه على توزير النائب نعمة طعمة، عضو quot;اللقاء الديمقراطيquot; مجددًا، وإعطائه وزارة شؤون المهجرين التي يتولاها حاليًا.علمًا أن هذا الإعتراض الذي برره جعجع بضرورة إعطاء حصة أكبر لمسيحيي قوى 14 آذار الآخرين، أي حزبي الكتائب وquot;ألقواتquot; وquot;لقاء قرنة شهوانquot;، أثار استياء شديدًا لدى رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط، فطالب من قصر بعبدا بأن يكون التمثيل الوزاري نسبة إلى حجم الكتل النيابية في البرلمان، مما أطلق موجة من التحليلات والتكهنات باقتراب موعد تفكك تحالف quot;قوى 14 آذار/ مارسquot; مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية وميل جنبلاط إلى إجراء تغيير في تحالفاته الإنتخابية ربما مع إبقاء إرتباطه الوثيق بالنائب سعد الحريري وquot;تيار المستقبلquot; الذي يترأسه.
ويشكل الحريري صلة الوصل والتواصل الرئيسة بين جنبلاط وجعجع وعبره تمر علاقتهما، وعلى دوره وجهوده يتوقف حالياً مصير التحالف وتتحدد امكانات رأب الصدع وبدايات أزمة الثقة فيها، خصوصًا ان ما يجري يتجاوز في تداعياته علاقة جنبلاط جعجع ليطال مجمل وضع ١٤ آذار/ مارس. ويعزز مجمل هذه العقد التي برزت بعد حل ما سميquot; عقدةquot; النائب الجنرال ميشال عون إعتقادًا بأن وراء تأخر إعلان الحكومة قطبًا مخفية وأوراقًا مستترة، وبأن قيام الحكومة قبل السبت 12 تموز/ يوليو موعد ذهاب سليمان الى قمة باريس بات أصعب من السابق، خلافًا لآراء المتفائلين. وهذا التعثر في ولادة الحكومة يقابله المجتمع الدولي بأسف ويحد من زخم الدعم الخارجي، ولكن مفاعيله الداخلية تبقى الأهم في الانعكاسات السلبية على كل المستويات السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية، على نحو ما حدث في طرابلس من تجدد القتال ثم توقفها لأسباب غير محددة.
هذه التعقيدات المتراكمة والمتقاطعة دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى التهديد بموقف ndash; خطوة حاسمة إذا عاد سليمان من باريس الثلاثاء ولم تكن الحكومة قد اكتملت، وقالت مصادره إنه أطلع سليمان على هذه الخطوة التي قد تكون دعوة إلى حكومة محايدة وتخطي quot;إتفاق الدوحةquot; في بنده الحكومي الذي وزع الحصص على الأفرقاء.
وفي هذه الحال يمر العرس العائلي ويظل العرس الوطني معلقاً.
التعليقات