من أجل تأسيس حوار عالمي ينشر السلام بين الديانات المختلفة
رموز دينية عالمية تجتمع في مدريد الأربعاء
تركي العوين من الرياض: تحتضن العاصمة الإسبانية مدريد المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الأديان غدًا الأربعاء، في تظاهرة كبرى كان للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدور الرئيس في
كما تحمل دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسالة عالمية للتعايش الإنساني والإتفاق بين أتباع الديانات على مشروع حضاري للتعايش، وأن تكون الديانات السماوية سببًا في هداية البشرية. ويتوقع أن يؤطر المؤتمر لضوابط بين أصحاب الديانات بغية بلورة رؤية للتعايش الإنساني يكون فيها المعتقد الديني بريء من أي صراعات بشرية وأن محاولة إقحام الديانات في الأطماع والأهواء السياسية لن يكون مبررًا.
كما يعد المؤتمر بعالميته فرصة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وأتباعه ويطرح الإسلام ليس باعتباره عدوًا مخيفًا للحضارة الغربية، ولكن باعتباره دعوة عالمية تحمل رسالة عيش عادلة للإنسان وتدعو إلى التسامح، والتعاون وتقبل الآخر.
مشاركة واسعة:
وسيشهد مؤتمر مدريد مشاركة رموز دينية كبيرة تجتمع لتأسيس حوار عالمي ينشر السلام بين الديانات المختلفة، ودعيت حتى الآن أكثر من 300 شخصية عالمية لحضور مؤتمر مدريد يمثلون أتباع الرسالات السماوية والفلسفات المعتبرة ومسؤولي المراكز الثقافية الإسلامية ومراكز البحث ومنتديات الحوار العالمية من بينهم نائب الرئيس الأميركي السابق آل جور, البابا شنودة الثاني بطريرك الأقباط المصريين, القس ديزموند توتو من جنوب إفريقيا .
ومن أبرز الشخصيات الإسلامية المدعوة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي, الشيخ يوسف القرضاوي, أية الله محمد علي تسخيري ويعد المؤتمر العالمي للحوار في مدريد غير مسبوق يحمل رؤية عالمية تتعلق بالحوار ويجمع شخصيات دينية متميزة وشخصيات لها اهتمام بالفلسفات وسيسهم في استثمار هذه الشخصيات والمؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية في ما يتعلق بالحوار وإشاعته في المجتمعات حيث تم توجيه الدعوة إلى شخصيات عالمية ذات مركز ديني وثقافي وحضاري ومعنية بقضايا الحوار في العالم للمشاركة في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد
ويلقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة في حفل افتتاح مؤتمر حوار الأديان المقرر عقده في العاصمة الإسبانية الأربعاء المقبل. كما سيلقي الملك خوان كارلوس ملك مملكة اسبانيا كلمة في حفل الافتتاح الذي سيتم في قصر الباردو التاريخي . وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن حضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك خوان كارلوس افتتاح المؤتمر سيعزز من نجاح المؤتمر وأضافت ان دعوة العاهل السعودي إلى عقد مؤتمر حوار الأديان حظيت بترحيب كبير من جميع الأوساط الأوروبية التي أكدت بأن هذه الدعوة تعتبر الأولى من نوعها للحوار بين الأديان.
وتوقعت بأن يصدر بيان ختامي في نهاية المؤتمر يحدد الخطوات القادمة لتنفيذ ما جاء في ذلك البيان أو التوصيات. كما توقعت المصادر إمكانية إقامة منتدى سنوي للحوار بين الأديان يمكن بأن يتخذ من دولة تقع في حوض البحر الأبيض المتوسط مكانًا له.
محاور متعددة:
وسيناقش المؤتمر أربعة محاور، المحور الأول يأتي تحت عنوان 'الحوار وأصوله الدينية والحضارية'، ويناقش موضوع الحوار لدى أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الشرقية .
والمحور الثاني جاء تحت بند 'الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني'، ويتضمن مناقشة الحوار وتواصل الحضارات والثقافات، وأثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ . أما المحور الثالث فيقع تحت عنوان 'المشترك الإنساني في مجالات الحوار'، ويبحث الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر، وأهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد، وعلاقة الدين والأسرة في استقرار المجتمع، ومسؤولية الإنسانية في حماية البيئة .
أما المحور الرابع 'تقويم الحوار وتطويره'، فسيناقش مستقبل الحوار، وجهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته، ومهمة الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب
جهود استمرار حوار الأديان:
ويواجه حوار الأديان طريقًا طويلاً مليئًا بالصعوبات نتيجة النظريات الخاطئة التي تسببت في تصاعد الكراهية بين أتباع الديانات ولعل نظرية 'صراع الحضارات' الأبرز ما شكل عقبة في إيجاد أرضية ملائمة للتفاهم في وقته بل دفعت إلى انبثاق نظريات معاكسه تنتقدها وترد عليها, ويؤكد مراقبون أن طريق مؤتمر الحوار الدولي الأول بين الأديان سيكون طويلاً ومملوءًا بالصعوبات، إلا أنه يظل خطوة تستحق المسير والعناء من أجلها, والصعوبات التي تعترض سبل العيش المشترك القائم على لغة التفاهم والحوار الإيجابية بين أبناء الديانة الواحدة أو الديانات السماوية تعددت وتعددت مصادرها ولكنها تشترك في أمر واحد: خلق مناخات من عدم الاستقرار القائم على الشك في الآخر طوال الوقت.
وانطلقت قبل أيام في فندق اوديتوريوم مدريد الذي يحتضن المناسبة، ورشة عمل كبرى يعمل فيها نحو 150 شخصًا يمثلون الوفد السعودي المشارك، للإعداد والتجهيز للمؤتمر، من خلال لجان عدة، هي لجنة الاستقبال والتوديع، ولجنة الإسكان والبطاقات الإعلامية، ولجنة المقابلات الصحافية، ولجنة المرافقين، ولجنة المركز الإعلامي والترجمة. وفرت اللجان المنظمة طاقم ترجمة متخصصًا يعمل على ترجمة مشاركات المتحدثين بشكل فوري إلى أربع لغات، هي العربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية، فيما يتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 250 رجل دين وباحثًا وصحافيًا وكاتبًا من مختلف دول العالم.
ومن المنتظر أن يفتح المؤتمر العالمي للحوار، ملفات laquo;الحوارraquo; و laquo;القيم النبيلةraquo; و laquo;الأخلاقraquo; و laquo;المشترك الإنسانيraquo; و laquo;التعايش السلميraquo; بين الشعوب، فيما يتجنب الخوض في شؤون السياسة والصراعات الأممية والحضارية والدين. وبحسب المسؤولين في رابطة العالم الإسلامي، فإن التأكيد على أهمية الدين في المجتمعات الإنسانية، والنهوض بمستقبل الحوار بين أصحاب الديانات الإلهية والفلسفية، ومواجهة دعوات الصراع والصدام والمواقف المنافية للفطر والمثل الاجتماعية، هي الأهداف التي يرتكز عليها المؤتمر، وستكون محاور رئيسية للمتحدثين.
وتنطلق أولى جلسات المؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك إسبانيا خوان كارلوس، عند الساعة الواحدة ظهر الأربعاء، بكلمة للعاهلين السعودي والإسباني، ثم كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي.
ويختتم المؤتمر أعماله يوم الجمعة، بإعلان الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبدالرحمن الزيد للبيان الختامي، ثم يلقي رئيس المجلس البابوي للحوار الكاردينال جان لويس توران، كلمة ضيوف المؤتمر. ويأمل الكثير من المتابعين أن يتمكن عقلاء العالم من الإبحار بسفينة التعايش السلمي بين الشعوب إلى بر الأمان من خلال الالتفاف حول مبدأ واحد يجمع حوله شعوب الأرض وهو السلام .
التعليقات