صدمة وذهول في الشارع الرياضي السعودي:
أربعة أهداف أوكرانية عجلت بالرحيل وأبكت العيون..
انحدار في المستوى منذ سنوات يحتاج لحل جذري

أحمد عايض من جدة: على غير العادة نامت مدن السعودية هادئة دون ضجيج، على الرغم أنها تعيش هذه الأيام مطلع الإجازة الصيفية، والتي أعتاد السعوديون فيها السمر حتى صباح اليوم التالي، في تلك الليلة

لاعبو المنتتخب السعودي يحييون الجماهير بعد الهزيمة من أوكرانيا 0/4
كانت تعبيرات الوجه، وتقطيب الجبين، والتنهيدة في أقصى الصدر، والدموع التي ذرفها كثير من الشبان أبلغ تعبير، أنه الحزن العميق والجرح الذي لم يندمل عند الجماهير السعودية، منذ مونديال 98 في فرنسا، مرورا بمونديال كوريا واليابان 2002 التي حدثت فيها كارثة الـ8 أهداف الألمانية التي خلدها التاريخ الرياضي.

بالأمس خرجت الجماهير في وقت مبكر، تعبر عن تفاؤلها في أن يقدم المنتخب السعودي مستوى عال، أمام المنتخب الأوكراني، والأعلام تجوب الشوارع، وتزين مداخل المحلات وشرفات المنازل، ناهيك عن أصوات الأهازيج التي تمجد المنتخب، وترفع من هامته، لكن خاب أملها مع مطلع الشوط الأول عندما سجل أندري روسول هدف منتخب بلاده الأول من كرة quot;ميتةquot; ومن خطأ لمحمد نور لا يغتفر، لكنها حاولت أن تتماسك في أعصابها، على أمل أن يسجل لاعبو الأخضر هدف التعادل لكنها فوجئت بأن شباك مرمى مبروك زايد تلتهم الأهداف الأوكرانية الواحد يلو الأخر، خصوصا وانه ظهر في هذه المباراة في مستوى مهزوز على عكس ما كنا نتوقعه منه خصوصا وأنه يعتبر الحارس السعودي الأول في الوقت الراهن في الملاعب السعودية.

خط الدفاع لازال غائبا عن الصورة الحقيقية له، ولم يقوى عوده أما الهجوم الناري الأوكراني إذ أن المواجهات القوية الحقيقية كشفت quot;المستخبيquot; عند رضا تكر ورفاقه في الصفوف الخلفية، أم خط الوسط أجتهد كثيرا ولكن هيهات وأمامه مهاجم واحد خصوصا في الشوط الأول يتمثل في وجود ياسر القحطاني، لم يكن مدرب السعودية البرازيلي باكيتا مقنعا، وهو يحرك طاولته الصغيرة تارة يمينا وتارة يسارا.

الجماهير السعودية تتساءل بحرقة عن غياب الروح المعنوية عند اللاعبين، على رغم الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي وجدوه، وهو ما لم يظفر به لاعبو منتخب أخر من ألـ32 مشاركه في مونديال المانيا 2006، وتترقب بشغف تغيرات جذرية، تصحح الوضع إلى الأفضل، بل أن بعض الجماهير ذهبت وهي تقول:quot;سيطرد الاتحاد السعودي لكرة القدم البرازيلي باكيتا في نص أعتدنا عليه كثيرا أولا: إقالة المدرب باكيتا من منصبه، ثانيا: تشكيل لجنة من فلان وعلتان و... و... لدراسة أسباب المنتخبquot; لم تعد مثل تلك القرارات تجدي بل الأمر يحتاج إلى اهتمام ورعاية وحسن تصرف لإنقاذ الكرة السعودية من الانهيار الذي تعيشه منذ سنوات، فإخفاق المنتخب في المونديالين الماضيين، وكأس أسيا الأخيرة، وبطولة الخليج ، ناهيك عن كونه أكثر منتخب في العالم في جلب وتغيير المدربين، كلها دلائل أن المنتخب يسير في انحدار يحتاج إلى علاج شافي.

فرح أوكراني بالفوز
النقاد حذروا كثيرا في وقت مبكر من المديح الإعلامي الذي أثنى في كل صغيرة وكبيرة بمناسبة وبدون مناسبة، حتى بعض من بدأو يطرقون باب التحليل الرياضي على رغم أن خبرتهم بسيطة ويفتقدون للقراءات الفنية الصحيحة والناضجة.

لا أحد يمكنه أن يلوم الشاب عبدالله الذي راح في نوبة بكاء عارمة وحكم مباراة منتخبي السعودية وأوكرانيا ألإنجليزي غراهام بول ينهي المباراة بفوز quot;شيفاquot; ورفاقه، ولا أحد يمكنه أن يلوم أم رغد ألتي فضلت مشاهدة مباريات السعودية في مدينة جدة قادمة من أبها quot;جنوب السعوديةquot; إلى جانب أسرته حتى تشاركهم الفرحة لكن خاب أملها، وما ذنب الشبان الذين أحرقوا أنفسهم في التشجيع والمؤازرة ودعم منتخب بلادهم في سبيل رفعة شأنه الذي منحهم الكثير وأعطاهم المزيد والمزيد من الحب والخير الكثير .

يطالب كثير من النقاد حلول شافية وكافية في القريب العاجل، حتى تعود الكرة السعودية إلى توهجها، على أمل أن يقدموا مستوى جيد في مواجهتهم المقبلة والأخيرة أمام أسبانيا.

وكانت مباراة السعودية وأوكرانيا انتهت بأربعة أهداف لمصلحة المنافس وسجل اندري روسول (4) وسيرغي ريبروف (36) واندري شفتشنكو (46) وماكسيم كالينيتشينكو (84) .

إقرأ المزيد:

باكيتا يوضح أسباب الخسارة

تونس تتخلى عن فوز كان في متناولها أمام اسبانيا

خسارة فادحة للأخضر


حسرة كبيرة للاعبي الأخضر