حالاتوفاة.. والطب يحذر من انفعالات الجماهير
الأسر السعودية لازلت تعاني بعد الخسارة من أوكرانيا

أحمد عايض من جدة: لازالت الأسر السعودية تعيش مأساة الخسارة الفادحة التي مني بها منتخب بلادها أمام المنتخب الأوكراني بـ 4 أهداف دون مقابل، في أول صدمة حقيقية لأنصار الكرة السعودية، في مونديال المانيا 2006، هذه المقابلة بقدر ما كشفت وجه المستوى الحقيقي للمنتخب العربي المهزوم، والمجاملات السائدة داخل أسواره، بقدر ما تسببت في خلق حالات توتر ومشاكل داخل كثير من الأسر السعودية، بل أنها تسببت في موت أشخاص لا حول لهم ولا قوة، بينما كانوا يعكفون في رعاية أسرهم لكنه هذه الأسر وجت نفسها فجأة في مأتم.

لاعبو السعودية يحيون الجماهير بعد الخسارة امام اوكرانيا
ذلك حال ومصير ممن أبتلو بهوس كرة القدم وأصابتهم بأمراض العصر الحديث كالضغط والسكر، وبالأمس تسبب لاعبوا المنتخب السعودي عندما ولج مرماهم الهدف الثالث من أندريه شفشينكو في أزمة قلبية حادة،إثر ارتفاع عال في ضغط الدم، أودت بحياته في مدينة جازان (حسب ما أكدته جريدة الرياضي)، وكان الرجل يمني نفسه كثيرا بفوز منتخب بلاده على حساب مصلحة المنتخب الأوكراني، إثر المديح الإعلامي السعودي الذي أعطى الأخضر أكثر من حجمه الحقيقي في شكل لافت للأنظار.

وهو السيناريو نفسه حدث نهاية الأسبوع الماضي لشخص سعودي في المنطقة الشرقية من السعودية، عندما عادل لاعب منتخب تونس راضي الجعايدي النتيجة لمصلحة منتخب بلاده، في الثواني الأخيرة من الدقيقة الأخيرة في الوقت بدل الضائع، فلم يستطع الرجل أن يتمالك نفسه وهو يرى الكرة تهز شباك حارس المنتخب السعودي مبروك زايد، وما هي إلا ثواني حتى لقي مثواه الأخير.

وحتى لا نبالغ في تضخيم المشاكل التي أحدثتها خسارة المنتخب، إلا أنها بالكاد تسببت في مشاكل داخل عند بعض الأسر، وهو ما أكدته نسرين عبدالله وقالت: quot;من سوء حظي أن زوجي كان يتابع المباراة خارج المنزل برفقة أصدقاءه، وكان وعدنا أن يذهب بنا إلى حفلة زواج إحدى قريباتي وبعد نهاية المباراة، جواله ولم يحضر لنا، ومازلت أتصل عليه مرارا وتكرارا، حتى عاد وطال بينا جدال، لكن الله هداه أخيرا وأخذني إلى مكان الحفلة في وقت تأخرت فيه كثيرا على المعازيم.

مشجع سعودي مكلوم
وأكدت أم رغد أن زوجها كاد أن يتسبب في خلق أزمة نفسية لأبنتها الصغيرة، عندما نهرها بصوت صارخ، وهي تلعب في الصالون بعد ولوج هدف أوكرانيا الثاني، وراحت تبكي وترتعش خوفا، لولا أن تداركت الأمر سريعا وأخذتها إلى غرفة أخرى كي أهدئ من روعها، ثم أخذتها سريعا إلى ملاهي الأطفال كي أجعلها تنسى وأبعد عنها ذلك الخوف، لكن أسعدني زوجي، عندما ارتاحت أعصابه فيما، وحضر إلينا وفي يديه هدية قيمة لأبنتناquot;.

حتى الأطفال لم يسلموا من حمى المونديال، وعانوا من ويلاته فالطفلة يارا أحمد ضحكت من جملة quot;وش تعرفين يا حلوة عن كأس العالمquot; سرعان ما تحولت ضحكتها إلى علامات حزن ونبرة صوت خافتة قائلة quot; أنا ما أحب المونديال لأن بابا دائما يعصب علينا وعلى ماما، وغالبا ما يجلس معنا ويشاهد المباريات، أنه يفضل متابعتها مع أصدقائه، وعندما ينهزم المنتخب أسرع أن وأخواني إلى غرفنا ونغلق الباب حتى لا يعصب عليناquot; وأضافت قائلة: quot;أستاذ متى يفوز المنتخب؟ عشان بابا ما ينهزمquot;

بينما أكد الموظف في القطاع الخاص خالد صالح قائلا: quot; عملي على فترتين صباحية ومسائية، وفي يوم المباراة استأذنت من رئيس ورديتي، عن الفترة المسائية لكنه رفض وأصر علي بالحضور، خصوصا عندما علم بأنني سأتابع المباراة، وهددني بكتابة محضر غياب والخصم من راتبي ودخلنا في جدل كبير، وعلى رغم كل هذا وذاك لم يشعر اللاعبون بمعاناة الجماهير وخسروا اللقاء، ورحنا فيها، فهم استلموا مكافأتهم، بنما نحن كان الخصم من رواتبنا، واحتراق أعصبنا وارتفاع الضغط كان مصيرناquot; .

وحذرت الدكتورة مها رفيع من الانعكاسات السلبية الناجمة من هزيمة المنتخب أو الفريق المفضل لدى الشخص، وطالبت بضرورة عمل كنترول لكل فرد حتى يتمكن من ضبط أعصابه ونفسه، كون هذه الأنفلاتات تقود على ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكري، مما يترتب عليه مشاكل صحية خطيرة، ناهيك عن التصرفات العكسية التي يفعلها، أثناء المباراة أو بعد الخسارة مع زوجته وأبناءهquot;

لاعب سعودي مذهول بعد الخسارة
وأضافت quot;في المركز جاءتنا حالات كثيرة خلال السنوات الماضية بسبب الرياضة ومشاكلها والتعصب إليها منها حالات طلاق، وحالات ضرب، واللي تتدهور صحته بسبب ارتفاع السكري أو الضغط ، ومنهم من يدخل في إنفعلات وصراخ دائم بين الزوج والزوجة أو بين الأصدقاء أنفسهم وما إلى ذلك لكن بعضهم جيدا في تصرفاته فعندما ينهزم فريقه أو منتخب بلاده، فإنه يتحكم في أعصابه، ويضع كنترولا لتصرفاته، ومنهم من لا يقوى على ذلك ، فيدخل إلى غرفته ويغلق الباب إلى أن تهدأ أعصابه، ثم يخرج مرة أخرىquot;.

وأردفت quot; مثل هذه التصرفات غير عقلانية، التي لا حضناها على كثير من الأسر، وعلينا أن نكون منطقيين في تحليل الأمور ففي اعتقادي الشخصي أن وصول المنتخب السعودي إلى ألمانيا هو نجاح بحد ذاته، لبس تقليل في إمكانات المنتخب لكن هذا الوقع، فالأوروبيون محترفون في كرتهم وناضجين أكثر منا وحتى نصل إلى مستوياتهم وننافس بقوة علينا أن نعمل ليل نهار مثلهم وفق البرامج الأحترافية الصحيحة، وبالتالي علينا أن نكون منطقيين حتى لا نصطدم فيما بعدquot;

واستطردت quot; لا أعتقد أن الأعلام يتحمل كثيرا في تضخيم الأمور، فهو ينقل الصورة الحقيقية لتصريحات المدرب واللاعبين والمسئولين، ومن خلال ذلك يتناول أطروحاته وقضاياه إضافة إلى متابعة معسكراته، وعندما يثني في صفحاته فإنه من باب التفاؤل ورفع الروح المعنوية عند اللاعبينquot;.

إقرأ المزيد

مساءٌ كئيب على العرب

ذهول في الشارع السعودي

باكيتا يوضح أسباب الخسارة

تونس تتخلى عن فوز كان في متناولها أمام اسبانيا

خسارة فادحة للأخضر

حسرة كبيرة للاعبي الأخضر