في مباراة ماراثونية مليئة بالإثارة والفرصة الضائعة:
البرتغال تقهر الإنكليز وتتأهل للدور نصف النهائي

بهاء حمزة من دبي: اخيرا وبعد غياب استمر اربعين عاما عبر المنتخب البرتغالي الى الدور نصف النهائي للمونديال بعد تغلبه على انكلترا في امتع مباريات الدور ربع النهائي والتي تقاسم الفريقان السيطرة

الإنكليزي واين روني منطلقاً في إحدى الهجمات في المباراة
عليها.ومن المنتطر ان يلتقي البرتغاليون مع الفائز من لقاء البرازيل وفرنسا الذي سيجرى لاحقا،يوم الاربعاء المقبل في ميونيخ حيث ملعب ارينا الذي استضاف المباراة الافتتاحية.

وهكذا بلغت البرتغال الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في المانيا وتستمر حتى التاسع من تموز/يوليو الحالي بفوزها على انكلترا 3-1 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر) اليوم السبت في غيلسنكيرشن في الدور ربع النهائي.

وبهذه النتيجة يكون المنتخب البرتغالي قد ثأر من هزيمته المونديالية من خصمه الانكليزي حيث التقيا مرة واحدة في هذا المحفل الكروي في البطولة التي استضافتها انجلترا تحديدا عام 66 في الدور نصف النهائي وانتهى اللقاء انجليزيا بهدفين لهدف لتواصل انجلترا بعد ذلك طريقها الى تحقيق اللقب فيما يكتفي البرتغال بالمركز الثالث لاول واخر مرة في تاريخها قبل المونديال الحالي الذي يفترض ان تحتل احد مراكزه الاربعة الاولى حيث يتحدد ذلك على نتيجة لقائها المقبل امام أي من البرازيل او فرنسا وواصل سيطرته على الانجليز الذين لم يهزموه منذ بداية الالفية الثالثة حيث التقيا اربع مرات جاءت نتائجها كالتالي:
12-7-2000: فازت البرتغال 3-2 في ايندهوفن
7-9-2002: تعادلا 1-1 في برمنغهام
18-2-2004: تعادلا 1-1 في لوله
24-7-2004: تعادلا 2-2 (الوقت الاصلي 1-1) وفازت البرتغال بركلات الترجيح 6-5.

عناق بعد نهاية المباراة..
وبدات المباراة بنشاط انجليزي واضح خصوصا من الجهة اليمنى عن طريق الظهير العائد نيفيل والقائد بيكهام مع معاونة من هارجريفز الذي عاد لمكانه الاساسي كوسط مدافع ولاحت عدة فرص من بعيد لمنتخب الاسود الثلاثة لكنها لم تكتمل الى هجمات فعلية بسبب التركيز الدفاعي العالي من جانب مدافعي البرتغال ونجاحهم في مصادرة المساحات امام مهاجمي ولاعبي الوسط الانجليز، ولم تدخل البرتغال اجواء اللقاء الا بعد حوالي ثلث ساعة من بدايته حين استلم رونالدو العائد من اصابة كرة تقدم بها من الجهة اليسرى وسدد كرة قوية ارتطمت بالمدافعين.

وهدأ اللعب في الدقائق التالية على الجانب الانجليزي بعد ان عزز سكولاري التمركز الدفاعي في الجانب الايسر لفريقه بأن رمى بوتيت على تلك الناحية لدعم زميله نون فالينتي في مواجهة بيكهام ونيفيل كما نشط رونالدو خلف نيفيل ومر باكثر من كرة من هذا الجانب طارده فيها جيرارد مرة ولامبارد مرات ما دفع اريكسون لابقاء نيفيل في الخط الدفاعي للتصدي لرونالدو وهو ما خفف الضغط الهجومي على فالينتي وغب بيكهام طوال ما بقي من الشوط الاول عن الصورة تماما أي لاكثر من عشرين دقيقة لم يظهر فيها سوى خلال تنفيذ ركلة ركنية من اليسار انتهت باحتساب فاول على حدود المنطقة سدده بنفسه في الحائط ليكون اخر فرص الشوط الاول.

في المقابل حاول فيجو ورونالدو سحب فريقهما الى الامام وسنحت لفيجو اخطر فرصة برتغالية في الدقيقة الرابعة والثلاثين حين توغل من ناحية اليسار التي شهدت مولد كل الهجمات البرتغالية ومر من لامبارد ثم غمز الكرة في الزاوية البعيدة للحارس بول روبنسون مرت بجوار القائم. وعاد روبنسون ليمنح البرتغال فرصة جديدة حين اخفق في الامساك بضربة رأس ضعيفة وردها داخل منطقته لولا تدخل المدافعين الانجليز.

والحقيقة ان المباراة كشفت عن قصور خططي واضح من المدرب الذي حزم حقائبه بالفعل استعدادا للرحيل اريكسون حيث اصر على مواصلة اللعب بمهاجم واحد هو روني وهو في وضع لا لياقته ولا التحصينات الدفاعية الطبيعية في لقاءات ادوار الاقصائيات يسمحان له بتشكيل خطورة حقيقية على مرمى المنافسين بينما يحتفظ بكراوتش الى جانبه وكذا ثيو والكوت الذي لا يعرف احد لماذا اصر على اختياره والتضحية بمهاجم اكثر خبرة طالما انه لا ينوي اشراكه في أي مباراة.

كذلك كان من الواضح ان الواجبات التي كلف بها لامبارد في هذه البطولة لا تناسبه ما ادى الى ظهور اللاعب مثل التائه فلا دافع بشكل جيد ولا هاجم كما اعتاد ان يفعل.

في الشوط الثاني ورغم الافضلية الانجليزية في البداية الا ان روني اقدم على حماقة لا لزوم لها حين داس على المدافع البرتغالي بعدما عرقله فنال بطاقة حمراء كما اصيب بيكهام وخرج من الملعب ليصاب الفريق

ترقب انكليزي اثناء ركلات الترجيح
الانجليزي في مقتل وترتبك الصفوف دون ان يظهر البرتغاليون حرصا على استغلال تلك الفوضى.

والغريب ان المباراة انفتحت بعد ذلك وشهدت هجمات سريعة من الجانبين اغلبها من البرتغال لم تكتمل سوى القليل منها وبعضها لانجلترا في غاية الخطورة ومنها تسديدة للامبارد ارتدت من الحارس اعادها لينون بديل بيكهام ضعيفة. وعرضية من هارجريفز نجم المنتخب الانجليزي اليوم تخبطت في المدافعين قبل ان تتحول الى ركنية.

اما البرتغال فلاحت لها عدة فرص اخطرها عرضية من فيجو مرت من المهاجمين والمدافعين وابعدها الحارس الانجليزي باطراف اصابعه، فيما عدا ذلك طاشت اغلب التسديدات ووضح التعب على فيجو ورونالدو وفضل مانيش التسديد من كل كرة وصلت له سواء كانت متاحة للتسديد ام لا.

وفي الشوط الاضافي الاول واصل الفريقان لعبهما المفتوح ولاحت لكلا منهما اكثر ومن فرصة حقيقية للتهديف لكن تألق ريكارد حارس البرتغال ومدافعي انجلترا حال دون تحويلها الى اهداف، وقدم بيتر كراوتش افضل مباراة له مع المنتخب الانجليزي ليزيد من حرج اريكسون الذي بات مطالبا بتفسير اسباب استبعاده من المباريات الا للضرورة وتفضيل روني غير اللائق عليه.

ولم يختلف الوضع في الشوط الاضافي الثاني وان مال الانجليز الى الدفاع اكثر فيما واصل البرتغاليون سيطرتهم الميدانية دون خطورة حقيقية على المرمى الانجليزي حتى اطلق الحكم صافرة اللجوء الى ضربات المعاناة الترجيحية التي يتشائم منها الالنجليز لانهم لم يفوزا بها الا في مرات نادرة جدا.

وسجل للبرتغال رونالدو وبوستيجا ومانيش واضاع فونيش فيما اضاع لامبارد وجيرارد وكاراجر لانجلترا وسجل فقط هارجريفز نجم المباراة في الفريق الانجليزي.