نسرين عز الدين: يقفز احدهم من مكانه ويصرخquot; هناك لاعب إيطالي على أرض الملعبquot; ، فيرد الثاني منفعلا quot; لا بد انه يمثل كعادة الطليان quot; . ثم يحسم المخرج الجدل ويعيد quot;نطحة quot; زيدان . فيصرخ
الاول مجددا quot; هل رأيت ماذا فعل ذلك المتوحش زيدانquot; ، يعاجله الثاني بالردquot; لا بد انه شمته او نعته بالعربي الحقير او اي من الصفات العنصرية..او لعله وصفه بالإرهابيquot; ..زيدان لحظه نطحة اللاعب الإيطالي
ويدخل الحديث في جدل بيزينطي.. لا ينتهي مع انتهاء المباراة .
تعيدك جملة quot;لا بد انه وصفه بالعربي القذرquot; الى مباراة تونس واسبانيا ، حينها كاد المعلق على المباراة يقتل نفسه وهو يتمنى ان تتنتهي المباراة مباشرة بعد هدف تونس. تمني اشبعك بتكراره حتى بت تتمنى معه الامر ذاته وتقتنع معه ان الهدف اتى عن طريق الصدفة وانه لا مجال مطلقا لفوز quot;طبيعيquot; ..لانهم فريق عربي.
وكلمة عربي هنا قد تنطوي على عدة معاني اولها ان العرب غالبا ما يعانون من عقدة الدونية كلما تقابلوا مع فريق اجنبي.. وغالبا ما تأتي التعليقات لتمجد quot;فوزquot; الامة العربية والنصر التاريخي ما يعزز شعورك انت الاخر بالدونية ويجعلك على يقين بأن اي فوز لعربي هو نعمة من السماء . والمعنى الاخر الذي قد تحمله كلمة عربي هو ان هذه الهوية تفرض مستوى متواضع في التقنيات واللعب ما يناقض واقع انهم فرق تأهلت لكأس العالم وفرق يتم صرف الملايين لتأهيلها وتدريبها كما هي حال الفريق السعودي على الاقل.
زيدان عربي..لهذا نتجادل لكن زيدان ليس عربيا بكل ما للكلمة من معنى، هو فرنسي من اصل جزائري ، ولد في مارسيليا ومتزوج من إسبانيا..فأين العروبة في هذه التركيبة ؟
زيدان لم ينطح للمرة الاولى، فهو نطح اللاعب Jochen Kientz في مباراة اتحاد الأبطال للعام 2000/2001 وذلك عندما كان يلعب مع جوفينتوس ضد نادي هامبورغر اس فاو..فلماذا الاستغراب للنطحة الثانية؟
هنا تعود quot;عقدة العروبة quot; للبروز مرة اخرى ، فالتعاطف مع الاصل العربي لزيدان أشبه بتلك المحطة التلفزيونية التي quot;تنبشquot; التاريخ بحثا عن شخصيات لبنانية من اجل تمجيدها في الوقت الذي قد تكون هذه الشخصيات طوال حياتها لم تتعرف على quot;بلدهاquot; ولم تتفوه بكلمة عن جذورها العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص.
ما يجعل الموضوع برمته مهينا بشكل من الاشكال، ان تبحث وتمجد وتلتصق بمن لعله لم يرد ان ينتمي الى ما تنتمي اليه اصلا.
الموضوع برمته قد يكون في غاية البساطة، عربي يشجع الفريق الايطالي..وعربي اخر يشجع الفريق الفرنسي.
الاول فرح لخروج زيدان لانه لا يحب الفريق الفرنسي ، والثاني حزن لخروجه لانه لا يحب الفريق الايطالي.
يمكننا لمرة واحدة ان نحكم كمتفرجين لا ان نحشر انفسنا في ما لا دخل ولا علاقة لنا به اساسا حتى تصبح نصرة quot;عروبة quot; احدهم على quot;لا عروبة quot;اخر..
لا دخل للعروبة بنطحة زيدان.. هي مجرد نطحة لاعب فرنسي للاعب ايطالي.
- آخر تحديث :
التعليقات