لماذا لم يتآمر الخلجيون في كأس آسيا الرابعة عشرة؟


فهد سعود _ إيلاف: كان بعض العرب، ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة، منذ دخول اليهود إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، بعد تنفيذ وعد بلفور الشهير، بانتظار أن يشاهدوا مؤامرة عربية، ولكن بصبغه خليجية، في كأس آسيا الرابعة عشرة، وتحديداً في مباراة الإمارات وقطر يوم الإثنين.

فالفوز كان يكفي قطر للتأهل إلى الدور ربع النهائي، ولكن حماس وحيوية منتخب الإمارات، والتي غابت في مباراة فيتنام واليابان، ظهرت أمام أبناء الخليج، وتوجت ظهورها المميز بتحقيق أول فوز لها على حساب قطر، وحرمانه من التأهل، وبالتالي تأهل فيتنام إلى الدور ربع النهائي!.

الكثير اليوم انتقدوا المنتخب الإماراتي، الذي خرج من البطولة ndash;حسابيا- منذ الجولة الثانية، وكان يمكن له أن quot; يتساهلquot; في المباراة، وأن يلعب على الأقل بالفريق الرديف كاملا، حتى يتيح الفرصه للمنتخب القطري للتأهل للدور ربع النهائي من كأس آسيا، كإحدى الدول العربية والخليجية تحديداً، ولكن أبى quot; الأبيضquot; أن يهدي بطاقة التأهل لقطر، وحوّلها للمغمور quot; فيتنامquot;، وكأنه يرفض العودة إلى الخليج وحيداً، ويريد من من يسليه في طريق العودة.

أيضاً طالت موجات الانتقاد منتخب الأبيض الإماراتي، بعد مستواه الكبير الذي قدمه امام منتخب قطر، وفوزه بهدفين لهدف، حيث استغربوا غياب هذا المستوى أمام فيتنام واليابان، في الجولة الأولى والثانية، وقال أحد المحللين في حديث لإيلاف: نحن ضد التواطؤ وضد الممارسات التي لا تمت للرياضة بصله، ولكن كان يمكن لمنتخب الإمارات أن يلعب بحماس أقل، وأن يبعد كافة اللاعبين الأساسيين، وأن يترك الفرصة لقطر لتكمل المشوار في النهائيات. طالما قد خرج من المنافسة منذ الجولة السابقة.

وبالعوده إلى التاريخ، سنجد أن العرب اعتادوا على تكريس كل جهودهم لصناعة quot; نظرية المؤامرةquot;، وذلك لإثبات وتبرير كل الخسائر والهزائم التي تحيق بهم، ولكن مؤخراً، وتحديدا في كأس الخليج الأخيره في أبو ظبي مطلع العام الجاري، أصبح هناك مُنطلق حقيقي لهذا الموقف بعد أن ظهرت إلى السطح قصة على لسان المدافع الألماني السابق quot;هانس بريغلquot;، يوم كان يدرب البحرين في تلك البطولة، الذي اعترف بأن ألمانيا تحالفت في مؤامرة علنية مع النمسا لإخراج الجزائر من مونديال إسبانيا عام 1982، ورغم أنه نفى ذلك لاحقا إلا أن الجميع لم يعر تراجعه أي اهتمام.

وهذا ما جعل جميع الأعين تستدير في تعجب إلى هذا الحدث، حيث لم يكن الموقف مجرد تبرير أو عاده عربية مستهلكه كما جرت العادة، بل أصبح حقيقة علينا أن نواجهها بحيادية لأن العرب فعلا وفي هذا المقام قد وقعوا تحت دائرة الظلم خصوصاً وأن هذا الحدث ليس الأول من نوعه، ففي مونديال فرنسا عام 1998 تآمرت البرازيل مع النرويج لإخراج المنتخب المغربي من كأس العالم في حادثه أثارت استغراب الكثير من المتابعين والنقاد آنذاك.

والسؤال هنا: لماذا يستمر العرب في الركون إلى الحديث عن نظريات الغرب، وكيف أنهم وقعوا ضحايا لمؤامرات كثيرة أبعدتهم عن المشاركة في الكثير من المحافل الكروية، في وقت يمكنهم أن يتعاونوا ويكونوا نظرياتهم بأنفسهم؟

ويعود المحلل الرياضي ليضيف: مشكلة الصراع بين الجيران، أنه يختلف عن الصراع المعتاد بين المنتخبات البعيده عن بعضها، ففوز الجار على جاره يعتبر بطولة بحد ذاتها، وكان يمكن للإمارات أن تعطي الفوز لقطر بسهوله، ولكن لماذا؟
هذا هو السؤال . لماذا ؟

الجدير بالذكر أن منتخبات الإمارات وقطر وعمان ودعت بطولة كأس آسيا لكرة القدم رسميا، وتبقت منتخبات السعودية والبحرين تتصارع من أجل بلوغ الدور الثاني من البطولة، فيما تأهل رسميا كلا من اليابان وفيتنام والعراق واستراليا، بانتظار بقيت النتائج يوم الأربعاءالمقبل.