أخفى هويته العراقية آنذاك بسبب النظام السابق
مالك حسن فيوري أول لاعب عراقي يحترف في أوروبا
عبد الجبار العتابي من بغداد : يعتبر اللاعب (مالك حسن فيوري ) أول لاعب عراقي يحترف في أوروبا وأفريقيا، من خلال الأندية الفرنسية والبرتغالية
مالك فيوري مع المدرب اكرم سلمان |
ومن الطبيعي ألا يتصل به احد للعب للمنتخب الوطني العراقي لانه يحمل جواز سفر (لاجئ سياسي) في فرنسا، وهذا ما يرفضه النظام السابق ويعاقب عليه، ومن غير الممكن ان يجيء الى العراق ويلعب للعراق ولكنه كون اسمه في فرنسا والبرتغال ، وبعد سقوط النظام وكان حينها يلعب في فرنسا اتصل به والده على امل ان يمثل المنتخب الوطني العراقي الذي كان يعسكر في المانيا وقد ذهب إليه هناك وعرف نفسه للمدرب (ستانج) وبعد ان شارك في تدريبات الفريق دعاه ستانج ، ولكن الاتحاد العراقي لكرة القدم رفض استدعاء ستانج له وقال على لسان رئيسه حسين سعيد :( ان مالك لا يحمل الجنسية
وقد تم الاعتراض عن طريق عبدالخالق مسعود رئيس الوفد في المانيا الذي اتصل بحسين سعيد واخبره بذلك، فجاء رد حسين بالرفض وابلغ ستانج بذلك الذي لم يجد أبدًا من تنفيذ اوامر الاتحاد، وان كان يحق له ان يلعب مع المنتخب لانه عراقي واسمه عراقي واهله معروفون في العراق ويلعب في اوروبا كعراقي، فقد كان مضطرًا في الحصول على الجنسية الفرنسية ، وبعد سقوط النظام استطاع استعادة الجنسية العراقية من السفارة الموجودة في باريس (حاله حال اي مواطن عراقي) يحمل جنسيتين.
ولكن ظل ولاؤه الاهم للوطن الذي ولد فيه وعاش فيه احلى سنوات عمره، وكما قال (وهذه مجرد اوراق فانا عراقي اللقب والروح والانتماء فأبي عراقي وامي عراقية) فضلاً عن ذلك ان الاتحاد الدولي معترف به كلاعب عراقي وهو المرجعية الكروية النافذة في العالم ، وفي عام 2006 عاد الى العراق ، واتصلت انا شخصيًا بالكابتن اكرم سلمان مدرب المنتخب آنذاك ، وشرحت له حال اللاعب فطلب مني ان أأتي به اليه في المكان الذي يعسكر فيه المنتخب الوطني في تحضيراته لبطولة غربي اسيا في (فندق بابل) ببغداد ، وبالفعل ذهبنا الى هناك واثناء الوحدة التدريبية التقينا باكرم سلمان وقدم اللاعب مالك نفسه له، وشرح له تفاصيل رحلته كمحترف لمدة عشر سنوات في العديد من الاندية الفرنسية والبرتغالية قبل ان يحط به الرحال في دوري دولة (توغو) الافريقية ولعبه ضمن بطولة اندية افريقيا وكان هداف الفرق التي لعب بها وانه قد استفاد كثيرًا من معطيات اللعب في هذه الدوريات القوية من ناحية التكتيك والتكنيك وانه ما زال محافظًا على لياقته البدنية خلال
اثناء تمثيله لاحدى الفرق البولندية |
وقال: يشرفني ان امثل بلدي العراق وابذل خبرتي وجهودي في سبيل تحقيق نتائج جيدة وانا على استعداد تام لهذه المهمة وجاهز للمشاركة متى ما اقتنع المدرب بامكاناتي والتي انا على يقين انهــا سوف ترضيه لان الخبرة والمهارة اللتين اكتسبتهما من مشاركاتي لمدة عشر سنوات في الدوريات الاوربية واحتكاكي بلاعبين كبار سوف يكونان على مستوى يرضي المدرب.
لكن الغريب ان اللاعب في مساء ذات اليوم اتصل باكرم وابلغه رغبته بالسفر مع الفريق وليس بعده الى سورية من اجل التعرف على اللاعبين خلال رحلة السفر بالاضافة الى تواصله مع التدريبات التي يجريها في سورية ، ولكن اكرم تحجج بتذاكر السفر والحجوزات والطائرة التي سيسافر على متنها الوفد حيث لايوجد فيها مقعد خالي ، مع ذلك طلب منه مالك عنوان الفندق الذي سيسكن المنتخب فيه للذهاب اليه وايضًا لم يحصل على اجابة مفيدة وايقن مالك ان اكرم ابلغ الاتحاد بخطوته هذه وان الاتحاد قد رفض بناء على معلومات خاطئة ورغبة من رئيس الاتحاد لتأكيد رفضه الاول، وذهبت الفكرة ادراج الرياح وسافر مالك الى فرنسا ومن هناك التحق بأحد اندية الدرجة الاولى البولندية .
مالك حسن فيوري من مواليد بغداد عام 1975، والده اللاعب السابق حسن فيوري الذي هو غني عن التعريف ويعرفه العراقيون ، بدايته كانت مع نادي الامانة عام 1987 مع فريق البراعم ثم انتقل الى فريق القوة الجوية ليلعب مع شبابه لمدة سنة قبل ان يصعد للعب مع الفريق الاول وكان عمره آنذاك 17 عامًا.
وسافر مع الفريق الى هنغاريا في معسكر تدريبي اقيم هناك ، كما مثل منتخب بغداد لثلاث سنوات مع المدرب عامر جميل وبعد ذلك انتقل للعب مع نادي
يعرض قميصه مع احدى فرق توغو |
بعد ذلك رآه سمسار برتغالي وأخذه الى فريق درجة اولى هو (شافس) في شمالي البرتغال وتم اختباره وقبوله ووقع معه عقدًا، ثم لعب مع فريق (مونتولكر) لمدة موسم واحد وسجل له عشرين هدفًا، ثم جاءه عرض من فريق (اوستريل برايا) البرتغالي ولعب له لموسم واحد وكان معه فيه اللاعب (باولو فريرا) الذي هو الان لاعب منتخب البرتغال ونادي تشيلسي ثم عاد الى فرنسا ولعب مع فريق (شينه) لمدة سنتين ثم انتقل الى نادي (اكازالميه) في العاصمة التوغولية (توغو) ومثله لموسم واحد في بطولة الاندية الافريقية ولعب ضد فرق من غانا وساحل العاج وكينيا وهو اخر فريق لعب له ، قبل ان يعود الى بغداد ومن ثم الالتحاق بالنادي البولندي .
تلك هي الحقيقة نكتبها للتاريخ ومن اجل انصاف اللاعب مالك فيوري ، ولهذا فأن اللاعب نشأت اكرم يعد اللاعب العراقي الثاني في التاريخ الحديث الذي يحترف في اوروبا .
التعليقات