تألقوا رياضيًا... وتأرجحوا سينمائيًا 1 /3
نجوم الرياضة في مصر بين المستطيل الأخضر والشاشة السوداء
المايسترو ابن الذوات... نجم الشموع السوداء
جلال محمد جلال: اللعب تحت الأضواء الكاشفة... أم التصوير تحت إضاءات الكشافات... أيهما أكثر إبهارًا للنجوم... فأحد لا يستطيع أن ينكر الشهرة التي يتمتع بها لاعبو كرة القدم، كذلك ممثلو السينما فكلاهما بمثابة وجهان
صالح سليم في فيلم الشموع السوداء |
هذا هي حال بعض الرياضيين المصريين سوءًا الشباب او من جيل العمالقة كما يطلق عليهم، فالسينما المصرية مليئة بتلك النجوم من أصل رياضي، وبعضهم قد حقق نجاحات، وبعضهم الآخرأخفق في التجربة، وأكتفى بمبدأ شرف التجربة. ولعل النجم صالح سليم واحد من أبرز من دقوا باب النجومية و البعض يرى ان سليم لمع بل أضاء في فيلمه الشهير الدموع السوداء. ولم يكن فيلم الدموع السوداء التجربة الوحيدة للمايسترو، بل خاض عدة تجارب لكن تجربة الشموع أقرب إلى اذهان المشاهد العربي .
ولد صالح سليم يوم 11 أيلول/سبتمبر سنة 1930، وكان والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر حتى صار أكبر وأعظم دكتور تخدير في مصر .والسيدة والدة صالح من العائلة الهاشمية ووالدها من أشراف مكة الذي ترك أهلها وهاجروا إلى تركيا، ثم استقروا أخيرًا في مصر حيث تزوجت الدكتور سليم وأنجبوا ثلاثة أولاد ذكور صالح وعبد الوهاب وطارق.شجع الدكتور سليم على لعب كرة القدم، وكان عاملاً مهمًا جدًا في تألق صالح في هذه اللعبة. بينما والدة صالح كانت تفضل أن يلعب صالح التنس أو يمارس لعبة البولو (لعبة الأرستقراطيين وقد انقرضت في مصر )
وشب المايسترو في منزل مليء بالفن الرفيع، فكان والده يهوى العزف ،كذلك والدة صالح كانت تجيد العزف على البيانو كمعظم السيدات المنتميات إلى الطبقات الغنية . تأثر صالح بهذا الجو الرفيع المستوى،فترعرع يحب الموسيقى ويتذوق جميع ألوان وأصناف الفنون .بدأ يظهر حب صالح سليم لكرة القدم فيتلك السنوات المبكرة، سبع سنوات حيث كان يلعب الكرة مع أولاد الجيران في منطقة تحيطها مجموعة من بيوت البشوات في منطقة ميدان المساحة الآن. كان هناك محمود المحروش باشا و سليمان باشا السيد و أحمد عبد الفتاح باشا و حسنين باشا و عبد القادر باشا دياب و كامل باشا الوكيل وغيرهم.
رحلته الفنية
اجتذبت شهرة صالح وشعبيته المنتجين السينمائيين.. وكان أولهم صديقه المخرج عز الدين ذو الفقار بعد أن مثل فيلم السبع بنات، حيث اختاره لبطولة فيلم الشموع السوداء أمام نجاة الصغيرة .. بدلاً من صديقه عمر الشريف النجم
وقد تولى عز الدين تدريب صالح ثلاثة أشهر على التمثيل والإلقاء... ومع هذا ndash; وعلى الرغم من وسامته وانه فوتوجنيك- فانه لم ينجح لا في الشموع السوداء ولا في السبع بنات، أو الباب المفتوح.. والسبب الأول هو أنه في حياته العادية لا يعرف كيف يمثل.. ما في قلبه على وجهه، وعلى لسانه . وعلى الرغم من إصرار أصدقائه السينمائيين: عز الدين وصلاح ذو الفقار وفاتن حمامة واحمد رمزي وفريد شوقي وجمال الليثي على أن يعطي نفسه فرصة رابعة إلا أنه رفض.. خاصة بعد أن تجمعت لفيلم الباب المفتوح كل أسباب النجاح: القصة للأديبة لطيفة الزيات، والإخراج لبركات، والتصوير لوحيد فريد.. والبطلة سيدة الشاشة فاتن حمامة... ومع هذا لم ينجح هو.
وعن ذكرياتها عن المايسترو، تقول الفنانة نجاة : إنني لا أفشي سرًا إذا قلت أن صالح سليم كان يمتلك قوة جذب خفية تجعل كل من يحبه يصبح أهلاويًا من دون تردد وتفكير، وشخصية صالح سليم ساهمت بقوة في تأسيس شعبية النادي الأهلي الغفيرة هذاإلى جانب أهم صفاته النادرة كالتواضع الذي تمتع به وقالت نجاة انه برغم نجوميته التي فاقت مشاهير السينما يوم أن عرفته إلا أنني شعرت في أول لقاءاته بأنه إنسان عادي . .
وعن حياة المايسترو الفنية أكدت نجاة الصغيرة أنه ndash; من وجهة نظرها- ان سليم احتفظ بشخصيته الكاريزمية وهو ممثل ولاعب مشهور وعضو مجلس إدارة نشط ورئيس للنادي الأهلي الكبير وضربت مثالا على صحة كلامها قائلة: عندما علمت بأن الكابتن صالح سليم تم اختياره بناء على رغبته للقيام بدور أحمد وسمعت عن أصراره وعزيمته أمام الجميع على تحسين هذه الشخصة أعجبت بقوة شخصيته وثقته القوية بنفسه وأضافت: وعندما وقفت أمام عبقريته لحظة التصوير ولاحظته يواجه ظروفه الصعبة بإيمان وقوة وأحساس وقفز واضح نحو الحقيقة والصدق في سرد أحداث دوره وتجسيده له لم أصدق نفسي أنني أمام ممثل هادي أقوى في فكره وخبرته من المحترفين.. وأشارت نجاة الي أنه كان يمتاز بصفات نادرة خلال البروفات والتصوير منها الانضباط والدقة في الحضور المبكر والحرص على الأخذ بوجهات نظر الآخرين دون جدل، وكان عندما يتلقى التهاني من زملائه على نجاحه في أداء دوره يرد بتواضع شديد ويعلق قائلاً: فيه quot;أحسن من كده.. بس أنتم بتجاملونيquot; وكان يمتلك قدرة كبيرة في قراءة فكر أي شخصية ويتمتع بسرعة ملاحظة وذاكرة حية.
وفسرت نجاة الصغيرة سر حب الجماهير للمايسترو بأنه حب إلهي إلى جانب شخصيته المحبوبة جدًا لما بها من صفات نادرة منها الصدق والصراحة والوضوح وقول الحقيقة مهما كانت مرارة النتيجة وكان دقيقًا جدًا وفي الوقت نفسهمرحًا يحب كل شيء مبهج وهادئ، فمثلاً كان يعشق الموسيقى والاستماع الي الاصوات الجميلة في الغناء..
قالو عنه
لا كرامة لفنان في بلده .... احسان عبد القدوس
صالح.. كان لاعب الكرة الوحيد المثقف ..... ميمي الشربيني
نسيت الاتحاد السكندري بعد أول مقابلة لي مع صالح .... محمود عبد العزيز
عاش عظيمًا .. ومات عظيمًا .... المهندس إسماعيل عثمان
الفنانة الكبيرة أمينة رزق ..... كنت أمه أمام الكاميرا وكان ابني خلف الكواليس ...
موقف.. وشديد التمسك بالمبادئ ... د. كمال درويش
شخصية متكاملة وخلصني من الأحباط ... حمادة إمام
.
التعليقات