روح أفريقيا.. في الدوري المصري
جمال هليل

اليوم ننتقل من الفرحة الافريقية في غانا.. إلي الدوري المحلي في مصر. هذه النقلة كبيرة وصعبة جداً.. فإما ان تلعب الفرق المصرية في الدوري بروح quot;أفريقيةquot; وإما ان تعود ريما لعادتها القديمة.. وتلعب الأندية بطريقة quot;اعمل حيطة تعيش مستورquot;!!
فما قدمه منتخبنا خلال بطولة كأس الأمم في غانا كان نموذجاً يحتذي في كل شيء!! نموذج في الالتزام والعطاء والاخلاص. نموذج في الحب المتبادل ما بين الجهاز الفني واللاعبين.. كانت كأس الأمم نموذجاً يحتذي من خلال أداء فريقنا الرجولي. فاللعب بارادة الفوز وتحدي الكبار.. أثمر عن لقب هو الأعز والأجمل والأفضل في تاريخ الكرة المصرية.
أهم درس قدمه منتخبنا هو اللعب الهجومي المباشر بلا خوف أو رهبة من أسماء المنافسين فنحن نتفق علي ان اسم الكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار وغانا يهز أي فريق حتي ولو كانت الفرق العالمية الكبري مثل البرازيل والأرجنتين فما بالك بأسماء اللاعبين الأفارقة أصحاب المهارة العالية.. كل هؤلاء تساقطوا تحت أقدام لاعبينا وفزنا باللقب لنقدم درساً في اللعب والفن والمهارة والارادة والتحدي.
وهذه هي الروح التي نريدها في الدوري المحلي ابتداء من اليوم. نريد كل الأندية وهي تلعب للهجوم بلا رهبة.. وللفوز بدون خوف حتي ولو كانت تلعب أمام الأهلي والزمالك.. نريد ان تكون كل فرقنا أهلي وزمالك باللعب وفي الشعبية أيضاً نريد الدوري المصري في دوره الثاني علي أعلي مستوي وان تظل النتائج معلقة في القمة والقاع حتي نهاية الدوري فالجمال والمنافسة والاثارة ترتبط دائماً بقوة الصراع واستمراره حتي النهاية.. تماماً مثلما استمر الصراع المصري الافريقي في غانا حتي آخر دقيقة من البطولة فكان اللقب له طعم ألذ.. ألذ.. ألذ.

نقلا عن الجمهورية بتاريخ 20 فبراير 2008