على مسؤوليتي
عقدة الخواجا .....!!

يكتبها : مصطفى الآغا
[email protected]

مصطفى الآغا
لنعترف أننا جميعا ( تقريبا ) لدينا عقدة الخواجا ليس على المستوى الرياضي فقط بل في معظم نواحي حياتنا .... فكم سمعنا ونسمع يوميا ان فلانا ذهب لطبيب ألماني أو مشفى أوروبي أو إستقدم مهندسا اميركيا أو تعامل مع مصمم أزياء طلياني أو وضع أبنه في مدرسة فرنسية ؟؟؟ هذه العقدة كان من الطبيعي أن تندرج على النطاق الرياضي فصار المدرب القادم من خارج الحدود هو الأصل والمبتغى وبات المدرب الوطني أو العربي ( سد خانة ) في حالة إخفاق هذا الخواجا ...

ولنعترف أنه حتى لو جاءنا خواجا أصله عربي فلن نتعامل معه بالقدر نفسه من الإحترام والتبجيل ( وأحيانا الخوف ) من الخواجا صاحب الأصول الأصلية ... لهذا كانت مسيرة أبناء البلد مع المنتخبات الوطنية مسيرة متعثرة رغم أنهم أصحاب إنجازات ولا أريد أن أدخل في متاهة تعداد الاسماء لأن القائمة طويلة إن كانوا سعوديين أم عربا ....

وما دفعني لكتابة هذه المقالة ما تعرض له الخواجات روجيه لومير وهنري ميشيل مع منتخبي تونس والمغرب في كاس إمم أفريقيا من نقد ولوم وعتب ليس على النتائج فقط بل على أسلوب الحديث مع وسائل الإعلام والتهرب من المسؤولية وإلقاء كل اللوم على اللاعبين والدوري وحتى سوية المحترفين (الهابطة ) كما وصفها هنري ميشيل ....

في الوقت نفسه كان هناك مدرب عربي مصري هو حسن شحاتة يدخل المعمعة وسط أفيال ساحل العاج واسود الكاميرون ونجوم غانا السوداء ومحترفي غينيا السمراء وخرج منها كلها منتصرا متوجا بطلا للمرة الثانية على التوالي ومع هذا فهناك من ينتقص من قيمة المحلي ويستكثر راتب هذا المحلي ويبالغ في تهويل زيادات الراتب المطلوبة علما أنه لو كان أشقر الشعر ابيض السحنة ازرق العينين لما إستكثر عليه أحد كل ما يطلبه حتى لو كان لبن العصفور لأنه صاحب الإنجاز وجالب الفرح أما المحلي المسكين فكل طلباته عرضة للاخذ والرد والصد والعند والرخي والشد ؟؟؟؟

ايها السادة إمنحوا ابناءنا الفرصة كاملة ( غير منقوصة أو مشروطة ) وثقوا به ربع ثقتكم بالأجنبي ثم حاسبوه إن فشل ... رغم أن بيننا عشرات الخواجات الفاشلين ودائما ما نستعين بهم من جديد ولكم في كالديرون وباكيتا وماتشاالله وبيلاتشي وميتسو وبفستر وهنري ميشيل وروجيه لومير وجودار ودافيدوفيتش وكيروش وتروسييه و آخرون غيرهم أمثلة على ما أقول .. فهم فاشلون في مكان .. مطلوبون بشدة في أمكنة أخرى ؟؟؟