التليفزيون خارج القاهرة
عبدالرحمن فهمي
قرار مجلس الوزراء الأخير بنقل وزارة الاعلام واتحاد الاذاعة والتليفزيون الي مدينة الانتاج الاعلامي بضاحية 6 أكتوبر.. قرار تأخر ما يقرب من ربع قرن.
القصة تبدأ حينما فكر جمال عبد الناصر في أواخر الخمسينيات انشاء استاد القاهرة وادخال التليفزيون الي مصر.. وسافر الدكتور عبد القادر حاتم الي فرنسا لبحث امكانية ادخال التليفزيون عندنا.. في نفس الوقت تقرر اسناد عملية انشاء استاد القاهرة لألمانيا.
أبدي الدكتور حاتم اعجابه الشديد بمبني التليفزيون والاذاعة الفرنسي وخاصة موقعه علي نهر السين وفي الضفة الثانية من النهر برج ايفل الشهير.. فطلب من الحكومة الفرنسية اقامة نفس المبني وعلي ضفة النيل في مصر.. وقد كان.
اذا ذهبت الي باريس ستفاجأ بان نفس مبني التليفزيون المصري بنفس ادواره وشكله من الخارج- ستجده أمامك علي ضفه نهر السين.. واذا دخلت مبني التليفزيون الفرنسي فستزداد دهشة.. وكأنك تدخل مبني تليفزيون مصر.. نفس استديوهات الدراما في الدور الأرضي والدور الثاني مخصص لاستديوهات الاذاعة.. بنفس النظام بالضبط.. ولكن سبقتنا فرنسا كالعادة في انشاء ما سموه هناك quot;مدينة التليفزيونquot; وهو ما نسمية نحن quot;مدينة الانتاج الاعلاميquot;.. انشأت فرنسا هذه المدينة علي بعد اربعين كيلو من قلب باريس كان هذا في أول الثمانينيات.. ثم بنينا quot;مدينة الانتاج الإعلاميquot; بعد فرنسا بعدة سنوات طويلة.
وفي منتصف الثمانينيات رأت وزارة الاعلام الفرنسية ان مكان مبني التليفزيون علي ضفة نهر السين وامام برج ايفل لم يعد صالحاً البقاء به نظراً لازدحام وسط باريس ومشاكل المرور في هذه المنطقة بالذات فتقرر نقل وزارة الاعلام الفرنسية مع نشاط التليفزيون الفرنسي فقط الي quot;مدينة التليفزيونquot; الجديدة.. بعد ربط باريس بمدينة التليفزيون بشارع عريض كالحرير وهو ما نسميه عندنا - المحور- وما ادراك ما المحور!!
وعندما كنت في باريس في ذلك الوقت مصاحباً زوجتي المريضة وكان معنا في نفس المستشفي .. بل كانت الحجرات متلاصقة.. حيث ترقد ايضا المطربة الرائعة فايزه أحمد التي كان يقول عنها محمد عبدالوهاب ان الله اخذ من هنا واعطها هنا مشيراً الي رأسها ثم حنجرتها فقد كانت رحمها الله عصبية ولكن تملك حنجرة ذهبية وترقد في الحجرة التالية الممثلة خفيفة الظل quot;نبيلة السيدquot; وزوجها الملحن quot;حسن نشأتquot; ويرقد في الحجرة التالية أنور أحمد وكيل وزارة الثقافة الذي قام بدور مصطفي كامل في الفيلم الذي يحمل اسمه لشدة الشبه بينهما- وان كان أنور أحمد توفي بعد وصوله بأيام قليلة جداً.
وكان معنا في باريس أيضاً شريف الشوباشي مدير مكتب quot;الاهرامquot; يساعده الدكتور ضياء الدين رشوان المحرر بالاهرام الآن.. وحدث ان طلب التليفزيون الفرنسي استضافتنا مع الفنانتين فايزة ونبيلة السيد.. ذهبنا الي quot;مدينة التليفزيونquot; في دقائق!! شارع عريض وحرير!! فهل ستفعل حكومة الدكتور نظيف هذا الطريق العريض جداً!!.. ام سيستمر العذاب فيما يسمونه المحور!!
المبني الفرنسي القديم تم تخصيصه للاذاعة فقط.. واستديوهات الدراما اصبحت quot;للتوك شوquot; البرامج الكلامية مثل quot;البيت بيتكquot; مثلاً حتي لا يزعجوا الضيوف.. لقد تأخرنا أكثر من ربع قرن!! فهل نسرع الخطي؟!!
الجمهورية المصرية
التعليقات