ورقة عمل قدمها الكاتب بصفته عضواً في اللجنة التي كلفت بوضع نهج وزارة الثقافة في العهد الجديد !
المنهاج الثقافي
تتسنم وزارة الثقافة مهامها في العهد الجديد وأمامها ركام هائل من إرث ثقافة صنعها النظام السابق، على غرار حروبه وقمعه وحصاراته وفساده المادي والروحي ! وهذا يضعها أمام تحديات البحث عن الطرق والمهام الكبرى للبدء على الفور ببناء ثقافة جديدة تماماً تمتثل للحقيقة والجمال والخير وتقوم على الحرية والديمقراطية والاستقلال والتنوع والتعدد والقبول بالآخر وبرأيه مهما كان مختلفاً !
لعل أهم ما نحتاجه اليوم في خضم تزاحم الرؤى والمشاريع والأفكار هو التأكيد على أن مجتمعنا بجب أن يخرج من عزلته القسرية الطويلة التي فرضت عليه لأكثر من خمس وثلاثين سنة ويلتحق بعصر التنوير والتحديث والنهج العلمي.ويسعى للوصول لنظام إنتاج معرفي راسخ في دعائمه مرن في معاييره.
تدرك الوزارة أنها لا تستطيع النهوض بمهمتها هذه إلا بجهد مشترك متكامل مع المثقفين والمبدعين العراقيين المتطلعين لحياة جديدة، إن من ينتج الثقافة هم طليعة الشعب العاملة في مجال الفكر والفن متحملة معاناة الإبداع ومخاضاته المؤلمة، وسيكون دور الوزارة التشجيع والإسناد والسهر على حسن توزيع ثمار العقل والروح هذه لتشمل جميع شرائح شعبنا وفي مختلف أنحاء العراق !
تتحاشى الوزارة أي توجه أيدلوجي أحادي مغلق لثقافتنا آخذة بسمة العصر المتجلية بتعدد الثقافات وتعايش الرؤى والاتجاهات الفكرية أو تفاعلها بالحوار والتأثير المتبادل وبشكل بناء بعيداً عن الصراع والاحتراب، مؤكدة حق الاختيار وتكوين القناعات دون وصاية أو ضغوط، وفي زمن تتفجر فيه المعلومات وتتصاعد فيه موجات العولمة والانترنيت فإن بلدنا لن يكون بمنأى عنها لكن قدر تعلق الأمر بالوزارة ستحرص على أن يستفيد مجتمعنا من الجوانب الإيجابية والحسنة منها عاملة على وقاية مجتمعنا والنشأ الجديد من أية أضرار أو انحرافات خارجة عن الجوهر الحقيقي لأي تطور حضاري !
وستبذل جهدها على إشاعة ثقافة التسامح ونبذ أساليب الإقصاء والعزل والتعصب حيث ما أمكن ذلك، ساعية لتحقيق ثقافة حقوق الإنسان، خاصة حقه في العيش السعيد على أرضه وقدرته على التعبير عن رأيه وأفكاره التي ينبغي أن يكفلها له دستور متقدم دائم.
تحترم الوزارة حقيقة أن الدين الإسلامي يساهم في تكوين البناء الروحي والثقافي لمعظم الناس في بلادنا، تتعايش إلى جانبه بسلام ومحبة المسيحية والمندائية واليزيدية واليهودية وإن هذا التنوع الديني هو مصدر غنى وقوة لمجتمعنا وستعمل الوزارة على دعم البحوث والدراسات والحوارات والفنون التي تؤكد أن جوهر الأديان هو التسامح والحرص على الحياة والخير ورفض الظلم والتطرف والإرهاب.
وإذ يتكون مجتمعنا من العرب والكرد والتركمان والكلدوآشورين حيث لكل ثقافته وتراثه وأصالته فإن ثمة روحاً واحدة أصيلة تجمعهم على حب هذه الأرض ومنجزها التاريخي الإيجابي مما يلقي على الوزارة مسئولية رعاية ودعم ثقافة كل قومية أو جماعة على حدة والحفاظ على كل ما هو مشترك وأصيل بينها.ومن خلال ذلك تتأكد الهوية العراقية لثقافتنا.إن هويتنا الثقافية ليست متقوقعة أو منغلقة بل منفتحة ومتواصلة مع العالم.
وتقف ضد أية أفكار أو توجهات تتبرقع بما هو ثقافي لنفث سموم الفرقة الطائفية والقومية!
تقدر الوزارة قلق المثقفين والشعب على مصير بلادنا وتطلعهم لإنهاء الاحتلال واستعادة استقلالنا وسيادتنا الوطنية بأسرع وقت ممكن، وخشيتهم من الأعمال التخريبية التي تعيق إعادة بناء مرافقنا الحضارية والثقافية، إن الإرهابيين والمخربين لا يريدون شيئاً سوى العودة ببلادنا إلى كوابيس العهد السابق وظلماته، إن أولئك الذين يقتلون الأطفال والمدنيين العزل والمشتغلين في المنظمات الإنسانية هم أعداء لقيمنا الثقافية والروحية الأصيلة وتحصين ثقافتنا بوجه أفكارهم وشعاراتهم الزائفة هو ضمان لمستقبل ثقافتنا وأجيالنا القادمة !
ورغم الموقف المؤسف للكثير من المنظمات الثقافية الرسمية والمهنية العربية من قضية شعبنا، ومثقفيه في نضالهم الطويل والمرير ضد الحكم الدكتاتوري المباد، إلا أن الوزارة سوف تعمل على تواصل الجانب العربي من ثقافتنا العراقية مع المحيط الثقافي العربي وتعميقه بمختلف العلاقات النشاطات كما ستعمل على تطوير علاقاتها مع المنظمات الثقافية الدولية خاصة منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم لتحقيق تفاعل جيد لثقافتنا مع الثقافة الإنسانية.إن الوزارة إذ تسقط ما أنتج في ظل العهد المندثر من ثقافة مخزية تمجد الحروب والعنف والقمع وعبادة الفرد وتشيع أجواء الكراهية والزيف والقبح فإنها حريصة على التمسك بما أنتج إلى جانبها من ثقافة امتثلت قدر استطاعتها للقيم الإنسانية والجمالية، وأصبحت جزءاً من ترثنا الإبداعي، وهي ترى أن نهج الثقة والتفهم العميق هو الذي ينبغي أن يسود في تحليل ومراجعة ما تحقق من نتاج إبداعي وفني على مستوى الشعر والرواية القصة والمسرح والسينما والتشكيل والموسيقى والغناء والرقص في المرحلة القاسية السابقة، وينبغي أن نقف عند ما يعزز في المبدع العراقي روح الصمود والشجاعة لا روح الخنوع والذل !
كما إن ما حققه المبدعون العراقيون من نتاج ناضج أدبي أو فني في المنافي هو جزء من الثقافة العراقية ولا ينبغي أن يوضع في تعارض مع ثقافة الداخل، كما لا ينبغي أن تروج نظرة تعارض بين أهل الخارج وأهل الداخل في ثقافتنا، ومن الضروري تفهم مكونات الحالة الثقافية والاجتماعية السائدة مقترنة ليس فقط بظروف و ضغوط الفترة العصيبة السابقة، بل وبآفاق المستقبل !
وستعمل الوزارة على دعم ثقافة تغيير النظرة للمرأة ودعم الثقافة التي تنتجها أو التي تدعو لمساواتها بالرجل بالحقوق الإنسانية والقانونية، وتنشيط دورها البناء في المجتمع.
، وستعمل على الاهتمام بثقافة الطفل والحدث وحاجتهما لرعاية وثقافة خاصة. وتدعم نشر ثقافة البيئة والحفاظ عليها كحاضنة للتراث والجمال والإلهام!
تدعم الوزارة ضمن صلاحياتها تعزيز استقلال الإعلام عن أي تدخل حكومي وجعله إعلام الأصوات المتعددة وليس إعلام الصوت الواحد، وتتطلع إلى مواكبته في المستقبل بقنوات فضائية تلفزيونية وإذاعية تختص بحقول الثقافة وبما يسهم في تطوير السينما والمسرح والغناء والموسيقى وبرامج التراث والآثار والسياحة.
تريد الوزارة لثقافتنا أن تتفتح وتزدهر مغمورة بأكبر فيض من النور، مستندة على حقائق الإنسان والوجود والعلم والحداثة، متطلعة لأفقها البعيد دون أن تنقطع عن جذورها وأصالتها والمشرق من تراثها وتاريخها !
لذا ستكون كل النوافذ مشرعة أمامها للتواصل مع ذاتها في مختلف تقلباتها وأطوارها، متواصلة مع الثقافة العربية والإنسانية في جميع أرجاء العالم تأخذ منها وتعطي لها بما تتمكن، ناشرة بين الناس عطاءها الناضج، لا رقيب عليها غير عقلها المبدع وضميرها العادل.
نأمل أن لا تكون الوزارة في أهدافها وطموحها قد اشتطت في وهم أو خيال، أنها تدرك صعوبة السير بين الحطام والخرائب، وشحة الرصيد المالي مع تفاقم الديون التي تركها النظام المقبور لكنها ترى في حجم ثقافتنا الممتد طويلاً في الزمان والمكان، وفي الصفوف الطويلة لمثقفينا رصيدها الأكبر !
أن أهم ما ينبغي أن تقدمه وزارة الثقافة للثقافة هي أن تنقلها من ثقافة القوة إلى قوة الثقافة، وأن تكون حارسة لروحها التي ينبغي أن تقوم على قيم جديدة نوعياً تساعد الناس في بلادنا على بناء أنفسهم وحياتهم ووطنهم الذي أثقل بإرث من المشكلات العويصة وأثخن بالتشوهات والجراح العميقة ! ورغم الصعاب الكثيرة والقضايا الثقيلة المزمنة إلا أن قدرات شعبنا وصفوته من المثقفين والمبدعين كبيرة جداً، وقادرة على منازلتها، وصنع ثقافة متميزة في المنطقةوفي العالم !
الخطوات التنفيذية:
إن أهم ما ينبغي أن تركز الوزارة على تنفيذه وبأسرع وقت هو :
1 – مواصلة تطهير أجهزة الوزارة التنفيذية والإدارية من العناصر التي مارست أدواراً شائنة في الترويج لثقافة العهد المندثر بكل ما كانت تحويه من بشاعة وانحطاط.والعناصر الهزيلة والكسولة، وفتح مراكز ومواقع الوزارة للكفاءات الجيدة النظيفة والجادة في بناء ثقافة جديدة وناصعة في بلادنا !
2 – العمل على تحسين سلم الرواتب والمكافآت والحوافز، وتحسين ظروف حياة العاملين فيها وبما يتناسب ومهماتهم الصعبة وأوضاع مماثليهم في البلاد المجاورة والعالم.ويسهم في بناء مؤسسة جديرة ببناء وإدارة ثقافة عراقية متطورة.
3 - إنشاء مجلس استشاري، أو مجلس أعلى للثقافة من خبراء في شئون الثقافة والمثقفين يعنون في متابعة تنفيذ برنامج الوزارة الثقافي والعمل على تطويره واغنائه
4 – دعم النقابات والاتحادات الخاصة بالكتاب والأدباء والفنانين مادياً ومعنوياً وضمان استقلالها ونزاهة انتخابها وحمايتها من التدخلات الحزبية والحكومية.ودعوتها لمشاركة أكبر في البناء الثقافي.على صعيد الاستشارة أو المبادرة العملية.
5 – إيلاء الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين رعاية كافية بإصدار قوانين تمنحهم حقوقهم، وأشكالاً من التفرغ لمهماتهم الصعبة، والمساعدة في تأمين السكن اللائق لهم ومنحهم الجوائز التي يستحقونها، ومساعدتهم عبر السفرات الاستطلاعية أو الدراسة للوقوف على تجارب الشعوب والمجموعات الثقافية التي خرجت من نير النظم الفاشية والدكتاتورية كتجارب المثقفين الألمان والإيطاليين واليابانيين مثلاً.
6 -توسيع العلاقات الثقافية مع المنظمات والاتحادات العربية والعالمية وتعميق التبادل الثقافي والأدبي والفني معها.
7- العمل على تنشيط نشر كتب المؤلفين العراقيين وتنشيط الترجمة خاصة الكتب العلمية والفكرية، وتلك التي تعكس تجارب شعوب عانت من ويلات الدكتاتورية والحروب، وإصدار المجلات والدوريات المتنوعة والمتخصصة !
8 – تأهيل القطاع الأهلي لإحياء عملية النشر والإنتاج الثقافي المشترك وتنظيم خطوات الشروع بالعمل لتأسيس مجلس مشترك بين إداريي الوزارة وجماعة الناشرين.
9– الاهتمام بالرواية والمسرحية والشعر وفتح ورشات عمل لها واستعادة تقاليد اللقاءات والمهرجانات الثقافية وعلى أسس إبداعية نقية.
10- العمل على تخليص المسرح من الابتذال والتهافت التجاري، وإعادته إلى تقاليده الجادة وتراثه الأصيل الذي عرف به في أعوام الستينيات والسبعينيات.ودعمه ووتوسيعه في المحافظات وإقامة مهرجاناته النوعية.ورعاية العاملين به معنوياً ومادياً.
11 – دعم السينما وتهيئة مستوى معقول من مستلزمات الإنتاج وتأهيل السينمائيين الشباب بالدورات والزمالات لتعزيز خبراتهم وتطويرها والعمل على المدى المتوسط لإنشاء استوديوهات متطورة بالمال الخاص أو شراكة الدولة، والاستفادة من تجارب عربية وعالمية كالسينما المصرية والهندية والعالمية والاستعانة بخبرات خارجية والعمل على إنتاج أفلام تمجد نضالات الشعب ضد الدكتاتورية، وتفضح ممارساتها وتساعد الناس على فهم حقائق تاريخنا الحديث، مع أفلام ذات طبيعة إنسانية ودرامية.
12- الاهتمام بالفرقة السمفونية الوطنية.والفرقة الوطنية للرقص، ودعم الفرق الموسيقية الجادة والعمل بجد لتخليص الأغنية من أمراضها وابتذالها وجعجعتها العسكرية، وتحبيب الموسيقى للناس ونشر الموسيقى الجادة العالمية والعربية ودعم أسعار التسجيلات والأقراص المدمجة.
13- دعم النشاط الفلكلوري، وتنشيط دور الأزياء ومراكز الفن الفطري.
14- العناية بالمتحف الوطني والمتاحف الأخرى( خاصة الطبيعية والزراعية )والعمل على استعادة الآثار والتحف المسروقة ومساندة أعمال التنقيب وترميم الأماكن والمعالم الأثرية.
15- تطوير السياحة، وتوسيعها وتخليصها أجهزة وبرامجاً من مفاسد العهد المندثر، والاهتمام بالعتبات المقدسة وجعلها مراكز جذب ثقافي وروحي وإنساني.
16- الاهتمام بالفن التشكيلي ورعايته بإقامة المعارض والملتقيات العربية والعالمية.وتشجيع الكاليريات، ومكافحة الاتجار غير المشروع باللوحات والأعمال الفنية العمل على استعادة لوحات الفنانين العراقيين المسروقة، وإعادة بناء المتاحف الفنية المدمرة.
17– تتطلع الوزارة لمواكبة الإعلام المستقل بقنوات فضائية تلفزيونية وإذاعية تختص بحقول الثقافة وبما يسهم في تطوير السينما والمسرح والغناء والموسيقى وبرامج التراث والسياحة.
18– دعم تعميم ثقافة الإنترنيت و أستعمال الحاسوب خاصة من قبل الكتاب والمؤلفين والعمل على توفيره لهم بشكل جماعي، أو بشكل شخصي وبأسعار مناسبة.
19 – تعزيز دور دائرة الفنون ودعمها بالعناصر الكفوءة والنشيطة
20 – تأسيس هيئة أو مجلس للتراث العراقي يرعى ويكتشف البحوث والمعاهد والمنشورات التي تعني بحماية تراث الوطن الثقافي في مناطق العراق المختلفة.
21 – إنشاء بيت ثقافات العراق ليتخصص في درس وتحليل الثقافة العراقية المتراكمة ويمكن أن يسمى بيت الذاكرة العراقية، ويمكن أن تكون إحدى مهامه استعادة الكتب المخطوطة والوثائق التي نهبت من المكتبات أو بدائل عن أشرطة وتسجيلات الأغاني والمسلسلات والأفلام الوثائقية التي احترقت خلال الحرب الأخيرة.
22 – إقامة أسابيع متخصصة أسبوع للقراءة تشارك فيها الوزارة والاتحادات والورش للتمرس وإتقان معنى القراءة ودورها ويكون لثقافة الأطفال موقع أساسي في أنشطة القراءة.
23 – تشكيل لجنة خاصة من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي للعمل والتنسيق سوية على تخليص النصوص والكتب من ثقافة العهد المباد والقيام بفعاليات مشتركة لنشر الثقافة الجديدة.
24 – العمل على عودة المثقفين والمبدعين العراقيين المنفيين في الخارج وتسهيل سبل سفرهم
وسكنهم وعملهم في وطنهم والعمل على التعريف بنتاجهم ونشره وتكريم المستحقين منهم !
25 – السعي للاحتفاء بكبار السن من الأدباء والتشكيليين والمسرحيين والموسيقيين والمغنيين ومنحهم الجوائز والشهادات التقديرية.
26 – تحويل عدد من قصور المسئولين السابقين إلى قصور للثقافة، وإعدادها لفعاليات وعروض فنية خاصة أو كدور ضيافة لوفود أو شخصيات ثقافية زائرة.
27 – جعل الإشراف الثقافي على المكتبات العامة من اختصاص وزارة الثقافة.وتنظيم ذلك بلائحة خاصة بالتنسيق مع الإدارات المحلية.
28 – الاهتمام المتزايد بالثقافة الكردية والتركمانية من خلال تطوير دار الثقافة الكردية ومديرية الثقافة التركمانية وتأسيس مديرية للثقافة الكلدوآشورية، ونشر الكتب باللغة العربية عن آداب وثقافات هذه الشعوب وفتح المجالات الرحبة أمام أنشطتها الثقافية والأدبية والفنية.
29 – الاهتمام بالمواقع الأثرية وحمايتها من السرقة والتخريب، العناية بأعمال التنقيب وتنشيطها والحفاظ على الآثار المكتشفة وتصنيفها والعمل على استعادة الآثار المسروقة، وتطوير العمل في المتاحف، وتنظيم متاحف لنا تتجول في بلدان العالم تعرف بثقافتنا وتاريخنا.
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف
التعليقات