وأخيراً كشف الشيخ يوسف القرضاوي اللثام عن وجهه الحقيقي كأي إرهابي ملثم وأعلن نفسه كفقيه وداعية للإرهابيين دون أدنى خجل أو تردد بعد أن حاول لفترة طويلة خدع الناس والظهور بمظهر الاعتدال متمسحاً بالدين. القرضاوي يفتي بخطف المدنيين الأمركيين وقتلهم بدم بارد لقاء الفوز بالدارين، في سبيل "الدفاع" عن الشعب العراقي وإعلاء شأن الإسلام والمسلمين ورفع مكانتهم بين الأمم!!. بالنسبة لنا كعراقيين، لم نفاجأ بفتوى داعية الإرهاب فهو المرشد الديني لقناة الجزيرة القطرية، التي يسميها العراقيون بحق (فضائية الملثمين) التي تجهد ليل نهار في تشجيع الإرهاب في العراق. القرضاوي الذي رشحه حزب الأخوان المسلمين في مصر لرئاسته فرفض، ربما لكي لا يحمِّل الحزب مسؤولية إصدار الفتاوى الدموية وليستغل الدين بحرية تامة في خدمة السياسة والمال كما يشاء.
لقد أعلن القرضاوي فتواه بقتل المدنيين الأمريكان في العراق بمنتهى الصراحة في مؤتمر صحفي عقده في مقر نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة في الأسبوع الماضي، دون أي تمييز بينهم وعلى الشبهة. وقال الشيخ بالنص: «ان كل الاميركيين في العراق محاربون لا فرق بين مدني وعسكري ويجب قتالهم لأن المدني الاميركي جاء العراق لخدمة الاحتلال». وأضاف بشكل لا يقبل أي غموض أو تأويل: « أ ن خطف الاميركيين وقتلهم في العراق واجب»!! أي فرض عين على كل مسلم ومسلمة!! وقد أيده في ذلك عدد من شيوخ الأزهر الشريف. وقد استغربت من الكاتب التنويري الأستاذ هاشم صالح أن يصنف الشيخ يوسف القرضاوي ضمن قائمة رجال الدين المعتدلين (الشرق الأوسط، 4/9/2004).
الغريب والعجيب أن القرضاوي يصدر فتاوى القتل ضد الأمريكان، جنوداً ومدنيين، في العراق فقط، وليس الأمريكان في مصر أو في الكويت أو قطر أو أي مكان آخر من العالم، وهو (القرضاوي) يقيم في بيت مجهز بكل أسباب الراحة والترف في قطر، ويعمل لصالح قناة الجزيرة التي لا تبعد إلا بضعة مئات من الأمتار عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم خارج أمريكا. ليس هذا فحسب، وإنما يقوم الشيخ بزيارة لندن، عاصمة بريطانيا العظمى، الحليفة الكبرى لأمريكا، والتي ساهمت في "احتلال" العراق ويستقبل من قبل أمين عاصمتها (كِن ليفينكستون) استقبال الأبطال في عناق ودي حار وأمام الكاميرات التلفزيونية. فكيف نفسر هذه الظاهرة السيريالية؟
التفسير هو كما قدمه لنا الدكتور شاكر النابلسي في إيلاف ".. أن القرضاوي لم يشمل في فتواه الأخيرة الجنود والمدنيين البريطانيين لأن بريطانيا هي المنفذ الوحيد الآن للقرضاوي إلى الغرب، وزيارة الغرب، ومخاطبة الغرب، بعد أن أحرق جسوره مع فرنسا نتيجة لموقفه السلبي من الحجاب الذي منعه شيراك؟ ". وأضيف سبباً آخر إلى ما ذكره الدكتور النابلسي وهو أن القرضاوي له ابنتان تدرسان في بريطانيا. ففقهاء الدم يرسلون أبناءهم للدراسة في بلدان "الكفار" ويحرضون أبناء غيرهم للإرهاب والأعمال الإنتحارية في سبيل الوطن والإسلام. ومن هنا افتضح نفاق الشيخ، وإلا فإذا كان الأمريكان غزاة وظالمون للشعب العراقي ومخالف للشريعة الإسلامية، كما يدعي، فالفتوى ذاتها يجب أن تطبق على الجنود والمدنيين البريطانيين وغيرهم من القوات الدولية المتواجدة في العراق وغير العراق. ولكنه النفاق والمصالح الشخصية ليس إلا.
وسؤالنا لفقيه الدم والإرهاب، القرضاوي ومؤيديه من شيوخ الأزهر هو: هل أنتم أعرف بمصالح الشعب العراقي من العراقيين أنفسهم؟ أما سمعتم المثل العربي: (أهل مكة أدرى بشعابها)؟. فمن الذي سمح لكم بفرض الوصاية على الشعب العراقي؟ إن فقهاء الدم بإصدارهم فتاوى الإرهاب ودعمهم للإرهابيين قد حولوا الفكر الإسلامي إلى آيديولوجية للإرهاب. وبذلك فقد ألحقوا أشد الضرر بالمسلمين وبالإسلام والفكري الإسلامي وسمعته في العالم. ففي الوقت الذي تأتي مصائبنا من العرب، من فقهائهم ووسائل إعلامهم وإرهابهم، فهاهم أربعة من أكبر فقهاء العراق وعلى رأسهم المجتهد الأكبر، آية الله العظمى السيد علي السيستاني، قد أصدروا فتوى، تماماً على الضد من فتوى الإرهابي يوسف القرضاوي، يدعون فيها الشعب العراقي بعدم مقاومة القوات الدولية في العراق. فهل أنتم أدرى وأعلم بما يجري في العراق وأكثر حرصاً على مصلحة شعبنا من الفقهاء العراقيين؟
أيها القرضاويون والزرقاويون الدمويون اخرسوا وارفعوا أيديكم عن شعبنا.
التعليقات