ما يميز الصحافي الذي يحلم بتحقيق مهنة محترمة كثرة علاقاته مع الشخصيات السياسية وهذه العلاقات انما تفتح له أبواباً كبيرة نحو تسلق درجات عالية في مهنة الصحافة. ومنذ ان بدأت تعلم اصول الصحافة في الجامعة اللبنانية شدني شخص الرفيق الحريري كثيراً لهدوئه واتزانه وعدم استعماله النبرات القاسية حتى عندما كانت توجه اليه اقسى العبارات، وقد أكون قد اختلفت مرات كثيرة مع تطلعاته السياسية من معارض الى موال الا انني كنت دائماً امني النفس باجراء مقابلة معه. دخلت معترك المهنة الصحافية وفوجئت لسنوات عدة ان اجراء مقابلة مع شخصية كبيرة يتطلب اسماً لامعاً وواسطة هي زاد اللبناني في هذا البلد وان من يحيط بهذه الشخصية انما يتخذ لنفسه حق التلاعب بالصحافيين فيقبل هذا ويرفض ذاك بحسب اسم الصحافي واسم الصحيفة التي يعمل فيها، لكنني لم اتخل عن حلمي بمقابلة الحريري ولو بدا هذا الحلم في كثير من الأحيان بعيد المنال.
منذ عام تقريباً طلب مني احد الصحافيين الكبار ان اكتب اسئلة توجه للرئيس الحريري خصوصاً وان من سيتولى طرح الأسئلة ليس لبنانياً وبالتالي غير ملم بالقضايا اللبنانية الحساسة.
كانت اسئلتي لكنها تطرح من شخص آخر أحسست يومها ان الخطوة التالية التي سأقوم بها هي تحدي كل العوائق التي تحيط بالشخصيات الكبيرة والتي ترفض ان تتطرح الأسماء غير المعروفة كثيراً مقابلات صحافية.
لكن الرئيس رفيق الحريري ترك منصبه كرئيس للحكومة اللبنانية ولفترة طويلة لم يأخذ موقفاً ثابتاً من الموالاة والمعارضة.
الى ان كان يوم السبت الماضي كنت مع صديق لي في الموقع المحدد حيث اغتيل الرئيس الحريري اخبره انني اتصلت لاجراء مقابلة مع الرئيس رفيق الحريري وسيدرسون الموضوع كنت فرحة للغاية وفرحي بقدر الحلم الذي رافقني لسنوات طوال لكن الأحلام في لبنان تغتال من موقعها كما يسحق الموت اللئيم أجمل الأماني.... ربما في زمن آخر وفي مكان آخر يتحقق حلمي واقابل الرئيس الحريري.

[email protected]