لولا ولولا، ثم لولا بيانات الطعنة النجلاء لنامت المتحدثة الرسمية الأردنية المحامية أسمى خضر لسنين تأتي، ولا "من حس ولا من درى" عن أولئك المتأبطين شراَ بالعراق وشعب العراق ممن يخيفهم خيط الفجر من الخفافيش،، لينتحروا أمام قلعة المجد بغداد. لقد قلنا وقالها معنا كثيرون "لولا الله وعبد الله وأجداد عبد الله" لانهارت دُشم ودُمرت كيانات ما دام المتحدثون في "هذه الحالة وعلى هذه الشاكلة غير البريئة وغير المبررة من النسيان أو لحس التصريحات"، ونعتقد أن الأمس القريب لم تنقشع خطاياه بعد حين نستذكر الزفة تلو الزفة في شوارع عمّان سادرة في غيّها دعما للقائد الضرورة،، ولازالت شعارات وهتافات بُحت لها الحناجر تدوي في الأصداء "إلى الأمام .. إلى الأمام،، من الخفجي للدمام"".

لا يمكن لبلد مثل الأردن عليه دور ومسؤوليات تجاه نفسه ولمن حوله أن تصل به الأمور إلى هذا الدرك الأسفل من التراخي في الحزم والحسم،، ولا يمكن إعفاء أي مسؤول مهما ارتفعت وظيفته في الحكومة ،، سواء في الجهاز التنفيذي أو الأمني أو في الجسم البرلماني والنقابي والحزبي والصحفي من التبعات التي ارتكبت بحق الوطن الذي ليس هو تصريحات تُبث وتُكتب وتُنسى وتُشطب من ذاكرة قائليها ومتلقيها في اليوم التالي.

الوجع العراقي هو ذات الوجع الأردني سواء بسواء،، ولكن مفجوعين بالخيبة على الساحة الأردنية لا يرعون عهدا ولا ذمة على ما يبدو وبالتالي لا يرعوون "ولا زالوا يروون سحنة صدام على وجه القمر المضيء منذ غزوه المنكر واغتياله لبلد عربي جار حالمين بعودة مظفرة لاستكمال حلقات التنكيل". ويصدق المثل القائل "جاء يكحلها فعماها"، وإلا فما معنى أن "يستهجن المتحدث الرسمي (وزيرة الثقافة) أسمى خضر ما قالت أنه بيانات "نسبت" إلى المرجع الشيعي آية الله السيستاني والى رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية عبد العزيز الحكيم تضمنت إساءات إلى الأردن (الرسمي وغير الرسمي) جراء أحداث إرهابية وقعت في العراق مؤخرا؟.

ولعلنا هنا نشير إلى أن "حفل العرس الاستشهادي الذي أقيم في السلط "تحت نظر (الناطق الوزيرة) يشكل بادرة خطيرة جلّ نظيرها، ولا يفيد خضر "التي واضح كان تلعثمها في مؤتمرها الصحافي " قولها "إن إقامة بيت عزاء لأحد المواطنين الأردنيين المتهمين بالقيام بعمل انتحاري في العراق ليس موقفا رسميا أردنيا ولا يعني أن الحكومة الأردنية توافق على أي مساس بالأمن في العراق الشقيق" لا يعفي الحكومة وأجهزة الأمن من مسؤولياتهم بحال، كما ورد في متن الدستور الذي يأوون إليه لمصالحهم الخاصة كلما ادلهمت على مناصبهم ومكاسبهم الخطوب، وليس الملك الهاشمي مضطر في كل حين القيام بمهمات "تنظيف خطايا أركان حكومته،، مبادرا للاستفسار بنفسه من جريدة الغد عن ما نشرته من تقارير عن ما جرى في مدينة السّلط؟". وبالتأكيد لم تكن زيارة الملك "عادية أو اعتيادية".

والغريب أن وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة (المحامية) أسمى خضر أيضا تجادل في صدقية بيانات أهل العراق حيث تقول "سواء كانت البيانات صحيحة أو منسوبة بشكل خاطئ إلى هاتين الجهتين، فإنها قائمة على فهم خاطئ للموقف الأردني وتتضمن إساءات لا مبرر لها للحكومة وللشعب الأردني"، وإذا كان لكل مقام مقال "فإن الحقيقة التي كان على الوزيرة معرفتها هي أن البيانات كلها صادقة، وهي موجودة على مواقع الشبكة العنكبوت ومنشورة في صحف العراق وموزعة على أكبر نطاق عالمي"، وهذه ليست مسؤولية العراقيين تأكيد صدقها أو أنها نسبت إليهم "فهناك في العراق الجديد رواد صدق، والرائد لا يكذب أهل".

مشكلة البعض من حكومات وأفراد أنهم لا يتحركون إلا بعد أن تكون "الفأس وقعت في الرأس وأدمته" وهذه ميزة العاجز المتخاذل من أصحاب الّلاموقف ممن تعودوا المواقف المواربة،، نعم صحيح أن الحكومة الأردنية أكدت غير مرة إدانتها واستنكارها لكل أشكال الإرهاب وللأفعال الإجرامية التي يقوم بها الإرهابيون في العراق الشقيق ..لاسيما استهداف المدنيين الآمنين .،، وصحيح أيضا أن الحديث عن الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي في هذا الشان كونه مواطن أردني، فهذا الإرهابي محكوم عليه بالإعدام ومطلوب للقضاء الأردني بعدة تهم جراء قيامه بأعمال إرهابية ضد الأردن قبل أي بلد أو طرف آخر. .

لكن في المسألة قولان ومنزلة بين المنزلتين حسب ما قال بعض الفقهاء من أهل الشريعة والشرائع، فالقول الفصل في مسألة حازمة كهذه لا تحتمل أن نرى نصف الكأس فارغا بعد أن شربنا نصفه من حيث لا نحتسب! وإذ ندرك أن تغطي صفحات الصحف الأردنية اليومية الأربع عشرات أو مئات النعوات "للشهداء من انتحاريي فلسطين" و"صحتين على قلب ميزانيات تلك الصحف التي لم تتبرع بها لذوي أولئك القتلى"، فإن الذي لا يمكن إدراكه أو تخيله بحال من الأحوال "هو أن تنهمر التعازي والنعوات مدرارا لمنتحري المدن العراقية الآمنة"، حتى وكأن العراق سدّ الأردن الشرقي المنيع وقت العسرة ما هو إلا قطعة من جهنم أو مشطوب من خريطة متظاهري آب 1990 الذين أسقطوا من حسابهم وجود العرش وبهائه وهيبة الدولة وكبريائها اصطفافا لمغامرات عصابات البعث وحانات عدي وقصي.

بالتأكيد لا يوجد على الأرض الأردنية صاحب ذمة ووجدان وانتماء لعقيدة حقيقية ودين حنيف وأصالة وضمير حي وخلق وكبرياء كان يرضى بفعلة صدام الذي كان أيضا يخطط لضم المحافظة التاسعة عشرة (الأردن الصغير المحتاج الذي سهُل احتلاله وصار القرار فيه لسبعاوي وبرزان والمافيا غير طيبة الذكر إياها تحت يافطات لشركات وهمية" ولم يكن أي من هؤلاء يرضى لعلم بلده أن يداس ويهان وتلقى بصور ملوكه المؤسسين في الشوارع الخلفية لرفع صور "القائد الضرورة أبو الحواسم وأم الهزائم بديلا لها".
ليس من أبطال أحلام الكوابيس على الساحة الأردنية من يحاول الخروج من قمقم العتيق والتخلص من شرنقة أوهامه ليقنع نفسه بأن العراق الكبير العظيم آت لا محالة،، هؤلاء طبلوا وزمّروا ولا تزال كورهم تنفخ في رمضاء لا نار بها أو كمن يحرث في ماء،، وإلا لماذا تتمترس النقابات والأحزاب الآتية من خارج الوطن الأردني راء شعاراتها "القومجية الفاضحة من بعد انشكاف الغمّة والعتمة؟"،،، إلى أين يذهب هؤلاء سادرين بغيهم في مصير وطن تعب الآباء والأجداد ببنائه حتى صار يجير من لا يستحق ويستضيف غير المرحب به من الفكر التكفيري الضال والقومي المهزوم؟.

لا أحد من هؤلاء قادر أن يتراجع عن الخطأ وإعلان التوبة والندم، والغريب أن العالم يتحرك أماماً من حول الأردن الصغير بشفافية عالية وتقنية معلومات أعلى وتيرة، والغريب أيضا أن مثلهم أمامهم ولا يحاولون الاحتذاء به والسير على نهجه "إلاّ إذا أردوه قتيلا ـ لا سمح الله ـ منتحراً لترددهم وتباطؤهم وخوفهم من قول الكلام الحق ولو على النفس حيث هو الجهاد الأكبر،، هؤلاء مطلوب منهم الاعتراف بخطاياهم ضد بلد يحملون هويته، ويصولون ويجولون باسمه أصقاع الأرض، ولا يعطونه إلا المكابرة والشعارات والمماحكة والمجادلة ولا زالوا يطلبون منه الكثير،، بئس قوم يطلبون أن يعطيهم الوطن قبل أن يعطوه، "ولقد أمرتهم أمر بمنعرج اللّوى .. فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد".. قد يكون هذا لسان عبد الله الثاني، أليس والده الراحل الحسين قال عشية غزو صدام حسين للكويت "أضاعوني وأي فتى أضاعوا .. ليوم كريهة وسداد ثغر" ، حين استعان الحسين بهذا البيت من الشّعر أمام قمة بغداد 1990 فإنه عبر عن الإحباط من العرب،، لكن لسان حاله كان بالتأكيد معبرا عن حال بلده الداخلي الذي كان صدام يراهن عليه!! .

هؤلاء يريدون للأردن أن يكون صغيرا،، محاصرا،، شحّادا،، متسولا ،، واهنا لا حول له ولا قوة إلا عنعناتهم في دعم كل شيء خارج حدوده،، فهم تعودوا كل شيء وصارت عادة ذميمة، ولا بد من "فكّ رقبة" ولكن ليس بسيف الزرقاوي بكل تأكيد، هنالك سيوف أمضى "تسمهم على الخرطوم".