ظلوا يستخدمون صبية آسيويين وسط احتجاجات
الروبوت آخر صيحات الخليج لسباقات الهجن

نصر المجالي من لندن: ردت دول الخليج العربية التي ظلت لسنين في موقع الدفاع عن النفس بسبب استقدامها لصبية من دول آسيوية للقيام بمهام ركوب الإبل في سباقات الهجن السنوية المعتادة بخطوة تستخدم فيها التقنيات الحديثة للحلول محل أولئك الصبية في ركوب الهجن، وستبدأ تلك الدول باستخدام الروبوت (الإنسان الآلي) لهذه المهمة اعتبارًا من الموسم المقبل.

والإجراء الخليجي الذي ستبدأ دولة الإمارات بتنفيذه يأتي بعد انتقادات كثير وجهتها دول غربية وجماعات معنية بشؤون حقوق الإنسان حيث استخدام الصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن الرابعة والثانية عشرة في رياضات صعبة محفوفة بالمخاطر كسباقات الهجن التي هي من ضمن العادات والتقاليد المستوطنة في المنطقة منذ مئات السنين.

وقالت تقارير من أبو ظبيإن تجربة أولية جرت السبت على استخدام الروبوت بدل الصبية أثبتت نجاحها، فيما وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى وجود حوالي 40 ألف صبي هجّان في مختلف دول الخليج العربية، ومن بين هؤلاء أعداد كبيرة تم خطفهم من بلدان جنوب آسيوية ثم بيعهم لدول المنطقة. وقالت مراسلة الإذاعة جوليا ويلر إن هذه القضية سببت حرجًا كبيرًا لدولة الإمارات أمام دول العالم الأخرى.

وتعتبر دولة الإمارات من بين الدول الأكثر اهتمامًا بسباقات الهجن التي تعتبر جزءًا مهمًا من التراث التقليدي في البادية العربية. وتحاول دولة الإمارات تفادي تشويه سمعتها على نطاق عالمي من خلال فرض قوانين تحظر استخدام صبية سنهم دون السادسة عشرة في تلك السباقات الخطيرة، وبعد نجاح تجربة استخدام الروبوت فإن هذا القوانين ستنهي مدة صلاحيتها إذ لم تعد الحاجة لها قائمة.

وقالت صحيفة (غولف نيوز) التي تصدر من دبي إن الهجان الآلي يتميز بخفة وزنه وقدرته على تلقي الأوامر من المدربين في مضامير السباقات، وأشارت إلى أن عددًا من أفراد أسرة آل نهيان الحاكمة في أبو ظبي شهدوا تجربة استخدام الروبوت يوم السبت الماضي "حيث ابدوا ارتياحهم لنجاحها".

وتتوقع مصادر خليجية أن تلاقي التجربة الجديدة ترحيبًا من الجماعات الداعية لاحترام حقوق الإنسان وهي ظلت على الدوام تنتقد بعنف استخدام أولئك الصبية في هذه الرياضة، وتقول تلك الجماعات إن آلافا من هؤلاء الأطفال كانوا اختطفوا من بيوت عائلاتهم أو أن هذه العائلات باعتهم لمواطنين في منطقة الخليج لتلك الغايات، هذا فضلًا عن أن هؤلاء الصبية كانوا يواجهون ظروفًا حياتية خشنة تكاد تتوازى مع الحياة داخل السجون، فهم يبقون فترات طويلة من دون الغذاء الكافي للحفاظ على نحافة أجسامهم وقلة أوزانهم "حيث كلما كان وزن الهجان قليلًا، كانت سرعة الإبل أكثر".

يذكر أن وسائل إعلام دولة الإمارات كانت ذكرت يوم السبت أنه بناء على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والاعلى حكام الامارات تم اجراء اول تجربة عملية «لركبي آلي» لسباقات الهجن والذي سيكتمل انجازه ليتم تطبيقه في الموسم المقبل لسباقات الهجن في الدولة.

وشهد التجربة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة والشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان رئيس دائرة التشريفات والضيافة نائب رئيس اتحاد الامارات العربية المتحدة لسباقات الهجن ورئيس مجلس ادارة اتحاد سباقات الهجن. كما شهد التجربة عدد من الشيوخ واعضاء مجلس ادارة اتحاد الامارات لسباقات الهجن وجمع من المواطنين من ذوي الخبرة واصحاب الحظائر "العزب" والمهتمين بالهجن والحفاظ على التراث العربي الاصيل.

وأثنى الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان بالدعم الكبير الذي قدمه الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة لهذه التجربة التي يضطلع بتنفيذها مجموعة من المهندسين المواطنين وحرص سموه على متابعتها منذ بدئها في العام 2002. وأكد نجاح التجربة التي سيبدأ تطبيقها اعتبارا من موسم سباقات الهجن المقبل مع بدء إنتاج أول دفعة من "الركبي الآلي".

وأشار الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان في هذا الاتجاه، إلى القرار الذي كان أصدره الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس اتحاد الامارات لسباقات الهجن بمنع من يقل عمره عن 16 عاما ووزنه عن 45 كيلوغراما من المشاركة في سباقات الهجن وهو القرار الذي سينظمه قانون اتحادي شامل يصدر لاحقًا.

وفي الأخير نقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية عن الشيخ سلطان قوله إن نجاح هذه التجربة وإصدار هذا القرار يؤكد التزام دولة الامارات بالقوانين الدولية في هذا الخصوص ويؤكد في نفس الوقت حرصها على التمسك بتراثها والحفاظ على هذه الرياضة العربية الاصيلة المتوارثة عن الآباء والاجداد، موضحًا أن دولة الامارات تسير في هذا الخصوص على النهج الذي اختطه فقيد الوطن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في التمسك بالتراث العربي الاصيل وتعزيز التواصل بين الاجيال في الحفاظ على موروثاتها الاصيلة.