محمد الخامري من صنعاء: أكد مصدر مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة اليمنية لـ"إيلاف" ان الدكتور خالد عمر شيخ وجه الجهات المعنية في الوزارة بتسجيل براءة اكتشاف علاج عدد من الأمراض المستعصية (الإيدز ، والسكري ، والكبد البائي) للشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان في حال تقدمه بطلب رسمي إلى الوزارة ، مشيرًا إلى أن الإدارة العامة لحماية الملكية الفكرية بالوزارة لازالت تنتظر طلب الزنداني لتسجيل اكتشافه رسميًا.

وأضاف مدير عام حماية الملكية الفكرية بوزارة الصناعة والتجارة فضل مقبل منصور أن إدارته لم تتلقَّ أي طلب من الشيخ الزنداني لتسجيل الاكتشاف الذي أعلن عنه في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي 2004م في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز بصنعاء، نافيًا بذلك بعض الأنباء التي رددتها بعض وسائل الإعلام المحلية والخارجية بشأن رفض الجهات المختصة منح الشيخ الزنداني براءة اختراع وتسجيل اكتشافه لعلاج مرض الإيدز والسكري وفيروس الكبد البائي.

وأكد فضل منصور حق الشيخ الزنداني في تسجيل اكتشافه لدى إدارته بوزارة الصناعة والتجارة وفقا للقانون رقم (19) لسنة 1994م بشأن الحقوق الفكرية، وبما يضمن حقه في الاختراع ، مشيرًا الى انه يمكن تسجيل الاختراع في أية دولة أخرى وفقا للقانون المذكور.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت أخباراً غير صحيحة مفادها أن الجانب الحكومي رفض منح الزنداني براءة اكتشاف لعلاج ''الإيدز'' لاعتبارات سياسية.

يذكر ان الشيخ عبد المجيد الزنداني عضو مجلس الرئاسة السابق ورئيس جامعة الإيمان بصنعاء كان قد أعلن في كانون الأول (ديسمبر) الماضي انه توصل مع بعض العلماء الذين يعملون في مركز أبحاث جامعة الإيمان إلى علاج جديد يقضي على وباء فيروس المناعة المكتسبة (الإيدز) ، مشيرًا إلى انه تمكن من علاج 4 حالات مصابة بهذا المرض في اليمن (ثلاث نساء ورجل) وان أعراض الإيدز قد اختفت من المصابين تمامًا.

وأضاف الزنداني في كلمته التي ألقاها في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز أن إحدى تلك الحالات ثبت خلوها من الفيروس من خلال الفحص الذي تم في خارج اليمن فيما قامت الجامعة بإرسال عينات من الحالات الثلاث الأخرى لفحصها وتحليلها في الخارج والتأكد من خلوها من هذا الوباء الخطير (الإيدز).

وقال رئيس جامعة الإيمان إنه وزملاءه حققوا أيضًا نجاحًا نسبياً ومتقدماً في علاج فيروس الكبد (c،b ) بنسب متفاوتة ، وكذلك مرض السكري ، الأمر الذي تسبب في شن حملة شعواء ضده من قبل وزارة الصحة اليمنية ممثلة بالدكتور عبد المجيد الخليدي وكيل الوزارة الذي استبعد إمكانية توصل الشيخ الزنداني إلى علاج لمرضى بالإيدز، واصفاً ذلك الإعلان بـ(شطحات، ومجرد كلام)، نافياً أن يكون الزنداني ملماً بأمور الطب أو يمتلك المعامل الكفيلة بإجراء اختبارات على فيروس "عجزت عنه أكبر المختبرات العالمية" ، مشيرا الى انه " من المفروض أن تكون هناك معامل وبحوث، وأن الذي يقول انه اكتشف علاجا للإيدز نسأله هل عنده معمل تجارب صيدلاني وعلاجي ومرضي ؟" مبدياً استغرابه : " لست أدري من أين يأتوا بهذه الجرأة ليتحدثوا عن اكتشاف كهذا !"

وأكد وكيل وزارة الصحة في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للحزب الحاكم في حينه " أن سبب المرض فيروس، والفيروسات ليست بهذه السهولة لكي يأتي أي واحد ويقول عنده علاجا لها ، المرض لم يجدوا له حلاً عالمياً في أكبر مختبرات العالم كمختبرات (لويس باستير) بفرنسا، ومختبرات مراقبة الأمراض الوبائية في أميركا ومعهد الأبحاث الخاص بالفيروسات في الصين وكذلك في روسيا".

وسخر الدكتور الخليدي من ادعاء الزنداني قائلاً : " المُدّعي مداوي الأعشاب الأهجري يقول مثل هذا الكلام أيضاً، فمِنْ أين أتى الزنداني برأيه ، لا أحد يدري! فهل هو طبيب ليدّعي ذلك ؟ لأن المعالج يجب أن يكون طبيباً وله مستشفى خاص بالحُميات والأمراض المرتبطة بالفيروسات، لست أدري من أين أتوا بهذه الخبرات !؟"

وأشار : " أن المسألة ليست جزافاً ، وإلا فإن كل من أراد أن يقول شيئا يقوم بالتجريب على الناس، المسألة ليست تشطيحات ومجرد كلام وإعلام وتلفزيون فالطب علم".

من جانبه شكك الدكتور علي منصور سعيد - أستاذ كلية الطب - بكل دعاوى الشيخ الزنداني وطالبه بإثباتات علمية مدونة حول توصله لعلاجات أمراض الإيدز وفيروس الكبد الوبائي ومرض السكري.

وقال: " العالم بكل إمكاناته العلمية والاقتصادية (دايخ) حيال هذه الأمراض. إلا أنه أضاف مستدركاً: "يسعدنا بالطبع أن يكون فضيلته صادقاً".وبرأي الدكتور (سعيد) فإن هذا الإنجاز "سيُدخل الزنداني إلى التاريخ من أوسع الأبواب ، وغير مستبعد أن يحصل على جائزة نوبل للعلوم الإنسانية".

وأكد : "لكن المسألة ليست بالكلام" ، وطالب الشيخ الزنداني دعوة المتخصصين إلى مؤتمر علمي يقدم فيه بحثه العلمي ، واسم العقار ومكوناته ونوعية المعامل التي أجري فيها البحث، وعلى أي الحالات ، وكذلك التأثيرات الجانبية على الحالات ومستوى درجاتها، مضيفاً إلى ذلك إجازة الدواء من الجهات العلمية.

مستنكراً إقدام الزنداني على إجراء تجاربه على البشر لأن ذلك " يعد جريمة لما قد يلحق بتلك الحالات من انعكاسات ستصيبهم بأمراض أخرى فوق التي ذهبوا إلى الشيخ للتداوي منها".واختتم حديثه بتقديم النصح لرئيس جامعة الإيمان ودعوته إياه " بترك العجين للخبازين".

على الصعيد ذاته ، سخر الدكتور علي الزخمي – رئيس جمعية هامفورم الألمانية / صنعاء من ادعاءات الزنداني ، واصفاً إياها بـ" كلام فارغ لا يمكن حدوثه إطلاقاً ".وقال الدكتور الزخمي : إن الزنداني يروّج للمستشفى الأهلي الخاص به ، الذي باتت تأتيه المرضى على أساس أنه يعالج الأمراض المستعصية، مضيفاً: أن ادعاءً كهذا قد يشجع على الفاحشة ، ويروِّج لها باعتبار أن العلاج موجود عند الزنداني إذا ما أصيب أحدهم بالإيدز من جراء ممارسة الفاحشة .

وحذر الدكتور الزخمي من أية ادعاءات في الطب لأنه " مجال مرتبط بأرواح الناس وسلامتهم ، ولا يحق لأحد المجازفة بالنفس التي حرّم الله قتلها".