حوار مع أحمد قعبور من تلفزيون المستقبل

-تورطت بأناديكم و كانت أجمل ورطة في حياتي
- أنا لم أتغير
-أبيع لحنًا لإعلان عن البطاطا ولا أبيع لحنًا للفنانين الجدد
-الوطن يستحق توظيف قدراتنا الفنية و امكاناتنا الموسيقية للارتقاء إلى مستوى من نغني
-لم أعش طفولتي فاحببت أن اعيش طفولة متأخرة
-تربطني صداقة بلطيفة وأحب أن نعمل معًا
-أحضر اغنية عن لاعبي كرة القدم المنسيين
-لعيونك أقدمها للحريري بحلة جديدة

حاوره فادي عاكوم:أناديكم اشد على أياديكم، والبلد ماشي والشغل ماشي،ولعيونك، ويا رايح صوب بلادي،قولوا الله قوموا يللا..وغيرها الكثير من أغاني احمد قعبور الوطنية، القديمة والحديثة، التي بدأ الناس يرددونها منذ اكثر من ربع قرن وإلى اليوم، أغان تزامنت مع اندلاع حرب لبنان في السبعينات ومنها من رأى النور بعد وقوع الفاجعات،كمقتل الحريري في الرابع عشر من شباط /فبراير الماضي، أغان غصت بها الحناجر العربية وعشقتها آذانهم ولم تبخل عليها عيونهم بالدمع، يقول احمد قعبور عندما انشدت لاول مرة أناديكم رأيت نفسي وقد امسيت إبنًا لهذه الأغنية التي حددت في ما بعد مسار حياتي، وكسبت من ورائها حب الجميع كبارًا وصغارًا، أنا ابن حزب وأفتخر بهذا وكوني دخلت مبنى تلفزيون المستقبل، لا يعني انني تغيرت فأنا أشيد نفس العمارة منذ اناديكم و حتى قولوا الله و قوموا يللا، فانا لا ازال انا و لم اتغير انا ابن محمود الرشيدي الذي بكى عبد الناصر، و الذي بكى معروف سعد، و كمال جنبلاط، و الذي يبكي الان رفيق الحريري، على نفس الخط مع بعض التمايزات بالآداء السياسي و الغنائي فانا شخص واحد وفي وجداني القلق ذاته.

*من هو أحمد قعبور بماذا آمن وماذا درس؟
- أنا من بيروت مواليد 1955 والدي محمود الرشيدي(اسمه الفني)، اول عازف كمان في بيروت، وعلى الرغم من انه لم يشجعني على احتراف الموسيقى، لكن سماعها من غرفة الوالد وضعني باجواء لم يكن يريدها لي.عام 1967 لم اكن بعد تجاوزت الثانية عشرة من عمري يومها رايت والدي يبكي، وعرفت ان اسرائيل تقوم بقضم مساحات شاسعة من وطننا العربي، فاستغربت كيف ان رجلا مرحًا مثل والدي يذرف الدمع بمرارة.ووقتها شعرت ان الخطاب الوطني تغير والتعاطي اليومي مع الناس تغير والخطاب الاعلامي تغير، وبدت امارات الخيبة والاحباط على وجوه الناس. ثم بدات حالة الغليان تظهر بوادرها في الشارع اللبناني، هذا الغليان كان نتيجة للحالة الإقتصادية المستجدة آنذاك، ونتيجة لوجود الثورة الفلسطينية،وللنزاعات الطائفية والحزبوية المتعددة، وغيرها من الأسباب التي هيأت للحرب اللبنانية.
كان من الصعب على من هم في مثل عمري ان يجدوا لهم موقعًا وسط هذه المعمعة، كونها اكبر من البلد الى ان نشبت الحرب عام 1975 فاطلقت اول نتاج فني خاص بي و هو اغنية اناديكم، وفجأة اصبحت ابنًا لاناديكم بدل ان تكون هي إبنتي، و من يومها تغيرت حياتي. ولعل سر نجاحها وان كنت غنيتها في سن مبكرة( 19 سنة ) يعود الى كونها عبرت بصدق عما في داخلي ولم تكن نتيجة انفعال،فانا انتمي لشريحة من ناس بكوا عبد الناصر وغنوا مع ام كلثوم وعبد الحليم حافظ الأغاني الوطنية والقومية، وانشدوا مع فيروز اغنية راجعون، كما واني ابن الخيبة من جهة وابن الحلم من جهة اخرى مع ما ترافق من انتمائي لتنظيم سياسي وكل هذا فخور به. اما على المستوى الأكاديمي فالذي لا يعرفه الناس أنني خريج مسرح، لأن هوايتي ورغبتي وعشقي كان للمسرح لكن بعدغنائي اناديكم تورطت بالغناء، وكانت اجمل ورطة في حياتي، ولا ازال احمل صدى هذه الأغنية في كل تجلياتي الغنائية.

* ولأنك رمز للأغنية الوطنية أو السياسية وجودك في تلفزيون المستقبل ألم يؤثر على ذلك؟

- بعيدًا عن تسمية هذه الاغنية لأن عندي بعض التحفظ على هذا الموضوع، فالبعض يسمونها اغنية وطنية علمًا انه ليس بالضرورة ان تكون وطنية، و البعض يسمونها سياسية و كانها تعبر عن مشروع سياسي ما، واخرون يسمونها ملتزمة و كأن الحب و العاطفة لا علاقة لهما بالالتزام، هي ببساطة اغنية تسعى الى ان تكون امينة إلى ايقاع عصرها، صادقة مع نفسها معبرة عن تطلعات الناس بكفاءة غنائية و موسيقية و تعبيرية عالية، و لا يمكن تقليصها في تحديد واحد. بمعنى اني اذا اعددت اغنية لحبيبتي او اغنية لطفلة مشهورة بضفائرها، بطريقة فنية راقية هل اعتبر مرتدًا على الاغنية الوطنية.
الوطن ليس شعارات سياسية و ليس مشاريع سياسية، الوطن احلام و آمال و نظرات خائبة احيانًا،و نظرات متاملة و حالمة في احيان اخرى، و الفنان هو ابن هذا المحيط وابن هذه اللحظة التاريخية، و ابن هذا العصر و هذه الذاكرة، فكل هذه مؤثرات في النتاج الغنائي، يتفاعل معها و يطلقها وانا ادعي مع غيري من الفنانين باني كنت ابن هذه المؤثرات، ووجودي في تلفزيون المستقبل او عدمه، فصوتي و مشروعي و حلمي واحد، علمًا اني لست موظفًا في تلفزيون المستقبل كما اني فخور باني أطلقت عددًا كبيرًا وجيدًا من الاغاني خلال وجودي في هذه المؤسسة.

*كيف تقسم لنا مراحل مسيرتك الفنية؟
-أعتقد ان التقسيم المرحلي لمسيرتي الفنية هو تقسيم تقني و ليس تقسيم له علاقة بوعيي السياسي و الفني، فلغتي الموسيقية و الغنائية تطورت،انما في جوهر مشروعي الفني و الغنائي لا ازال في طور بنائي الغنائي، لم اترك هذا البناء في منتصفه، و ذهبت الى بناء اخر، فمن قال اناديكم ذات يوم ثم يارايح صوب بلادي، ثم قال للناس الطيبين في رمضان علوا البيارق علوها ثم قال و الله و طلعناهم برا بعد تحرير بيروت و الجنوب، علما اني اطلقتها قبل التحرير لايماني به، و من قال يا حبيب الروح روح شوف مستقبلك، و صوتن عالي صوتن عرس، هو واحد، لكن في لبنان لعلها الحيوية السياسية المبالغ بها، تضع الناس في تصنيفات معينة فيقال احمد قعبور يساري و ها هو الان في تلفزيون المستقبل.
برأيي هذا تصنيف ساذج و هذا نابع من لا وعي في ذهننا بوجود اليسار و اليمين و طائفيين و علمانيين، الفنان الصادق و الحقيقي هو الذي يكون صوته واحد وإن كان من شباك المستقبل او من اثير صوت الشعب، او من خلال اذاعة الشرق، او من خلال اي حفل يحييه في الاونيسكو او ساحة الشهداء او ساحة رياض الصلح، فهو يحمل وجدان و قلق شعبه فبالنسبة لي لم اتغير كبرت في العمر نعم، و خطابي اصبح اعمق، و يجب ان يتوجه بكفاءة فنية عالية، فلا يكفي ان تغني لوطنك بجملة موسيقية سخيفة، فالوطن يستحق توظيف قدراتنا الفنية و امكاناتنا الموسيقية للارتقاء إلى مستوى من نغني.

لم ازل ابني نفس العمارة منذ اناديكم و حتى قولوا الله و قوموا يلله فانا لا أزال انا و لم اتغير، انا ابن محمود الرشيدي الذي بكى عبد الناصر و الذي بكى معروف سعد و كمال جنبلاط و الذي يبكي الان رفيق الحريري على نفس الخط مع بعض التمايزات بالآداء السياسي و الغنائي فانا شخص واحد وبي ذات القلق.

*أين الاغنية الوطنية اليسارية اليوم؟
-اعتقد اننا نظلم هذه الاغنية لونحن صنفناها بانها الوكيل الحصري للصوت اليساري و التقدمي، فانا اعتقد ان اجمل ما غناه مارسيل خليفة، و ما كتبه زياد الرحباني، معني بكل انسان شريف و حر، فجماهير هذه الاغنية ليست جماهير الاحزاب اليسارية فحسب و اعرف ان في فترة الحرب الاهلية كانت اغانينا تهرب الى المناطق الشرقية المسيحية و يسمعونها بشغف، لان الاغاني هذه بجوهرها الاساسي ليس سياسيًا بل اخلاقيًا و انسانيًا، فالسياسة هي ذروة التعبير عن العمل الانساني و الاخلاقي،أما الان فالساحة فارغة ربما بسبب تاثير العولمة على هذه الحلقة الضعيفة، التي اسمها لبنان و تحويل انظار الشباب و انتباههم للاستهلاك الفني السريع، ما قلل من الاصوات التي تحمل نبض الشارع و الامل و الحلم،و لكني آمل خيرا فهناك الكثير من الشباب في البيوت يطلقون اصواتهم و يفتشون عن ملامح اغنية مختلفة و معترضة، و في نفس الوقت فيها قيمة جمالية، فلا يكفي اطلاق اغنية لمشروع سياسي نؤمن به، بل يجب ان ترتقي الاغنية فوق مستوى هذا المشروع، و لا تنسى اننا عندما غنينا في السبعينات و الثمانينات كنا نملك مشروعًا سياسيًا و سقط هذا المشروع، و لكن عندما تسقط المشاريع السياسية لا تسقط الناس بل يتكتلون و يؤلفون حلمًا و رؤية جديدة للمشروع الجديد، و ربما هنا تكمن قيمة الشهيد رفيق الحريري الذي استطاع ان يكون وفيًا للمقاومة و ان يكون وفيًا لبيروت و للعروبة، و ليس العروبة المختصرة في الاعلانات السخيفة و الساذجة في العواصم العربية، ولا ذات العروبة المعبر عنها في الاناشيد الفارغة التي لا تحمل اي معنى انساني للشارع، انما العروبة العصرية المتنورة القائمة على العلم و الحرية و الديمقراطية، و على العروبة الموحدة المعاصرة المحترمة للثقافة و الفنانين، و التي حولت الفنانين الى عمّال في المجتمع و ليس مجرد أبواق للسلطة.

* ما سبب اهتمامك بأغاني ومسرح الأطفال؟

- هذا الاهتمام بالاطفال نابع من عدة اسباب الاول انني لم اعش طفولتي، فاحببت ان استرجع طفولة متاخرة، والرغبة في استعادة تلك الطفولة هي المحرك الاساسي في ما اقوم به من مسرح واغنية للاطفال، الثاني ان من يؤمن بالمستقبل فعلا عليه ان يؤمن بالاطفال، وعليه ان يكون مبادرا الى اغناء ثقافة الاطفال في المسرحية و الاغنية و القصيدة، و ان يؤمن بقدرة الاطفال النقدية و الجمالية،و السبب الثالث لاهتمامي بهم انه وبعد ان اصبحت ابا واليوم جدا اكتشفت وانا اغني لاولادي ما كانت تغنيه لي امي: نام يا حبيبي نام لاذبحلك طير الحمام، وطرحت سؤالًا، هل من المنطقي ان نرتكب مجزرة بحق الحمام كي ينام الطفل؟ من هنا رايت ان ابدل الشائع بالقاموس الغنائي الشفهي، بقاموس جديد مليء بالفرح والامل بعيدًا عن الذبح.

الطفل عالم اهرب اليه لحظة أشعر بالخيبة أو الصدمة،ولحظة اخاف ان انقل هذه المشاعر الى الناس، واحتراما لهذه المعايير اهاب اعمال الأطفال اكثر من كل الاعمال الموجهة للكبار، مسرحًا وكتابة واغنية وغناء وتلحينا، وعندما اتى حفيدي تجددت رغبة بداخلي لأن اعمل للاطفال اغان جديدة حيث هو و ابناء جيله يتعرفون إلى معنى الحرية و معنى أن نكون اصحاب حلم، و نحب الخير و العدل و الجمال، مقابل الباطل و الشر و الكراهية، فبرايي نحن مؤتمنين ان نوصل هذه المفاهيم ليس فقط للكبار بل للاطفال و الاجيال القادمة.

* هل تعطي ألحانًا للمغنين الجدد وما رايك بما يقدمونه اليوم من اغان بمناسبة 14 شباط؟
- عرض علي بعض الفنانين اللبنانين وبعض النجوم العرب هذا الأمر لكنهم يتعاملون وكانهم داخل سوبر ماركت(عندك شي لحن لخيّك......)،لا اريد التقليل من شان احد لكني لست بائع ألحان قد تستفزني بعض الأصوات فالحن لها،ليس بدافع ان اتقاضى ثمنا عن اللحن، بل بدافع الحب والرغبة في انتاج شيء ما جديد،الحاني ليست تجارية يوم افكر ان اتقاضى ثمنها افضل ان اعطيها لمنتوجات تجارية وإعلانية مثل البطاطا او الحليب خير من ان ابيعها للفنانين. تربطني صداقة بالمطربة لطيفة و احب ان نعمل معًا لا أن اعطيها لحنًا مقابل ان تعطيني صوتها، كما احب صوت صديقتي المطربة سمية البعلبكي. بالنسبة لي الصوت ليس بمعاييره التقنية، الصوت بالإحساس الذي يحمل
و اين يجب ان يوظف، يوجد الكثير من الاصوات الجميلة بين التي نسمعها لكن احس أنها مثل حبة الشوكولا تذهب الطعمة بعد أكلها أو التلذذ بها، الصوت بما يحمل صاحبه و ليس بما يتمتع من جمالية.
وأما ما نراه اليوم في الساحة الغنائية عطفا على ما جرى في 14 شباط فلا شك ان جزءًا كبيرًا من الاغاني التي نسمعها فيها جانب من الصدق لان الفنانين ايًّا كانت انتماءاتهم، قد شعروا بالصدمة و الحزن عل اغتيال الرئيس الحريري، احببت اغنية عاصي الحلاني مع انها حزينة جدا لكن فيها قيمة فنية كبيرة، إلا انه بالمقابل يوجد اعمال معيبة، فسرعان ما تحولت هذه اللحظة الى بازار معيب في بعض لحظاته، حتى ان بعض الفنانين يشعرون و كانه يجب ان يلحقوا بالموجة، و يصبح السؤال لنغتنم الفرصة بدل ان يكون ماذا سنغني؟ طالما ان الناس في هذه الفترة مشدودة الى الشاشات لمتابعة تداعيات اغتيال الرئيس الحريري، علمًا ان بعض الشباب المغمورين الذين يكتبون و يغنون أصدق بكثير من الفنانين.

*مَن مِن شعراء الأغنية الأقرب الى ألحانك؟
- علينا هنا ان نفرق بين قصائد الدواوين التي نختار منها ما يناسب الاغاني، و بين قصائد الاغنية التي كتبت لتغنى، طبعًا في دواوين الشعر يوجد ما يشد كقصائد نزار قباني ومحمود درويش و عمر ابو ريشة، اما على مستوى من كتب الاغنية لتلحن، فيوجد طلال حيدر وعصام العبدالله و محمد العبدالله وعبيدو باشا هؤلاء في الطليعة، إذ ان لحني يدفعهم للكتابة و بالعكس، و بيننا تواصل وجداني و رغبة في التعبير عما يجول في خواطرنا و مشاعرنا.

* ماذا عن جاك بريل؟
- بريل بالنسبة لي هو احد المؤثرات الاساسية في تكوين وعيي الفني، و في علاقتي مع الناس، و علاقتي مع من أحب، وفي الصدق وفي الشجاعة، في أن اقول باني فخور بما قلت هنا و قلته هناك، فجاك بريل ضمير، و هو بلجيكي الاصل وعاش في فرنسا إنه ضمير اوروبي و شاهد لما تعرضت له الانسانية من انتهاك و مظالم، و شاهد على الاحباط الذي قدمه المجتمع الصناعي للفنان، بريل كما سيد درويش و رياض السنباطي و زكريا احمد حملوا ايقاع عصرهم ووجدان الناس و اوصلوها بطريقة صادقة.

* كيف تختار كلمات اغنياتك؟
- بعض الاصدقاء يقترحون أغنيات كتبوها واذا وجدت ان الرؤية مشتركة يولد اللحن مباشرة، آخر اغنية لحنتها اسميتها صرخة، و كتبها الشاعر عبد الغني طليس ( قولوا الله ) اعجبتني كثيرًا و احسست انه يجب ان اقولها وأن اغنيها بل احسست اني انا من كتبها. احيانا يصل التقارب إلى مرحلة التوحد بين اثنين او اكثر لعمل شيء ما.
شخصيا عندما اكتب، اي مشهد ذو دلالة انسانية يدفعني للكتابة،اي حاجة للتعبير تدفعني للغناء،أحيانا طفلة في الشارع تحثني على الكتابة و يوم شعرت بالغربة واحسست بتوق ليكون لي وطن وبيت وعائلة كتبت يا رايح صوب بلادي. و الان انا بصدد تحضير اغنية للاعبي كرة القدم المنسيين، و خطرت على بالي الفكرة بعد مشاهدتي لمقابلة مع احد اللاعبين المنسيين، فالمعاني الانسانية هذه هي التي تحركني.

* أي الأغنيات فيها فرحًا اكثر وهل فعلًا احمد قعبور يمتلك الفرح؟
كمية الفرح الموجودة في اغاني الاطفال لا يضاهيها فرح، والفرح إما خارجي سطحي و إما داخلي و هذا هو الفرح الذي أمتلكه، فاغنية غنوا معنا، دعوة صريحة للحب و الحنان فهي مليئة بالفرحة، وتضج بالغناء وبتنوع الالحان والاصوات، وما اضفى عليها حيوية مشاركة 17 شابًا وصبية في آدائها.

* فيما مضى كنتَ مدرسًا هل تشعر بحنين الى التدريس؟
قضيت 17 سنة في التدريس، في الواقع لا احن للمهنة بقدر ما احن للقائي بالاولاد الذين درستهم واحيانا استعيد ذكرى تلك الاوقات التي كان الاولاد فيها يملون الدرس فنغلق الكتاب و نغني... ولطالما شعرت بالحنين إلى آخر حصة قضيتها معهم يوم ودعتهم.ولأنني اريد ان اكون الملحن والوالد كان علي أن أخفف من مهام، وبالتالي أركّز على مهام أصبو إلى تحقيقها بصدق.

* ما جديدك؟
- خلال الايام القادمة ساطلق اغنية "يا حبيب الروح" وهي من كلماتي والحاني وأقدمها لذكرى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري و لا اريد ان اقول الشهيد او الزعيم او صاحب المشروع السياسي الكبير، فالحريري زوج و اب وجد وابن و حبيب. و اصحاب المشاريع الكبرى اذا كانوا اوفياء لمشاريعهم هم اوفياء لناسهم فالذي يصل الى هذه المرتبة في الحلم، يعرف ان يحب دون شك خاصة من هم قريبون منه. وبعد مرور اربعين يوما على استشهاد الرئيس الراحل ساطلق اغنية "لعيونك" بحلة جديدة مليئة بالفرح و الامل كتبتها و لحنتها قبل استشهاده. واجهز لالبوم غنائي جديد سوف يتضمن اغاني عن الحب والوطن. وانجزت هذه السنة مسرحية للاطفال (كراكيب) بالاشتراك مع كريم دكروب و في 7 نيسان سنعرضها في الكويت.

* هل تعتقد أن المؤتمنين على رسالة الرئيس الراحل سيتابعون الطريق؟
- اعتقد ان روح رفيق الحريري موجودة فينا كلنا و غيابه ترك فراغًا هائلًا و مخيفًا، و قيمة رفيق الحريري ليس كونه صاحب مشروع سياسي بل هو اهم من هذا و قد وصفه احد الصحافيين بانه "الاسطورة المؤسسة باسطورة الوطن". و تعودنا في لبنان ان تكون الشعارات ملك اطراف معينة لكن رفيق الحريري وحد جميع الشعارات لبناء وطن عصري خارج الحروب الطاحنة، يوجد احساس بالخسارة و الدليل أننا حملنا العلم اللبناني باندفاع، موالاة كنا أو معارضة، و اصبح النشيد الوطني يسمع بكل الجوارح، و هذا ما اسسه رفيق الحريري و استطاع ان يكون بمثابة موجة و طنية و انسانية و عصرية فوق كل العالم، لهذا نبكيه اليوم و نتمسك بنفس الوقت بهذه الاسطورة التي نحلم بها و الا من هو غير قادر على الحلم فالافضل ان يترك البلد، و يهاجر أو يستقيل من وطنه، أما انا فلن استقيل فساظل هنا و لن ارحل...
كثيرون لم يصدقوا بوجود وطن، قسم منهم اعتبر الوطن مدرسة الحكمة او كلية الحقوق او الملعب البلدين، فذه الاوطان الصغيرة كانت تبعدهم عن بعضهم البعض، و كانت تؤسس لحروب اهلية مفترضة، و أقولها بجراة إن تجمع هؤلاء الشباب اليوم هو فعلًا ما وضع حدًّا للحرب الاهلية، ففي لبنان 17 طائفة فاما ان تكون نقمة او تكون مدعاة للتعددية الثقافية و للفخر، و هذا ما يشكل الحيوية السياسية في لبنان و يجعلنا محط انظار العالم.


* أشهر أعمال الفنان أحمد قعبور :

- أناديكم - كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زياد.
جنوبيون - كلمات حسن ضاهر.
نحنا الناس - كلمات الشاعر اللبناني محمد العبد الله.
أمي -كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
يا نبض الضفة - كلمات حسن ضاهر.
يارايح صوب بلادي - كلمات أحمد قعبور.
يا ستي - مستوحاة من كاريكاتور ناجي العلي غناء محمدقدسي، صبح الصباح - كلمات عبيدو باشا.
خيال - كلمات احمد قعبور.
والله وطلعناهم برا - كلمات احمد قعبور.
إرحل- كلمات حسن ضاهر.
بيروت يا بيروت - كلمات عبيدو باشا.
علوا البيارق - كلمات احمد قعبور.
مع الانسان –موسيقى تصويرية لمسلسل من اخراج وعـد علامة
موشح البلد - كلمات عبيدو باشا.