عبدالله المغلوث من فلوريدا: دائما يسير كارول روف (54عاماً) ببطء خلف الرئيس دبليو بوش متابطأ أوراق وملفات عديدة، مع إبتسامة خفيفة وربطة عنق مطرزة بخطوط غير مستقيمة، كبير المستشارين السياسيين للرئيس الأميركي درس في 6 كليات لكن لم يحصل على شهادة جامعية واحدة، رغم ذلك استطاع أن يمنح بوش (الابن ) تذكرة الدخول الى البيت الأبيض مرتين عام 2000، وأخيرا عام2004.

تستريح صورة روف فوق معرض كبير للسيارات في تكساس، ترتطم بجبينه العريض العيون المسافرة، تقرأ بعناية عبارة مكتوبة على الصورة الضخمة: "شكرا كارل...كلنا نحبك".ذات العبارة ترتفع إليها الأبصار في دينفر بكلورادو، على قمة صالة رياضية فسيحة.

روف الذي ولد عام1950، بدينفر، وأمضى حياته متنقلا بين يوتاه، نيفادا، وتكساس، لم تكن واشنطن هدفه يوما من الأيام، قال عام 1996 عندما كان مستشارا للجمهوري عضو مجلس الشيوخ ، فيل جرام: "ليس لدي إهتمام من أي نوع للاستقرار في واشنطن، انا سعيد تماما هنا".

و لعب كارل الذي يقيم في واشنطن حاليا، ويسدي نصائحه للرئيس، دورا رئيسا واستراتيجيا في اعادة انتخاب بوش، إذ جعل الرئيس يركز في خطبه على دور زوجته و إيمانه، بينما انهمك المرشح المنافس في الحديث عن العراق والاقتصاد والضرائب.

الاستراتيجية التي تصدى لها روف حشدت انتقادات متنامية لكن كارل انتصر أخيرا عندما قال الشعب الأميركي كلمته وانتخب بوش مجددا متقدما بالأصوات الشعبية التي بلغت 59,459,765 مقابل 55,949,407 لغريمه كيري ونسبة مئوية تقدر بـ 51% مقابل 48% للمرشح الديموقراطي، فضلا عن تفوقه في اصوات الهيئة الانتخابية الحاسمة بنتيجة 286 فيما حصل كيري على 252 فقط.

ويقول كبير المستشارين في البيت الأبيض معلقا على الانتصار: "لاأدعي أني وراء هذا الفوز، لكن كنتُ أحد أعضاء الحملة الانتخابية، راهنتُ على قضايا محددة ساهمت بشكل أو آخر في صناعة الانتصار العظيم والساحق".

عندما كان في التاسعة من عمره أصبح والده جمهوريا مخلصا حيث دعم ريتشارد نيكسون ضد جون كيندي، و يتذكر أبوه :"كان جيولوجيا، زرع في صدري حب الحزب الجمهوري ومضى".بدأ روف حياته السياسية باكرا شأنه شأن أقرانه في أزقة الكلية بتكساس، انتخب رئيسا للجمهوريين في الجامعة، هناك تعرف على أسماء مهمة كتيري دولان ولي أتواتر، جعلاه يقترب من بوش (الأب) عام 1973م.

عام 1980 احتاجه بوش هوربرت بوش في حملته للوصول للبيت الأبيض كمساعد لريغان، كان كارل أول اعضاء حملة بوش الشخصية التي طافت الولايات، ترك روف الجامعة التي يُدرس فيها طلبة ماجستير ودكتوراه رغم عدم حصولة على درجة علمية عليا وانخرط في العمل السياسي، فاز ريغان وبوش وظل متعاونا مع ادارة البيت الأبيض اضافة الى مساعدته لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذين احتاجوا لاستشارته في أوقات كثيرة، كان يتنقل بين تكساس و واشنطن بنشاط وسعادة حتى عام 1992 عندما غلب الديموقراطي بيل كلينتون بوش الأب وأخرجه من المكتب البيضاوي.

في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر)1993 استعان به بوش الابن لقيادة حملته حاكما لتكساس، منح بوش كارل نحو 340,579 دولار من أصل 613,910 صرفها على حملته، كان بوش (الابن) واثقا من ذكاء كارل روف مستندا على التاريخ الذي سطره الأخير اثناء مشاركته في حملة والده.روف نجح أيضا في دخول توم فيلبس المحكمة الأميركية العليا كأول قاض جمهوري عام1988، بعد 10 سنوات فقط احتل الجمهوريين جميع المقاعد التسعة.
يقول عنه الرئيس الأميركي الحالي: "أصغي إليه جيدا، رأيه غير مقنع فور أن اسمعه، لكنه فريد حقا".

و يعبر المستشار الديموقراطي السابق في البيت الأبيض مارك مكينونعن روف قائلا: "انه لايرى اللافتة القريبة فحسب، بل يستطيع رؤية الـ 20 التي تليها"."كارل، ليس وسيما ولاأنيقا، أصلع وبدين قليلا، لكن التاريخ لايحتفط إلا بالأذكياء!". هكذا يعرفه الديموقراطي بوب كيري.