أسامة العيسة من القدس: اتهمت شخصيات فلسطينية، إسرائيل بتسميم الرئيس الفلسطيني عرفات، في حين لم يستبعدها صحافي إسرائيلي بارز التقى عرفات قبل أيام من مرضه الأخير.

وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صباح اليوم إن "كل الملابسات التي تابعتها خلال مرض عرفات تشير إلى أن تسمما حدث له، واحمل إسرائيل المسؤولية عن ذلك".

وأشار مشعل الذي تعرض في عام 1998 لمحاولة اغتيال بالتسمم نفذها عميلان للموساد في العاصمة الأردنية عمان، إلى انه "قد لا يجد الأطباء دليلا في دم عرفات على التسمم، كما لم يجدوا دليلا على ذلك في دمي لدى وقوع محاولة اغتيالي".

وأدت صفقة أبرمها الملك حسين بن طلال، العاهل الأردني السابق، مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بتوفير الترياق الشافي لإنقاذ مشعل.
ودعا مشعل المستهدف من قبل إسرائيل "الاخوة في حركة فتح أن لا يغفلوا عن هذا البعد في حادثة قتل أبو عمار".

وكان احمد قريع (أبو العلاء)، رئيس الوزراء الفلسطيني، لم يستبعد خلال فترة مرض عرفات الأخيرة فرضية تعرضه لتسمم.ويلقى مثل هذا الاتهام قبولا في الشارع الفلسطيني، الذي تلقى المعلومات عن خطورة مرض عرفات منذ البداية من وسائل الأعلام الإسرائيلية.

وحمل سلطان أبو العينين ممثل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، إسرائيل المسؤولية عن ما اسماها "جريمة قتل رئيسنا ياسر عرفات". وقال أبو العينين "سيكشف التاريخ عن هذه الجريمة البشعة".

واتفق مع هذا الرأي الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قائلا "ما حدث مع عرفات وكما سمعنا وتابعنا انه عانى من تكسر صفائح الدم دون أن يكون مصابا بالسرطان، مما يشير إلى عملية تسمم حدثت له".
وقال الهندي ان إسرائيل لم تخفي سابقا نيتها التخلص من عرفات وحاصرته طوال سنوات في مبنى المقاطعة وقاوم كافة الضغوط بشجاعة. وطالب الهندي بتقرير طبي واضح يحدد سبب وفاة عرفات.

وقال خالد عارف (أبو الأدهم) مسؤول حركة فتح في جنوب لبنان إن المؤامرة على عرفات بدأت بعد قمة كامب ديفيد الثانية في صيف 2000، التي فشلت في عقد اتفاق بين عرفات ويهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك برعاية بيل كلينتون، الرئيس الأميركي السابق.

وأشار أبو الأدهم أن رفض عرفات التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني في تلك القمة كان بداية لما حدث معه من عزل وحصار وقتل.

وفي القدس قال الصحافي الإسرائيلي-الفرنسي امنون كابوليك الذي اعد كتابا قبل شهور عن عرفات صدر بالفرنسية بعنوان (عرفات الذي لا يقهر) انه لم يكن يتوقع أبدا أن تكون نهاية عرفات بهذه الطريقة.

وأضاف "كنت اعرف صعوبة وضعه محاصرا في المحافظة منذ ثلاث سنوات، ولكنني لم أتوقع موته بهذه الطريقة وهذه السرعة".
وأشار كابوليك انه التقى عرفات للمرة الأخيرة قبل مرضه بعدة أيام ولاحظ أن وزنه تناقص وابلغ عرفات بملاحظته ولكنه لم يأبه لذلك.
ولم يستبعد كابوليك أن يكون حدث شيء ما لعرفات أدى إلى تدهور صحته بهذه الطريقة ولكنه لا يملك دليلا على ذلك.

وذكر كابلويك بتصريحات سابقة لشارون أعلن فيها عزمه التخلص من عرفات.
وكان شارون أدلى بتصريحات لصحيفة يديعوت احرنوت، كبرى الصحف العبرية في أيلول (سبتمبر) الماضي قال فيها انه يجب أن يكون مصير عرفات هو نفس مصير الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس الذي اغتالته إسرائيل في آذار (مارس) الماضي.

وحسب مصادر فلسطينية فان عرفات كان تعرض لعدة محاولات لاغتياله خلال السنوات الماضية، ولكنها لم تنجح، في حين نجحت محاولات اغتيال لعدد من رفاقه من بينهم أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح التي أسسها عرفات وقادها لاكثر من أربعين عاما.