بهية الحريري : خسرت رفيق ولا اريد ان اخسر ابناءه
المعارضة اللبنانية تسترخي بانتظار رئيس الحكومة المقبل
فداء عيتاني من بيروت: سقطت الحكومة، ووقع رئيس المجلس النيابي اللبناني في حيرة، مطالبا رئيس الحكومة المستقيل عمر كرامي بحقه في اطلاعه على الاستقالة قبل اعلانها "اعتقد انه كان من حقي ان اطلع على قراركم قبل إعلانه" قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري مخاطبا كرامي الراحل عن مقعد الحكومة، رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود قبل وخلال ساعات قليلة الاستقالة، مع توقع اعلان مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتحديد رئيس الحكومة المكلف خلال الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء، المعارضة تسترخي، وان كان على وقع بضع طلقات من الرصاص، وظهور مسلح هناك وهنا وتبادل للاتهامات بينها وبين مؤيدي عمر كرامي بمن يطلق النار على الاخر وخاصة في مدينة كرامي الشمالية طرابلس.
المعارضة ترتاح، لا بل تحتفل. والان على المعارضة تحديد نقطتين رئيستين: من المرشح لرئاسة الحكومة، ومن سيدفع الثمن ربما بحياته بحال موافقته على ترؤس حكومة غير مرضي عنها، البعض في بيروت يستبعد مشاهدة المزيد من الاغتيالات السياسية، الا ان النائب بهية الحريري التي خسرت حياة اخيها منذ اسبوعين رفضت وعلنا ادخال أي من ابناء رفيق الحريري او عائلته في التقليد السياسي اللبناني بالوراثة للمناصب، تحت شعار "خسرت رفيق الحريري ولا اريد ان اخسر احدا من ابنائه".
إلى اين ستتجه الاستشارات النيابية بعد ان اعلن الرئيس الاسبق سليم الحص عزوفه عن تسلم المهمة، ومن هو الطرف المحايد الذي سيشكل حكومة دون ان يدخل هو نفسه او أي من انصاره المباشرين في انتخابات نيابية يفترض انها قريبة، او للاشراف على التحقيق بمقتل رفيق الحريري، والذي يبدو ان اهم معطياته قد "مضى عليها الزمن" وبالتالي اضمحلت ملامح التفاصيل الامنية التي تمكن من تتبع اثار المنفذين والمخططين للعملية.
تمتلك اليوم المعارضة قدرة استثنائية ان لم يكن على فرض رئيس الحكومة فعلى وجه الدقة على اسقاط اي حكومة، وربما هي تملك الليلة وغدا وبعد غد القدرة على اسقاط رئاسة الجمهورية في الشارع وبالأسلوب نفسه الذي أسقطت به الحكومة، بحسب مصدر من المعارضة، والتي بات من المعلوم ان مطلبها الحالي هو اجراء انتخابات لتشكيل برلمان جديد كخطوة اولى، اللهم اذا لم يحصل أي طارئ او خلل امني كبير.
ومن الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة والتي تتردد في الوسط السياسي اللبناني وزير الاقتصاد الحالي عدنان القصار، التي تشير مصادر سياسية لبنانية إلى انه وخلال جولته على الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والنائب الدرزي المعارض وليد جنبلاط قد حصل على تأييد الرجلين الابرز في لبنان حاليا على ترؤسه للحكومة.
الا ان إشارة من النائب مروان حمادة خلال كلمته في المجلس النيابي صباح يوم الاثنين كانت كافية لتغير المعطى الذي اصبح الكلام فيه من قبيل الكلام السياسي المبتذل، لا... ثمة ما جرى في لقاء القصار مع الهيئات الاقتصادية غير ما اوردته وسائل الاعلام، ثمة كلام (سبق لإيلاف الإشارة إليه في حينه) قيل لمن يعتبر مرشحا محايدا وصديقا شخصيا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهو كلام ثقيل ومباشر وحاد، وكذلك قيل كلام مماثل من قبل هذه الهيئات لرئيس الجمهورية خلال لقائه الهيئات الاقتصادية، ودار جدل حاد بين رئيس الجمهورية وهذه الهيئات، وهو طبعا غير ما نقلته وسائل الاعلام اللبنانية عن توجيهات رئيس الجمهورية للهيئات بعدم الدخول في السياسة.
مصادر مطلعة مقربة من رئيس الحزب التقدمي تشير إلى لقاء جنبلاط بعدنان القصار، المرشح لرئاسة الحكومة والذي اسقطه مروان حمادة خلال كلمته من أي منصب وزاري ببضعة تلميحات، حيث تقول المصادر ان جنبلاط سأل القصار بصراحة "ما الذي تفعله بين هؤلاء إلى الان؟" مشيرا إلى حكومة عمر كرامي والموالاة، فاجاب القصار بانه ليس من "ضمن هؤلاء" وانه يعاني ما يعانيه بسبب موقعه الوزاري، وانه متردد في اتخاذ خيار نهائي.
وتقول المصادر ان جنبلاط عدد للقصار، صديقه، المشاريع المالية والصناعية التي يتشارك جنبلاط والقصار فيها معا، ومنذ اعوام، وهي مشاريع يعتقد اللبنانيون ان جنبلاط يمتلكها بالكامل، مع اعتقادهم بالمقابل ان القصار يعنى بالشوؤن المالية وليس التجارية والصناعية، وتضيف المصادر ان جنبلاط وبعد تعداد هذه المشاريع المشتركة سأل القصار "والان كيف تريدني ان ابقى شريكك، وكيف تريدني ان اثق بك"، فاسقط بيد القصار، وانتهى الاجتماع بين الصديقين بشكل سلبي.
علما ان وليد جنبلاط يتصرف حاليا بصفته "الشهيد التالي" في السلسلة الانتحارية للمعارضة اللبنانية، التي دفعت اولا محاولة اغتيال مروان حمادة، وبعده رفيق الحريري، وجاء ارساله لابنائه وخاصة تيمور إلى باريس "لابقاء احد ابناء جنبلاط بامان" وطبعا هذا على الرغم من انه هو يعلم جيدا ان التهديدات التي تلقاها رفيق الحريري شملت حالة "سفر او تسفير ابنائه إلى الخارج".
وفي ظل هذا التأزم تتجه المعارضة إلى اجتماعها المزمع عقده صباح الثلاثاء لتحديد موقف جدي من الخطوات اللاحقة، من رئاسة الحكومة ومرشحها "المحايد الذي لن يرشح نفسه او موالين له" في الانتخابات النيابية، ومتابعة التحقيق بجدية في مقتل رفيق الحريري، ودفع عملية الانسحاب السوري من لبنان إلى الامام ليس من دون مساعدة خارجية واضحة وجلية.
المناطق معزولة وبيروت جزيرة أمنية
التعليقات