باب المعارضة اللبنانية مغلق

"شتاء بيروت" في احتفالات متواصلة واستعداد للغد
باب " المعارضة" اللبنانية مغلق بعد الانتصار

لوحة: الاستخبارات السورية السرية اخرجي، تحت تمثال شهداء لبنان (تصوير وائل اللادقي)

فداء عيتاني من بيروت: اجتمعت قوى المعارضة في مقر حركة "اليسار الديمقراطي" في بيروت، واصدرت بيانا حصرت فيه الدعوة إلى اجتماع نواب المعارضة ليوم الاربعاء "بمن توجه اليه الدعوة بشكل رسمي"، وبدا وكأن المعارضة المنتصرة بالامس عبر تحقيقها اول نجاحاتها باسقاط حكومة عمر كرامي تغلق الباب أمام من يريد الالتحاق بالركب، او تريد تحديد حجم ودور المنضوين تحت جناح المنتصر حاليا. في حين كانت الشبيبة اللبنانية ورجال ونساء لبنان لايزالونيحتفلون في الشوارع باسقاط الحكومة في الامس، عبر عدة اشكال من التعبير، وخاصة في ما بات يعرف باسم "ساحة الحرية" وقرب ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الذي قضى في انفجار يوم 14 شباط (فبراير) الماضي.

سياسيا: اليوم التالي

ويقول عضو لجنة التنسيق لقوى المعارضة في لبنان الياس عطالله في حديث لإيلاف ان الدعوة المخصصة لاجتماع النواب ليست لمنع احد من المشاركة على الاطلاق، بل هي ببساطة حتى "لا نقع في نقاش بالبديهيات مجددا" موضحا ان المعارضة باطرافها السابقة خاضت هذا النقاش في المرحلة الماضية، وهي الان لا تمانع من حضور النواب والقوى الراغبة في الانضمام إلى المعارضة في اجتماع عادي، او غيره من اللقاءات، ولكن في اجتماع الاربعاء سيناقش عدة نقاط تفصيلية "مبنية على مواقف ونقاشات سابقة".

ونفى عطالله ان يكون مطلب المعارضة حاليا هو "حكومة محايدة"، مشددا على ان المطلب حاليا هو برنامج كامل، وهو مطلوب موافقة السلطة في لبنان عليه قبل الكلام عن حكومة محايدة او غيره.

ويضيف ان اول المطالب في برنامج المعارضة هو لجنة التحقيق الدولية، وثانيها هو اقالة مسؤولي الاجهزة الامنية، والمطلب الثالث هو انسحاب القوات السورية، ويمكن للسلطات في لبنان وسورية تحقيق هذه المطالب "تنفيذ هذه المطالب خلال نصف ساعة من الزمن بحال توافرت النوايا لذلك"، في رد مبطن على ما اعلنه الرئيس السوري بشار الاسد ان الجيش السوري بحاجة إلى عام للانسحاب من لبنان لاسباب تقنية.

وتابع عطالله: "اما اذا لم تكن لديهم نوايا في تنفيذ هذه المطالب، فسيأتون بحكومة تقع بيد الاستخبارات (اللبنانية والسورية) كالعادة"، مؤكدا ان تحرك الشارع مستمر لتحقيق كل هذه المطالب وانه تحرك تصاعدي وترتفع وتيرة المشاركة به بشكل يومي.

احتفالات وتظاهرات

وحدات من قوات مغاوير الجيش في دورية وسط المعتصمين

وكالعادة تجمع ومنذ ساعات بعد الظهر مئات من الشبان والشابات في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث كان بعضهم ينام هناك من يوم الاثنين في خيم مترامية ومقسمة بين الاطراف المعارضة، ومع تقدم ساعات المساء كانت افواج المشاركين تزيد بشكل مطرد، من بضع مئات إلى بضعة آلاف قرابة الساعة الثامنة ليلا بتوقيت بيروت (السادسة بتوقيت غرينتش) حيث بدأت المسيرات السيارة بالتجول في احياء بيروت رافعة العلم اللبناني، ورافدة التجمع المركزي في "ساحة الحرية" وعاد الالتزام الليلة لدى المشاركين برفع العلم الوطني للبنان دون غيره بعد نداءات من النائب الدرزي المعارض ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ومن "تيار القوات اللبنانية" المحظور، يطالبان فيه انصارهما بالالتزام بعدم رفع الاعلام الحزبية والاكتفاء بالعلم اللبناني.

وخلال الاحتفالات في الساحة كانت تتوارد معلومات إلى اطراف منظمة للاعتصام المفتوح بان احد الوزراء المستقيلة حكومته قد عمم على انصاره بالنزول ليلا إلى الساحة و"تحرير ضريح رفيق الحريري" من الموجودين هناك، وسارع المنظمون إلى استنفار المزيد من العناصر المحازبة لهم لضبط الوضع بحال حصل أي خلل او اشكال امني، خاصة ان الحشود التي تبلغ عدة آلاف كل ليلة ليست محازبة او عناصر تابعة لاي طرف، وبالتالي يسهل افتعال مشكلة معها او تعرضها لاي اذى مما سيؤدي إلى حالة بلبلة لا ضابط لها.

اعتصام صامت

وفي مكان اخر من بيروت، وعلى الساحل البحري حيث وقعت عملية اغتيال رفيق الحريري قبل أكثر من اسبوعين تجمع مئات من المواطنين بثيابهم السوداء، هؤلاء لم يشاركوا في الاحتفالات بسقوط الحكومة، بل رفعوا مطلبا من الحكومة التي اصبحت حكومة تصريف اعمال، وهو العثور على احد الذين فقدوا خلال عملية الاغتيال ولم يعرف مصيرهم إلى اللحظة، ولم يتم العثور على جثثهم.

واستمر هؤلاء باعتصامهم قبل ان يتوجه جزء منهم إلى ساحة الحرية للمشاركة بالاحتفالات المعارضة، ويتفرق جزء اخر، بينما كانت التظاهرات تتوافد من كل المناطق إلى الساحة، بعد ان تسير في شوارع العاصمة، وفي وقت بدأت تتضح فيه الجهات الامنية التي تحرك شبانا مسلحين في بعض نواحي بيروت واحيائها وبعض المدن اللبنانية الاخرى، مثل مدينة طرابلس، لاثارة مشاعر متناقضة بين المواطنين.