سويسرا ترسل 5 خبراء لتقصي الحقائق حول اغتيال الحريري
المعارضة تفتح باب الحوار المشروط
"لقاء الاحزاب" حذر من خطر نشوء فراغ دستوري في البلاد
بيروت، برن: ربطت المعارضة اللبنانية موافقتها على تشكيل حكومة جديدة بشروط مسبقة ابرزها اعلان سوري رئاسي بالانسحاب واستقالة رؤوساء الاجهزة الامنية اللبنانية تفتح تلبيتها باب التفاوض مع السلطة اللبنانية الموالية لسورية التي تتواصل الضغوط الدولية والعربية عليها لسحب قواتها من لبنان، فيما عقد لقاء الاحزاب والقوى اللبنانية، اجتماعا في مركز الحزب الديموقراطي اللبناني في الحازمية، وتوقف حسب بيان اصدره "امام التطور المفاجىء الذي حصل باستقالة حكومة الرئيس عمر كرامي، وماقد تؤدي اليه من اخطار على الوضع في البلاد في ظل الهجمة الأميركية الفرنسية الاسرائيلية التي تستهدف الاستقرار والثوابت الوطنية التي ارساها اتفاق الطائف". من جانب آخر، اعلنت الحكومة السويسرية اليوم انها وافقت على ارسال خمسة خبراء الى لبنان لمساعدة فريق الامم المتحدة لتقصي الحقائق في الاعتداء الذي اودى برئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
وقال النائب غازي العريضي المقرب من ابرز قادة المعارضة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "القصة ليست موضوع حكومة. القضية سياسية لدينا شروط تتطلب جوابا. فهل لديهم استعداد لتلبيتها؟". وأضاف "نواجه الان آلية دستورية لتشكيل حكومة" مشككا في نية السلطة تجاه شروط المعارضة بقوله "لو نيتها طيبة (السلطة) لكانت بادرت فورا الى دفع مسؤولي الاجهزة الامنية الى الاستقالة" الذي يعتبر من ابرز مطالب المعارضة.
وكان العريضي إلتقى أمس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال بعد اللقاء: التقينا المرجعيه الاهم التى تحظى باحترام غالبيه اللبنانيين وهى صاحبه القدره على التواصل مع اصحاب الشان فى لبنان وسورية، لان سورية مسؤوله ومعنيه وتتاثر بكل ما يجرى فى لبنان. اضاف: وثمة الكثير من التساؤلات حول العلاقات اللبنانية السورية وحول الدور السورى فى لبنان، مرجعيه السيد نصر الله قادره على التواصل مع الجميع. واعلن ان زيارته للسيد نصر الله تاتى فى اطار التعاون والسعى من اجل انقاذ لبنان من الازمه السياسيه الراهنه. وقال العريضي ردا على سؤال : نريد حوارا مباشرا مع القياده السورية واعتقد ان السيد نصر الله يستطيع ان يلعب دورا فى هذا الموضوع. واكد ان الحزب التقدمي الاشتراكي لا يكن العداء لسورية على الاطلاق وهو يحرص على العلاقات اللبنانية السورية اكثر ممن اتهمهم بانهم "تلاعبوا باجهزه الدوله الامنيه والسياسيه وبمقدرات الدوله وبمراكز المسؤوليه الاولى فى البلد فى اكثر من موقع وانحرفوا فى هذه العلاقات من اجل تحقيق مصالح ومكاسب لهم ".
من ناحيته راى النائب علي حسن خليل من نواب حركة امل المشاركة في لقاء عين التينة للموالاة في موقف المعارضة "تعاطيا ايجابيا". وقال خليل "رغم كل ما اعلن ارى في الموقف تعاطيا ايجابيا عبر استعدادهم للمشاركة في الاستشارات والحوار". ولم يحدد رئيس الجمهورية حتى الان مواعيد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة بانتظار ان تحدد سائر الكتل البرلمانية والتجمعات السياسية مواقفها وابرزها لقاء عين التينة للموالاة.
ومن المنتظر وفق مصادر مقربة من اللقاء ان يصدر موقف الرئيس اليوم الخميس اثر اجتماع للجنة المتابعة. من ناحيتها شككت صحف لبنانية في احتمال انطلاق الحوار بين السلطة والمعارضة للخروج من الازمة.
وتحت عنوان "المعارضة تطرح دفتر شروط للتفاوض" تساءلت (النهار) "هل تفتح الكوة الاولى في ملامح الازمة الحكومية التي على رغم مرور ثلاثة ايام فقط على استقالة الحكومة بدت شديدة الوطأة اقتصاديا وماليا وسياسيا".
ورات صحيفة (السفير) ان "حصيلة الامس كانت ايجابية في الشكل لكن المضمون قال العكس". وكتبت "قدمت المعارضة تنازلا في الشكل: اعتراف جماعي بشرعية رئيس الجمهورية وبالحوار الموضوعي معه عبر قبولها بالمشاركة في مشاورات التاليف بوفد مصغر من نائبين". واضافت "في المضمون قدمت المعارضة دفتر شروط تعجيزيا لرئيس الجمهورية المرجح ان يرفضه فتكون المعارضة قد رمت الكرة في ملعب السلطة المأزومة".
وتحت عنوان "وثيقة المختارة تشترط اعلانا رئاسيا سورية بالانسحاب واطاحة رؤوس امنية قبل المشاركة في الحكومة" رات (البلد) "ان المعارضة رسمت سقفا واضحا لمشاركتها في الحكومة".
وكتبت (اللواء) "حددت المعارضة شروطها السياسية التي تقضي بنزع مخالب النظام الامني مقابل المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة على ان يتم البحث لاحقا في مسالة المشاركة او عدمها في الحكومة الانتقالية".
كانت المعارضة بمختلف فصائلها قد حددت مساء مطالبها لاحتمال مشاركتها في تشكيل حكومة جديدة ابرزها مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد شخصيا باعلان سحب قواته ومخابراته من لبنان، واستقالة رؤساء الاجهزة الامنية اللبنانية ومعرفة الحقيقة بشان جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. واوضحت ان الوفد المصغر من نائبين الذي ستنتدبه للمشاركة في الاستشارت "سيقدم للسلطات بيانا بهذه المطالب التي هي اساس المشاركة في اي شيء مقبل".
بعد البيان اكد جنبلاط ان تلبية السلطة لهذه الشروط تفتح باب التفاوض. وقال للصحافيين "ان هذه الاسس نقدمها للسلطة فقط للتفاوض". واضاف "لاحقا نرى".
وردا على سؤال عن احتمال مشاركة المعارضة في الحكومة الجديدة، قال جنبلاط "اذا وافقت (السلطة) على هذه الشروط ربما نشارك". وتزامنت شروط المعارضة مع تصاعد الضغوط الدولية والعربية على سورية لسحب قواتها. فقد شككت الولايات المتحدة امس الاربعاء في تعهد الاسد سحب قواته ودعت الى ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على دمشق، فيما اكدت فرنسا مراقبتها عن كثب لترى خطوات عملية.
وتخيم قضية انسحاب القوات السورية على اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة بغياب وزيري خارجية للبنان وسورية.
وقد استبقت مصر هذه الاجتماعات بدعوة دمشق الى الانسحاب "في اسرع وقت ممكن"، وكشفت عن مشاورات تجري حول امكانية قيام الامم المتحدة بدور في آلية لتنفيذ القرار الدولي 1559 الذي نص على سحب سورية قواتها فورا من لبنان.
وكشف وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اليوم عن مشاورات تجرى حول احتمال قيام الامم المتحدة بدور في "آلية لتنفيذ" الانسحاب السوري من لبنان وفقا للقرار 1559 مؤكدا ان مصر "تشجع سورية على تسوية الوضع المحيط بلبنان في اسرع وقت ممكن".
من ناحيته ذكر جنبلاط امس دمشق بضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية. وقال "ذكرنا الطائف كمخرج مشرف. بنفس الوقت نذكر سورية بالشرعية الدولية. هم (السوريون) اعترفوا وقالوا انهم سيتعاطون بايجابية مع القرار 1559" الذي ينص على انسحاب فوري كامل من لبنان. ومن المقرر ان يزور الاسد اليوم السعودية.
"لقاء الاحزاب" حذر من خطر نشوء فراغ دستوري في البلاد
واكد لقاء الاحزاب والقوى اللبنانية على "ضرورة تحمل جميع القيادات والقوى والفعاليات الوطنية لمسؤولياتها في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان وهو ما يستدعي منها الاستنفار وتعزيز الصفوف لمجابهة اي تداعيات، ومن اجل حماية الاستقرار الامني والاقتصادي والخط الوطني والقومي الذي ينتهجه لبنان والذي يراد الانقلاب عليه".
ورأى اللقاء: "ان المعارضة من خلال ماقامت به من استغلال للظروف الطارئة الناتجة عن اغتيال الرئيس الحريري بالاضافة الى الضغوط الخارجية دفعت الرئيس كرامي الى الاستقالة مما اوصل البلاد الى مرحلة خطيرة جدا وفتح الباب امام جميع الاحتمالات على مصراعيها من الفوضى. والتي تتحمل المعارضة مسؤولية حصولها في حال واصلت سياستها الانقلابية على الدولة ومؤسساتها بالارتباط والتناغم مع المشروع الأميركي -الفرنسي".
وحذر اللقاء "من خطر نشوء فراغ دستوري في البلاد نتيجة استقالة الحكومة وصعوبات تشكيل حكومة جديدة في هذا المناخ تعبر عن الثوابت التي اختارتها الاغلبية اللبنانية من رفض للقرار 1559 وحماية المقاومة والارتباط المصيري بين لبنان وسورية الى الالتزام بالطائف وتطبيق جميع بنوده بما فهيا البنود الاصلاحية".
واكد اللقاء "بان القوى الوطنية لن تسمح بالانقلاب على الخط الوطني الذي دفع الشعب اللبناني تضحيات غالية وكبيرة من اجل المحافظة عليه وهو ما يتطلب التصدي بقوة وحزم للمشروع الأميركي الفرنسي الاسرائيلي الذي يرتكز الى بعض القوى في الداخل بهدف الانقلاب على الانجازات الوطنية، الامر الذي يتطلب استنفارا وطنيا واسعا وحشد الطاقات الوطنية والشعبية لحماية الثوابت التي اكدها الطائف وابقاء لبنان ثابتا على خياره الوطني القومي".
سويسرا ترسل خبراء لمساعدة فريق الامم المتحدة
واوضح المكتب الفدرالي للشرطة ان خبراء في المتفجرات والقذائف والبحث عن ادلة سينضمون الى الفريق الدولي في الايام المقبلة، اربعة منهم شرطيون والخامس تابع لوزارة الدفاع السويسرية.
وكان رئيس فريق الامم المتحدة الايرلندي بيتر فيتزجيرالد طلب رسميا الثلاثاء الدعم السويسري. ولم يحدد في طلبه مدة عمل الخبراء، لكن الحكومة السويسرية رجحت مسبقا ان تستغرق التحقيقات بضعة ايام. ويعمل اثنان من الخبراء في جهاز العلوم والابحاث التابع للشرطة البلدية في زيوريخ وهما متخصصان في تحليل المتفجرات. وسيرافقهما خبيران في البحث عن الادلة من الجهاز نفسه. اما الخبير الخامس فهو متخصص في علم القذائف ويعمل في هيئة "ارماسويس" المسؤولة عن بيع الاسلحة وشرائها لحساب الحكومة السويسرية.
وكانت برن اعلنت الجمعة الماضي ان سويسرا لن ترسل خبراء الى بيروت للمشاركة في التحقيق اللبناني حول اغتيال رفيق الحريري، لكنها اعربت عن استعدادها لوضع خبراء في تصرف الامم المتحدة. وكانت السلطات اللبنانية قد طلبت رسميا منتصف شباط/فبراير الماضي مساعدة من سويسرا في التحقيق اضافة الى طلبها خبراء في المتفجرات وتحليل الحمض النووي (دي ان ايه).
فضل الله يحذر من مخطط يستهدف المقاومه
من جانبه، رأى العلامه السيد محمد حسين فضل الله ان أميركا تعمل فى هذه المرحله بالذات على استغلال كل الوقائع والاحداث والاخطاء التى ارتكبت وترتكب للانقضاض على مواقع الممانعة المتبقية فى الساحه العربية والاسلامية.
ودعا فى ندوته الاسبوعية مساء امس "اولائك الذين يستغرقون فى المسالة المذهبية او ينفخون فى نيران الفتنة بعيدا عن تلمسهم لنقاط الخطر الكبرى، وعلى المعنيين فى الساحه اللبنانية على وجه التحديد ان يتنبهوا الى ذلك ليرصدوا نتائج حركتهم فى ما هى خطوات المشروع الاميركى فى المنطقه لا فى ساحه مطالبهم الداخليه فحسب". واكد السيد فضل الله ان خطوره المرحله الراهنه لا تعنى فريقا دون آخر وانما تطال كل الذين يتحركون فى خط الموالاه والمعارضه على السواء.
وحذر من وجود مخطط يستهدف المقاومه فى حركتها وفى امتدادها الاقليمى، ويسعى لاضعاف حركه الممانعه فى المنطقه كلها ولا يستهدف بلدا بعينه او طائفه لوحدها، بل اضعاف كل مقومات الصمود والمواجهه، وهذا يتطلب استنفارا سياسيا واقتصاديا وربما امنيا بشكل متواصل، كما يتطلب سعيا حثيثا لانتزاع عناصر الفتنه الداخليه بالعمل الدؤوب لكشف كل الجناه الذين اجرموا فى حق الوطن والامه وصنعوا اكثر من جريمه فى ساحتيهما.
وقال السيد فضل الله: اذا كانوا يعملون على صياغه المنطقه بمشاريعهم التفكيكيه ويتطلعون الى اعاده تركيب الدول والطوائف والمجموعات الدينيه والسياسيه على اساس حساباتهم، فان علينا فى المقابل ان نعمل لصياغه واقعنا بمشاريعنا التوحيدية، وان نعيد ترتيب اوضاعنا بما يمنعهم من الامتداد "فى خططهم الجهنميه ومشاريعهم العدوانيه".
التعليقات