بهية مارديني من دمشق :عكس الخطاب الذي ادلى به الرئيس السوري بشار الاسد اليوم امام مجلس الشعب نضجا سياسيا ذكر السوريين بوالده الرئيس الراحل حافظ الاسد .
فقد تذكر السوريون الذين تسمروا امام شاشات التلفزيون خلال خطاب الاسد اليوم الازمة التي نشبت بين سورية وتركيا في التسعينات والتي وصلت الى حد التهديد باجتياح سورية ولكن الاسد الاب عرف كيف يتراجع عن حافة الهاوية وها هي انفره اليوم من اوفى اصدقاء سورية ووقفت الى جانبها يوم تخلى الاصدقاء وهاهو الابن يكرر سيرة الاب ويعلن انه يستطيع ضمان مصالح سورية اكثر بعد انسحاب القوات السورية من لبنان لابل
انه سحب البساط من اشد المتعصبين ضد سورية عندما اعلن ان سورية ستنسحب وفق قرار الامم المتحدة
"1559" وليس فقط وفق اتفاق الطائف .
وتدل كل المؤشرات على ان الرئيس السوري نجح نجاحا مزدوجا داخليا وخارجيا فهو من جهة اعطى شعبه
ثقة استنثنائية عندما اختار ان يعلن عن الانسحاب من لبنان عبر مخاطبتهم مباشرة من البرلمان والامر الثاني
ان الاسد نجح في وضع الدول التي تنتفد سورية امام الحقيقة العارية "نعلن الانسحاب الكامل من لبنان"
وفق القرار "1559"فلتكفوا عن هجومكم علينا .
كما ان الرئيس السوري بث الارتياح في نفس كل مواطن سوري عندما قطع خطابه عدة مرات بابتسامات
ذات مغزى كبير وكأنه يقول للسوريين "كونو مطمئنين "فما يحدث لن يكون نهاية العالم كما انه عبر عن
قدرة على نقد الذات عندما اعترف ببعض الاخطاء التي حدثت في لبنان وعاد وشدد على ان حقائق التاريخ
والجغرافيا ستحكم العلاقات بين سورية ولبنان .
ولكن السؤال الملح الان ماهوموقف الدول الكبرى التي كانت تضغط على دمشق هل ستؤكد ان الهدف ليس
الانسحاب من لبنان بل الهدف هو سورية ام انها سترضى عن التعقل السوري ورغبته في السير في ركاب
المجتمع الدولي .