المغرب تتفوق قمماَ تليها القاهرة ولا دورا خليجيا (1)
60 عاما من أنشاص إلى الجزائر .. وقّعوا ورحلوا
نصر المجالي من لندن: مع غياب جميع المؤسسين الأوائل، تستضيف الجزائر في 22 مارس (آذار) الحالي اجتماعات القمة العربية الرابعة من نوعها منذ استعادة مؤسسة القمة لدورها في اجتماعات دورية عادية، بعد مخاض طويل من الاتفاق والّلاتفاق عربي على مدى 60 عاما حول هوية القمم التي ضاعت بين عادي وغير عادي فيما مئات من القرارات وضعت على الرّف وطواها النسيان. في 27 قمة تفردت المغرب بعقد العدد الأكبر منها تليها مصر، وغابت دول الخليج العربية عن استضافة أي منها، فيما العراق والأردن وهما الدولتان العربيتان نالهما قسط من الاستضافة. وخلال العقود الستة التي خلت منذ أول لقاء عربي في أنشاص المصرية على ساحل المتوسط غاب كثير من المؤسسين وتابع العمل الورثة من الساسة وصانعي القرار وتغيرت أنظمة حكم بانقلابات عسكرية وسادت أيدولوجيات واشتعلت حروب عربية ـ عربية وعربية ـ إسرائيلية وأهلية ـ أهلية.
وهذه المؤسسة التي أطلق عليها اسم الجامعة العربية جرى الاتفاق على قيامها قبل 60 عاما انطلقت بفكرة رتب لها الاستعمار القديم المتمثل ببريطانيا العظمى قبل انحسارها بعد الحرب العالمية الثانية، وصارت الفكرة واقعا عمليا يلتف حوله العرب الذين عطلت تناقضاتهم الدائمة أي جهد مشترك رغم أن الفكرة أساسا هي لتوحيد هذا الجهد لمواجهة التطورات العالمية والنظام الدولي الجديد الذي كان راغب بالتعامل مع الوحدات الإقليمية وليس المجزأة، على أن سياسة الاستفراد ظلت هي العامل الحاسم.
غائبون وفاة أو إطاحة
منذ 1945 إلى الآن غاب عن الساحة السياسية العربية مؤسسون أوائل لعل من بينهم زعماء الدول السبع ممن وقعوا على ميثاق قيام الجامعة وورثتهم إما وفاة طبيعية أو إطاحة وهم ملوك السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وأنجاله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، وزعامة مصر ممثلة بالملك فاروق والرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، والعراق ممثلة بالوصي على العرش الأمير عبد الإله بن علي ثم الملك فيصل الثاني والرؤساء عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وأحمد حسن البكر و(المعتقل صدام حسين) وملوك الأردن بدءا من الملك عبد الله الأول فالملك طلال والملك الحسين، والقيادة السورية ممثلة بشكري القوتلي ثم حسني الزعيم فسامي الحناوي وأديب الشيشيكلي وهاشم الاتاسي ناظم القدسي وأمين الحافظ ونور الدين الأتاسي وأحمد الخطيب فحافظ الأسد، ثم لبنان ممثل بالرؤساء بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجية وبشير الجميل ورينيه معوض، وأخيرا اليمن حيث قاده كل من الإمام يحيى حميد الدين فأحمد بن يحيى والمشير عبد الله السلال وعبد الرحمن الإرياني وإبراهيم الحمدي وأحمد بن حسين الغشمي.
هذا فضلا عن غائبين من دول عربية أخرى لم تكن من التي وقعت على ميثاق الجامعة من بينهم الملك محمد الخامس ونجله الملك الحسن الثاني (المغرب) ويوسف بن خده وهواري بومدين ومحمد بوضياف (الجزائر) والباي محمد السابع والحبيب بورقيبة (تونس) والملك محمد إدريس السنوسي (ليبيا) وإبراهيم عبود وعبد الله خليل وإسماعيل الأزهري وجعفر نميري وعبد الرحمن سوار الذهب والجزولي دفع الله وبابكر عوض الله (السودان) ومختار ولد داده ومصطفى ولد محمد السالك (موريتانيا) وعبد الله السالم الصباح وصباح السالم الصباح (الكويت) وزايد بن سلطان آل نهيان (الإمارات) وعيسى بن سلمان آل خليفة (البحرين) وأحمد بن علي آل ثاني وخليفة بن حمد آل ثاني (قطر) وسعيد بن تيمور (سلطنة عمان) وأحمد الشقيري ويحيى حموده وياسر عرفات (فلسطين) ومحمد سياد بري (الصومال).
* الموقعون قضوا
حتى الموقعين على ميثاق قيام الجامعة من رؤساء الوفود العربية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام وأعضاؤها جميعهم انتقلوا إلى الدار الآخرة، وهم على النحو الآتي حسب الالقاب التفخيمية المستخدمة آنذاك:
رئيس اللجنة التحضيرية:حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا رئيس مجلس وزراء مصر ووزير خارجيتها ورئيس الوفد المصري .
الوفد السوري: حضرة صاحب الدولة السيد سعد الله الجابري رئيس مجلس وزراء سورية ورئيس الوفد السوري.
حضرة صاحب الدولة جميل مردم بك وزير الخارجية، سعادة الدكتور نجيب الأرمنازي أمين سر العام لرياسة الجمهورية، سعادة الأستاذ صبري العسلي نائب دمشق .
الوفد الأردني: حضرة صاحب الدولة توفيق أبو الهدى باشا رئيس مجلس وزراء شرق الاردن ووزير خارجيته ورئيس الوفد الأردني،سعادة سليمان سكر بك سكرتير مالي وزارة الخارجية.
الوفد العراقي: حضرة صاحب الدولة السيد حمدي الباجه جي رئيس مجلس وزراء العراق ورئيس الوفد العراقي.
حضرة صاحب المعالي السيد راشد العمري وزير الخارجية . حضرة صاحب الدولة السيد نوري السعيد رئيس مجلس وزراء العراق سابقا. حضرة صاحب السعادة السيد تحسين العسكري وزير العراق المفوض بمصر.
الوفد اللبناني : حضرة صاحب الدولة رياض الصلح بك رئيس مجلس وزراء لبنان ورئيس الوفد اللبناني.
حضرة صاحب المعالي سليم تقلا بك وزير الخارجية، سعادة السيد موسى مبارك مدير غرفة حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية.
الوفد المصري: حضرة صاحب المعالي أحمد نجيب الهلالي باشا وزير المعارف العمومية.
حضرة صاحب المعالي محمد صبري أبو علم باشا وزير العدل.
حضرة صاحب العزة محمد صلاح الدين بك وكيل وزارة الخارجية
* عادي واستثنائي
لقد بدأ تاريخ القمم العربية منذ 28 مايو ( آيار) العام 1945 بانعقاد قمة أنشاص الطارئة لمناصرة القضية الفلسطينية، والاتفاق على وضع ميثاق الجامعة العربية الذي وقع بعد ذلك بعام واحد في الاسكندرية المصرية وحمل اسمها. ومنذ ذلك التاريخ ودعوات الإصلاح قائمة على قدم وساق، ولا يعرف بعد ما إذا كانت قمة الجزائر ستتخذ قرارات عملية في هذا الشأن. ولكن رغم انعقاد قمة طارئة في بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 1956 لدعم مصر ضد ما عرف فيما بعد بالعدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني، إلا أن تاريخ القمم العربية، بوصفها مؤسسة سياسية، بدأ فعليا في عام 1964 مع التئام القمة العربية الأولى في العاصمة المصرية، لتليها 12 قمة عادية وسبعة مؤتمرات قمة طارئة كان آخرها مؤتمر القاهرة في أكتوبر ( تشرين الأول) العام 2001 لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
وفي الآتي قائمة بمؤتمرات القمة العربية التي عقدت منذ انشاص وحتى القاهرة سواء منها العادي أو الاستثنائي:
ـ قمة انشاص: عقدت في مايو/ آيار من عام 46 وركزت على قضية فلسطين وعروبتها، واعتبرتها في قلب القضايا العربية القومية، إلى جانب مساعدة الشعوب العربية على نيل استقلالها من المستعمر
ـ قمة بيروت: عقدت في نوفمبر من عام 56 ودعت في بيانها الختامي إلى مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، وسيادتها على قناة السويس، وتأييد نضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي
ـ قمة الاسكندرية: عقدت في سبتمبر/ أيلول من عام 64 ودعت إلى دعم التضامن العربي وتحديد الهدف القومي ومواجهة التحديات، والترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية
ـ قمة الدار البيضاء: وعقدت في سبتمبر/ أيلول من عام خمسة وستين وقررت الالتزام بميثاق التضامن العربي، ودعم قضية فلسطين عربيا ودوليا، والتخلي عن سياسة القوة وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية، وتصفية القواعد الأجنبية وتأييد نزع السلاح
ـ قمة الخرطوم: وعقدت أغسطس/ آب وأيلول من عام 67 ودعت إلى إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، واللاءات الثلاث وهي لا صلح، ولا تفاوض مع اسرائيل، ولا اعتراف بها، والاستمرار في تصدير النفط إلى الخارج
ـ قمة الرباط: وعقدت في ديسمبر/ كانون الأول من عام 69 ودعت إلى إنهاء العمليات العسكرية في الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المسلحة الأردنية، ودعم الثورة الفلسطينية
ـ قمة الجزائر: وعقدت في نوفمبر من عام 73 وقالت باستحالة فرض حل على العرب، في اعقاب حرب أكتوبر التي اعتبرتها القمة نتيجة حتمية لسياسة إسرائيل العدوانية
ـ قمة الرباط: عقدت في نوفمبر من عام 74 ووضعت أسس العمل العربي المشترك، والالتزام باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني
ـ قمة الرياض السداسية غير العادية: وعقدت في أكتوبر من عام 76 ودعت إلى وقف اطلاق النار في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته ورفض تقسيمه، وإعادة اعماره، وتشكيل لجنة عربية لتنفيذ اتفاقية القاهرة
ـ قمة القاهرة: وعقدت في أكتوبر من عام 76 وصدقت على قرارات قمة الرياض السداسية
ـ قمة بغداد: وعقدت في مايو من عام 78 ورفضت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل، ونقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها
ـ قمة تونس: وعقدت في نوفمبر من عام 79 وأكدت على تطبيق المقاطعة على مصر، ومنع تزويد إسرائيل بمياه النيل، وإدانة سياسة الولايات المتحدة وتأييدها لإسرائيل
ـ قمة عمان: وعقدت في نوفمبر من عام 80 وقالت إن قرار مجلس الامن 242 لا يشكل أساسا صالحا للحل في المنطقة، ودعت إلى تسوية الخلافات العربية
ـ قمة فاس: وعقدت في نوفمبر من عام 81 وبحثت في مشروع السلام العربي، والموقف العربي من الحرب العراقية الإيرانية، وموضوع القرن الإفريقي
ـ قمة الدار البيضاء غير العادية: وعقدت في اغسطس من عام 85 وبحثت القضية الفلسطينية، وتدهور الاوضاع في لبنان، والارهاب الدولي
ـ قمة عمان غير العادية: وعقدت في نوفمبر من عام 87 وبحثت موضوع الحرب العراقية الإيرانية والتضامن مع العراق، والنزاع العربي الإسرائيلي، وموضوع عودة مصر إلى الصف العربي
ـ قمة الجزائر غير العادية: وعقدت في يونيو/حزيران من عام 88 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبحثت موضوع المؤتمر الدولي حول السلام، والسياسة الأميركية وقضية فلسطين
ـ قمة الدار البيضاء غير العادية: وعقدت في مايو من عام 89 واعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية، وبحث قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والمؤتمر الدولي للسلام، وتشكيل لجنة لحل الأزمة اللبنانية، والتضامن مع العراق
ـ قمة بغداد غير العادية: وعقدت في مايو من عام 90 واعتبرت القدس عاصمة لدولة فلسطين، ودعم قيام اليمن الموحد، والتحذير من تصاعد موجات الهجرة اليهودية إلى وخطورتها على الامن القومي العربي، وإدانة قرار الكونغرس الامريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل
ـ قمة القاهرة غير العادية: وعقدت في أكتوبر من عام 90 وأدانت العدوان العراقي على الكويت، وأكدت سيادة الكويت، وشجب التهديدات العراقية للدول الخليجية
ـ قمة القاهرة غير العادية التي عقدت في يونيو من عام ستة وتسعين ودعمت جهود السلام على اساس قرارات مجلس الامن الدولي، ودعم اتفاق العراق مع الامم المتحدة حول برنامج النفط مقابل الغذاء
قمة القاهرة غير العادية في اكتوبر 2001 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية، وتقرر فيها إنشاء صندوق دعم القدس .
الميثاق والاتفاقيات
مع حلول الثاني والعشرين من مارس (آذار) الحالي يكون قد مر على الجامعة العربية 60 عاماً كاملة، والواقع ان فكرة انشاء الجامعة ترجع في رأى بعض العلماء الى كتابات اثنين من المفكرين العرب بثا الدعوة الى ضرورة الاتحاد والتنظيم بين الدول وهما أبو نصر الفارابي وعبد الرحمن الكواكبي، أما بداية العمل العربي المنظم فبدأت أول القرن الماضي عام 1908 حيث نظم العرب صفوفهم في جمعيات واحزاب منها السري والعلني ، وتكونت جمعية الاخاء العربي ، ونشأ حزب الكتله النيابية العربية للدفاع عن حقوق العرب في مختلف انحاء الدولة العثمانية .. توالت التنظيمات والجمعيات العربية حيث عقد في عام 1913 المؤتمر العربى الاول وكان مقره باريس .. وتعددت الاتصالات والمؤتمرات التي تزعمتها مصر الى الدول العربية التي دعت الى اجتماع تحضيرى لمؤتمر عربي عقد في سبتمبر 1944 واستطاع المشاركون الوصول الى عدة قرارات تعتبر الوثيقة الاولى للجامعة العربية ووقع البروتوكول في 7 أكتوبر 1944 ..
وتعتبر جامعة الدول العربية حسب ما ورد في ميثاق قيامها، منظمة إقليمية تعمل على توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتنسيق خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، من أجل تحقيق التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي، وحفظ استقلال الدول الأعضاء وسيادتها، وتعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات. وهي تأسست في 22 مارس 1945 استجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية. وبالرغم من أن الدول العربية الموقعة على الميثاق، وقت صدوره، كانت سبع دول -أصبح عددها الآن اثنتين وعشرين دولة- فإن الميثاق نص في ذلك الوقت على أنه يهدف إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها.
اما ميثاق جامعة الدول العربية فيتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك من الشؤون. ويتصف الميثاق بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، لتعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.
ويجوز تعديل الميثاق بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعى لصون السلم والأمن الدوليين. ويتضمن الميثاق وثيقتين رئيسيتين هما معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثاق العمل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980). وفيما يلي ابرز ما جاء فيهما: "حررت باللغة العربية في الأسكندرية بتاريخ 2 رمضان سنة 1369 هجريا الموافق 17 يونيو سنة 1950 ميلاديا من نسخة واحدة تحفظ في الأمانة العامة و تسلم صورة منها طبق الأصل لكل دولة من الدول المتعاقدة".
و تعد المادة الثالثة من المعاهدة أهم موادها العسكرية و تنص على أن الدول المتعاقدة تتشاور الدول فيما بينها، بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة اراضي أية واحدة منها أو استقلالها أو أمنها. و في حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها، تبادر الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططتها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية و الدفاعية التي يقتضيها الموقف.
أما المادة السابعة فتعد الأهم على صعيد التعاون الإقتصادي و تنص على أنه" استكمالا لأغراض هذه المعاهدة و ما ترمي إليه من إشاعة الطمأنينة وتوفير الرفاهية في البلاد العربية، ورفع مستوى المعيشة فيها، تتعاون الدول المتعاقدة على النهوض باقتصاديات بلادها واستثمار مرافقها الطبيعية وتسهيل تبادل منتجاتها الوطنية والزراعية والصناعية، وبوجه عام تنظم نشاطها الأقتصادي وتنسيقه و ابرام ما تقتضيه الحال من اتفاقات خاصة لتحقيق هذه الأهداف."
وقد وقع على المعاهدة في ذلك الوقت 7 دول عربية هي: المملكة الأردنيه الهاشمية و الجمهورية السورية و المملكة العراقية (وقتئذ) و المملكة العربية السعودية و الجمهورية اللبنانية و المملكة المصرية ( وقتئذ) و المملكة المتوكلية اليمنية (وقتئذ).
ونص الميثاق على ان " تكون كل دولة عربية مستقلة الحق في الانضمام للجامعة .. وقد اصبح عدد الدول الاعضاء في الجامعة 22 دولة هي ..المملكة الاردنية الهاشمية ، الامارات العربية المتحدة ، مملكة البحرين ، جمهورية تونس ، جمهورية الجزائر الديموقراطية ، المملكة العربية السعودية ، السودان ، سورية ، العراق ، الكويت ، لبنان ، جمهورية مصر العربية ، المملكة المغربية ، اليمن ، موريتانيا ، الصومال ، جزر القمر ، فلسطين ، سلطنة عمان ،قطر ،الجماهيرية العربية الليبية ،جمهورية جيبوتي
أما الفروع الرئيسة للجامعة فهي مجلس الجامعة واللجان الدائمة والامانه العامة، يتألف مجلس الجامعة من جميع الدول الاعضاء ولكل منها صوت واحد .. ويعقد المجلس دورتين عاديتيين فى العام .. ويجوز عقد دورة استثنائية للمجلس كلما دعت الحاجة الى ذلك وللمجلس اختصاصات دستورية وادارية منها قبول الاعضاء الجدد في الجامعة وتعديل الميثاق واقرار ميزانية الجامعة وتعيين الامين العام والموافقة على تعيين الامناء المساعدين .. وتصدر قرارات المجلس بأغلبيات مختلفة فتصدر قرارات التحكيم والقرارات الخاصة بالتوسط بالاغلبية العادية مع ملاحظة انه فى حالات التحكيم لايكون للدول التي وقع بينها الخلاف الاشتراك فى مداولات المجلس وقراراته .. أما القرارات التي تتخذ لاتخاذ التدابير اللازمة لدفع الاعتداء فتصدر بالاجماع مع ملاحظة انه اذا كان الاعتداء من احدى دول الجامعة فلا يدخل فى حساب الاجماع رأى الدولة المعتدية .. وتصدر قرارات المجلس بأغلبية الثلثين لتعيين الامين العام أو تعديل الميثاق. وتتألف لامانه العامة وهي الهيئة الادارية الرئيسية للجامعة وتتكون من الامين العام والامناء المساعدين وموظفى الامانه العامة . أما الاجهزة الرئيسة التى أنشئت بموجب معاهدة الدفاع المشترك هي :مجلس الدفاع المشترك ويتألف من وزراء الخارجية ووزراء الدفاع الوطنى للدول العربية أو من ينوب عنهم ... الهيئة الاستشارية العسكرية وتتكون من رؤساء أركان الجيوش العربية .. واللجنة العسكرية الدائمة وتختص بتنظيم خطط الدفاع المشترك بين دول الجامعة ، فيما تنبثق عن المجلس الاقتصادى لجان متخصصة في الشؤون الزراعية والصناعية والمواصلات والسياحة وغيرها.
أما بالنسبة للمنظمات المتخصصة أنشئت بموجب اتفاقيات مستقلة وافق مجلس الجامعة على مشروعاتها ودعا الدول العربية الى الارتباط بها فهي :
1- الاتحاد البريدى العربى
2-اتحاد اذاعات الدول العربية
3-مجلس الوحدة الاقتصادية
4- المنظمة الدولية العربية للدفاع الاجتماعى ضد الجريمة
5- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
6- منظمة العمل العربى
7-الصندوق العربى للانماء الاقتصادى والاجتماعى
8- الاكاديمية العربية للنقل البحرى
9- منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول
بروتوكول الإسكندرية
وفي الآتي نص بروتوكول الإسكندرية: إثباتا للصلات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين البلاد العربية جمعاء، وحرصا على توطيد هذه الروابط وتدعيمها وتوجيهها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها، واستجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية.
قد اجتمعوا بالاسكندرية بين يوم الاثنين 8 شوال سنة 1363 (الموافق 25 سبتمبر سنة 1944) ويوم السبت 20 شوال سنة 1363 (الموافق 7 أكتوبر سنة 1944) في هيئة لجنة تحضيرية للمؤتمر العربي العام وتم الاتفاق بينهم على ما يأتي:
أولا : جامعة الدول العربية :
تؤلف "جامعة الدول العربية" من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام اليها.
ويكون لهذه الجامعة مجلس يسمى "مجلس جامعة الدول العربية" تمثل فيه الدول المشتركة في "الجامعة" على قدم المساواة.
وتكون مهمته مراعاة تنفيذ ما تبرمه هذه الدول فيما بينها من الاتفاقات وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها وتنسيق خططها السياسية تحقيقًا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل الممكنة وللنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها.
وتكون قرارات هذا "المجلس " ملزمة لمن يقبلها فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة، ويلجأ فيها الطرفان إلى المجلس لفض هذا الخلاف، ففي هذه الأحوال تكون قرارات "مجلس الجامعة" نافذة ملزمة .
ولا يجوز على كل حال الالتجاء إلى القوة لفض النزاعات بين دولتين من دول الجامعة، ولكل دولة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الاحكام أو روحها.
ولا يجوز في أية حال اتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أية دولة منها. ويتوسط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها للتوفيق بينهما.
ويتوسط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها للتوفيق بينهما.
ثانيا : التعاون في الشئون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها :
1- تتعاون الدول العربية الممثلة في اللجنة تعاونا وثيقا في الشؤون الآتية :
* الشؤون الاقتصادية والمالية بما في ذلك التبادل التجاري والجمارك والعملة وأمور الزراعة والصناعة.
* شؤون المواصلات بما في ذلك السكك الحديدية والطرق والطيران والملاحة والبرق والبريد.
* شؤون الثقافة .
* شؤون الجنسية والجوازات والتأشيرات وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين وما إلى ذلك.
* الشؤون الاجتماعية.
o* الشؤون الصحية.
2- تؤلف لجنة فرعية من الخبراء لكل طائفة من هذه الشؤون تمثل فيها الحكومات المشتركة في اللجنة التحضيرية وتكون مهمتها إعداد مشروع قواعد التعاون في الشؤون المذكورة ومداه وأداته.
3- تؤلف لجنة للتنسيق والتحرير تكون مهمتها مراقبة عمل اللجان الفرعية الاخرىوتنسيق ما يتم من أعمالها أولا فأول وصياغته في شكل مشروعات اتفاقات وعرضه على الحكومات المختلفة.
4- عندما تنتهي جميع اللجان الفرعية من أعمالها تجتمع اللجنة التحضيرية لتعرض عليها نتائج بحث هذه اللجان تمهيدا لعقد المؤتمر العربي العام.
ثالثا : تدعيم هذه الروابط في المستقبل :
مع الاغتباط بهذه الخطوة المباركة ترجو اللجنة أن توفق البلاد العربية في المستقبل إلى تدعيمها بخطوات أخرى وبخاصة إذا أسفرت الاوضاع العالمية بعد الحرب القائمة عن نظم تربط بين الدول العربية بروابط أمتن وأوثق.
رابعا : قرار خاص بلبنان :
تؤيد الدول العربية الممثلة في اللجنة التحضيرية مجتمعة احترامها لاستقلال لبنان وسيادته بحدوده الحاضرة وهو ما سبق لحكومات هذه الدول أن اعترفت به بعد أن انتهج سياسة استقلالية أعلنتها حكومته في بيانها الوزاري الذي نالت عليه موافقة المجلس النيابي اللبناني بالاجماع في 7 أكتوبر سنة 1943.
خامسا : قرار خاص بفلسطين :
1- ترى اللجنة أن فلسطين ركن مهم من أركان البلاد العربية وأن حقوق العرب لا يمكن المساس بها من غير إضرار بالسلم والاستقرار في العالم العربي.
كما ترى اللجنة أن التعهدات التي أرتبطت بها الدولة البريطانية والتي تقضي بوقف الهجرة اليهودية والمحافظة على الأراضي العربية والوصول إلى استقلال فلسطين هي من حقوق العرب الثابتة التي تكون المبادرة إلى تنفيذها خطوة نحو الهدف المطلوب ونحو استتباب السلم وتحقيق الاستقرار.
وتعلن اللجنة تأييدها لقضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيق أمانيهم المشروعة وصون حقوقهم العادلة.
وتصرح اللجنة بأنها ليست أقل تألما من أحد لما أصاب اليهود في أوروبا من الويلات والآلام على يد بعض الدول الأوروبية الدكتاتورية، ولكن يجب أن لايخلط بين مسألة هؤلاء اليهود وبين الصهيونية . إذ ليس أشد ظلما وعدوانا من أن تحل مسألة يهود أوروبا بظلم آخر يقع على عرب فلسطين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.
2- يحال الاقتراح الخاص بمساهمة الحكومات والشعوب العربية في "صندوق الأمة العربية " لإنقاذ أراضي العرب في فلسطين إلى لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية لبحثه من جميع وجوهه وعرض نتيجة البحث على اللجنة التحضيرية في اجتماعها المقبل. وإثباتا لما تقدم وقع هذا البروتوكول بادارة جامعة فاروق الاول بالأسكندرية في يوم السبت 20 شوال سنة 1363 ( الموافق 7 أكتوبر سنة 1944).
إمضـــاءات: مصطفى النحاس، توفيق أبو الهدى، جميل مردم، محمد صبري أبو علم، محمد صلاح الدين ، حمدي الباجه جي، أرشد العمري، تحسين السكري، سعد الله الجابري، أحمد نجيب الهلالي، سليمان سكر، نجيب الأرمنازي، صبري العسلي، رياض الصلح، موسى مبارك.
* يتبع / عمداء دبلوماسية العرب
التعليقات