مراد عباس من الجزائر: بدأت صباح اليوم بالجزائر أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية التحضيري للقمة العربية ال 17 بمشاركة 21 وزيرًا للشؤون الخارجية وأمين عام للوزارة تحت رئاسة عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، وبحضور الأمين العام للجامعة عمرو موسى.
وقد ساد الكلمات التي ميزت الجلسة الافتتاحية لكل من بلخادم رئيس الدورة، ووزير الخارجية التونسي عبد الباقي الهرماسي رئيس الدورة السابقة وعمرو موسى، روح التفاؤل بالنتائج التي ستخرج بها قمة الجزائر في دعم التلاحم العربي.
فقد اكد بلخادم في كلمته ان ملف الإصلاح يعد احد المحاور الرئيسية التي تميز هذه الدورة، وان إنجاحها مرهون بمدى التقدم الحاصل في هذا الموضوع والقرارات التي ستتوج أشغالها بشأنه.
وقال انه من الأهمية بمكان "إحداث نقلة نوعية في منظمتنا بالانتقال بها من منبر سياسي إلى إطار حقيقي للتشاور السياسي وأداة فعالة للتكامل الاقتصادي بين الدول العربية".
وأضاف أن تحقيق هذا الهدف "لن يأتى إلا بإجراء إصلاحات جوهرية لتطوير نصوص العمل العربي المشترك وطريقة العمل العربي المشترك" اخذين بالاعتبار "أفضل الصيغ لتنمية المصالح التي تجمعنا وتعظيم الجوامع التي تربطنا مع احترامنا الكامل للفوارق القائمة والعمل على وضع الأسس لفضاء موحد ينعم فيه المواطن العربي بحرية التنقل والإقامة والعمل".
من جهته قال عمرو موسى إن الأمانة العامة للجامعة العربية تعقد أمالا على هذه القمة التي ستكرس الإصلاح الذي انطلقت مسيرته في قمة تونس مشددًا على الأهمية الكبرى في وضع إطار حقيقي للتقدم والتحديث.
واضاف عمرو موسى ان إنجاح اداء الجامعة العربية لمهامها مرهون بمدى دعم الدول الأعضاء لها خاصة الجانب المالي.
وعدد الأمين العام للجامعة انجازات هذه الأخيرة في انشاء منطقة تجارة حرة ومجلس اقتصادي اجتماعي ونمط جديد للتصويت ومتابعة لتنفيذ القرارات مؤكدا ان الأمل مازال كبيرا والتطلع العربي لعصر جديد يساهم فيه العالم العربي في بناء النظام الدولي.
وقبل تسليمه الرئاسة إلى اعبد العزيز بلخادم أكد وزير الخارجية التونسي عبد الباقي الهرماسي ان الدول العربية "كعادتها تعلق آمالا كبيرة على ارض البطولات "مؤكدًا أن مسؤولية بالغة الدقة تقع على عاتق الدول العربية في ضرورة "توحيد رؤاها حول القضايا التي تهم المنطقة بما يحقق مزيدا من التقدم للعمل العربي المشترك وزيادة مصداقيته".
وسيعكف الوزراء خلال اليومين المقبلين على دراسة عدد من القضايا المدرجة ضمن جدول الأعمال الذي سيرفع للقادة العرب خاصة تلك المتعلقة بأداء الجامعة العربية و الإصلاحات المتعددة الجوانب التي تبنتها الجامعة.
كما سيتناقش الوزراء القضايا الراهنة كالصراع العربي الإسرائيلي بما فيه مبادرة السلام العربية وتطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق والسودان وكذا مسألة التعاون العربي في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
وكانت الاجتماعات التحضيرية على مستوى الخبراء قد أنهت أشغالها بالمصادقة على مشروع البيان الختامي الذي سيعكف عليه مجلس وزراء الخارجية والمتضمن 16 بندا بالإضافة إلى بعض الاقتراحات التي قدمتها بعض الدول والمتعلقة خاصة بمكافحة الإرهاب والتعاون العربي الأوروبي والعربي الإفريقي.
وكان مجلس وزراء المالية والاقتصاد العرب قد صادق بدوره في إطار المجلس الاقتصادي و الاجتماعي على جملة من التوصيات تتضمن أساسا تعزيز التعاون الاقتصادي العربي وكذا تعزيز العمل العربي المشترك من خلال إشراك المجتمع المدني والحركة الجمعوية.
كما اقر وزراء الاقتصاد مقترحات أخرى ذات الصلة بإقامة آلية للتنسيق بين مختلف هيئات التدخل والإسعافات لمواجهة الكوارث وكذا الاحتفاظ باقتراح إطلاق قمر صناعي عربي لرصد الكرة الأرضية فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية والبيئة ومقترح أخر يقضي بإعادة إنعاش منطقة التبادل الحر بين الدول العربية.
التعليقات