السوريون اختطفوا قمة الجزائر
لجنة مكونة من ثلاثة زعماء عرب لقيادة تحرك عربي معاكس


بهية مارديني من دمشق:يبدو ان السوريين اخذوا زمام المبادرة في القمة العربية التي تعقد بعد غد الثلاثاء وقرروا ان يصبحوا هم اهل الدار ويتحركوا على هذا الاساس بعد ان كانت توقعات قد سرت قبل القمة بان الزعماء العرب سوف يطرحون موضوع الوجود السوري في لبنان بقوة وبما يوحي برفض هذا الوجود من اساسه ولكن تبين من الاجتماعات التمهيدية لوزراء الخارجية العرب ان هذا الامر اضغاث احلام ، فالسوريون تنمروا على جيرانهم الاردنيين وتمكنوا من طي مشروع قرار حول التطبيع مع اسرائيل تقدمت به الاردن التي اقتربت في الفترة الاخيرة من اسرائيل واثارت تساؤلات اكثر من طرح اجابات ، وطي مشروع القرار اثار غضب الاردنيين لدرجة ان العاهل الاردني اعلن عن عدم حضوره للقمة بعذر انه اعلن انه مرتبط مع مستثمرين في الولايات المتحدة الاميركية ولا يستطيع تاجيل هذه الاجتماعات ، وقد كان السوريون عاملا حاسما بمساعدة اللبنانيين في احباط المقترح الاردني كما ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع التقى مطولا مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونقل اليه رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد وتسربت معلومات عن انها تتعلق باقتراحات سورية محددة ومبادرات لطرحها حول عدد من القضايا المصيرية .
وهكذا فان السوريين وبدلا من ان يكون موضوع المبادرات اخذوا يطرحونها ويرفعون الصوت عاليا بان لااحد يحق ان يتدخل بينهم وبين لبنان طالما انهم اتفقوا مع الجانب اللبناني على كل التفاصيل بما فيها الانسحاب العسكري الكامل ، ولا تستبعد مصادر مطلعة ان تقترح سورية انشاء لجنة مكونة من ثلاثة زعماء عرب على الاقل بينهم السعودية والجزائر لقيادة تحرك عربي معاكس يعيد الكرة الى الملعب الاوروبي الاميركي عبر المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي بذات الطريقة التي يطبق بها القرار الدولي 1559 وتعول سورية على مثل هكذا تحرك اذ انه حتى ولو لم يعط نتائج مباشرة فانه سيؤدي الى نتيجتين حتميتين الاولى تخفيف الضغوط عن دمشق والثانية اظهار سورية في موقع اقوى تؤازرها الدول العربية التي "يفترض" الا تقيم علاقات مع اسرائيل الا بعد تطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بها.
بالطبع لايعتري السوريون اية اوهام حول وضعهم الجيو سياسي المعقد ولكنهم قرروا وكما تشير المعطيات الى الاستمرار في سياسة المواجهة عبر لعبة " الكر والفر" لانهم تاكدوا بان كلفتها ستكون اقل بكثير من سياسة التنازلات فضلا عن العامل الايديولوجي والشعبي الذي لن يقبل ابدا بالانحناء امام العاصفة.